بدأ حفل تأبين لضحايا الكارثة النووية قبيل ساعة إلقاء القنبلة على المدينة. ويحضر الحفل رئيس الوزراء الياباني، وعمدة المدينة، وحاكم ناغازاكي، وممثلون عن مختلف الجهات الحكومية، بالإضافة إلى سفراء أجانب.
هذا العام، ولأول مرة منذ عام 2021، سيحضر الحفل سفيرا روسيا وبيلاروسيا، اللذان لم يتلقيا دعوات منذ عام 2022.
وقال السفير للصحفيين: "كما هو معروف، منذ عام 2022 لم تُدعَ روسيا إلى مراسم الذكرى في هيروشيما وناغازاكي بحجج مزيفة تتعلق بـ 'الوضع الدولي المعقد" و"اعتبارات أمنية". ونعلم أن هذا القرار لم يُتخذ دون تأييد من الحكومة اليابانية، المعروفة بمواقفها المعادية لروسيا، بما في ذلك في سياق الأزمة الأوكرانية."
وأضاف السفير: "في هذا العام، وعلى خلاف زملائنا في هيروشيما، فضلت سلطات ناغازاكي عدم تسييس هذا الحدث المهم للمدينة
ولم يذكر عمدة مدينة ناغازاكي شيرو سوزوكي، في كلمته خلال حفل تأبين القتلى والجرحى في القصف النووي في الذكرى الثمانين للمأساة، اسم الدولة التي ألقت القنبلة على المدينة، والذي تم بثه على القنوات التلفزيونية الرئيسية وعلى الإنترنت.
تقع مدينة ناغازاكي على الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة كيوشو اليابانية، وهي عاصمة محافظة ناغازاكي.
في يوم 9 أغسطس عام 1945، صباحا، ألقت القوات الجوية الأمريكية قنبلة ذرية "فات مان" على المدينة، وقبل ذلك بأيام تم إلقاء القنبلة الذرية الأمريكية الأولى على مدينة هيروشيما. بلغت قوة وزن قنبلة "فات مان" 20 كيلوطن وبلغ وزنها 4.5 طن. وأسفرت عملية قصف ناغازاكي بالقنبلة الذرية عن مقتل أو فقدان أكثر من 73 ألف شخص. وفي وقت لاحق، توفي 35 ألف شخص آخرين بسبب الإشعاع والإصابات.
ودمرت الحرائق معظم المباني السكنية. لم تكن عواقب القصف الثاني أقل فظاعة من الأول - في هيروشيما. في أحد التقارير اليابانية، وُصف الوضع في ناغازاكي على النحو التالي: "المدينة أشبه بمقبرة لم يبقَ فيها حتى شاهد قبر واحد".
تضم حديقة السلام متحف وثائق القصف الذري في ناغازاكي، ومن بين معروضاته ساعة تم تجميد عقاربها عند الساعة 11:02 - الوقت الذي تعرضت فيه المدينة للقصف الذري.
وتعد الولايات المتحدة الأمريكية،
أول دولة في العالم استخدمت الأسلحة النووية ضد دولة أخرى وهي اليابان، في أغسطس/ آب 1945، ما تسبب بحصيلة ضحايا هائلة، حيث صنعت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة "الولد الصغير" من اليورانيوم عالي التخصيب، ووصلت قوتها التدميرية لـ16 كيلوطن، بينما صنعت قنبلة "الرجل الثمين" من البلوتونيوم ووصلت قوتها التدميرية لـ20 كيلوطن، مع العلم أن كل كيلوطن في حساب القنابل النووية يساوي ألف طن من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار.
وتقيم اليابان سنويا مراسم حداد، تجذب وفودا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة. ومع ذلك، لم تعتذر أي حكومة أمريكية حتى الآن. وكما صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، فإن الولايات المتحدة "دون ندم، تُعزز فهمها بأنها فعلت كل شيء على صواب".