الخارجية الروسية تدين إعادة فرض العقوبات على إيران

أدانت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الجمعة، قرار دول الـ"ترويكا" الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) بإعادة فرض العقوبات على إيران، ودعت المجتمع الدولي لرفضها.
Sputnik
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها نُشر على موقعها الإلكتروني: "ندين بشدة هذه الأعمال من قبل الدول الأوروبية وندعو المجتمع الدولي لرفضها، ولا يمكن أن يترتب على عمليات الاحتيال هذه أي التزامات للدول الأخرى. في الواقع، نحن نواجه محاولة غير رسمية للتلاعب بأحكام قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، من قبل الدول الأوروبية المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة".
وأردف البيان: "أشاروا (دول الترويكا) إلى أنه ليس لديهم أي أساس قانوني أو إجرائي لذلك. قدّم الجانب الروسي تحليلاً مفصلاً إلى الأمم المتحدة، مُوضحًا الخلفية غير الملائمة وتناقض المطالبات الأوروبية بإعادة فرض العقوبات، وقدّمت الصين حججًا مفصّلة حول هذا الموضوع، وهو ليس جديدًا".

وأضافت الخارجية الروسية: "نعتبر أنه من المهم منع تصعيد جديد حول البرنامج النووي لجمهورية إيران الإسلامية، والذي كما يتضح من العدوان الأجنبي على إيران، في يونيو (حزيران) من هذا العام، سيكون له عواقب وخيمة على السلام والأمن الدوليين".

ووفقا لوزارة الخارجية الروسية، فإن المهمة ذات الأولوية في الوقت الحالي هي إيجاد حوار بين الأطراف المعنية لإيجاد حل ومنع مواجهة جديدة حول البرنامج النووي الإيراني.
إيران تتهم الاتحاد الأوروبي بخرق الاتفاق النووي وتؤكد حقها في "إجراءات تعويضية"
وتابع البيان: "المهمة الأساسية اليوم هي استئناف الحوار البناء بين الأطراف المعنية والبحث الجماعي المركّز عن حلول لتجنب أزمة جديدة".
ودعت روسيا دول الـ"ترويكا"، إلى "العودة إلى رشدها وإعادة النظر في قراراتها بشأن إيران قبل أن تؤدي إلى مأساة"، وأكدت الخارجية الروسية أن "خط المواجهة مع طهران ليس له آفاق".

وأضافت: "لا يزال أمام الدول الأوروبية فرصة لتقديم مساهمة بناءة للقضية المشتركة من خلال دعم مشروع قرار مجلس الأمن الروسي الصيني بشأن التأخير الفني لمدة 6 أشهر في تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة والقرار 2231. نأمل أن يستغلوا هذه الفرصة، مدركين تماما مدى مسؤوليتهم عن العواقب إذا رفضوا مسار الدبلوماسية".

وقالت الخارجية الروسية: "محاولات الدول الأوروبية لاستخدام إعادة فرض العقوبات (على إيران)، عامل خطير لزعزعة الاستقرار يعيق الجهود على مختلف المستويات لإيجاد حلول تفاوضية بشأن إيران".
إعلام: دول الـ"ترويكا" تطلق آلية استعادة فرض العقوبات على إيران
ووجّهت دول الـ"ترويكا" الأوروبية (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) رسالة إلى مجلس الأمن الدولي يوم أمس الخميس، قالت فيها إنها بدأت تطبيق "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات على إيران، بسبب برنامجها النووي.

وقالت دول الـ"ترويكا"، إن "إيران لم تلتزم ببنود الاتفاق النووي الذي أبرمته عام 2015، لمنع تطوير أسلحة نووية"، وفي المقابل اتهمت إيران الدول الثلاث بـ"انتقائية المواقف والتنصل من الالتزامات".

وأبلغ وزراء خارجية الـ"ترويكا"، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بتفعيل "آلية الزناد" لإعادة فرض جميع عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران.
وفي المقابل، وجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، رسالة رسمية إلى كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ومنسقة اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، قال فيها إن "أوروبا لم تف بتعهداتها التجارية والاقتصادية، منذ توقيع الاتفاق عام 2015".
بوليانسكي: روسيا تشعر بخيبة أمل إزاء قرار "الترويكا الأوروبية" إعادة فرض عقوبات على إيران
وأمس الخميس، أعرب القائم بأعمال المندوب الدائم لروسيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، عن خيبة أمل روسيا من قرار الـ"ترويكا"، معتبرًا أن إعادة فرض العقوبات على إيران، "قرار تصعيدي لا ينبغي أن يترتب عليه أي عواقب قانونية أو إجرائية".

وجاء ذلك بعد خطوة سابقة قامت بها روسيا، قبل أيام، عندما أعلن بوليانتسكي، أن موسكو تقترح تمديد صلاحية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن الاتفاق النووي الإيراني لمدة 6 أشهر، حتى 18 أبريل/ نيسان 2026.

وفي هذا الشأن، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن "روسيا والصين دعمتا الموقف الإيراني عبر مذكرات رسمية إلى مجلس الأمن، رفضتا فيها أي مسعى أوروبي لإعادة فرض العقوبات".
‌‏وزير خارجية إيران: طهران لن تتنازل عن تخصيب اليورانيوم
الاتفاق النووي
هو اتفاق توصلت إليه إيران عام 2015، مع بريطانيا وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة وروسيا والصين، يهدف إلى وضع ضوابط للبرنامج النووي الإيراني وسط اتهامات من أطراف غربية باحتمال سعي إيران لامتلاك أسلحة نووية، رغم النفي الإيراني المتكرر.

ويعرف الاتفاق باسم خطة العمل الشاملة المشتركة، وكان سببا في رفع عقوبات للأمم المتحدة والولايات المتحدة وأوروبا عن طهران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

ومن المفترض أن ينتهي الاتفاق الذي أقره مجلس الأمن الدولي في يوليو/ تموز 2015، في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وبعد انتهائه يمكن لأي طرف من أطراف الاتفاق إعادة تفعيل العقوبات ضد إيران.
إيران تعلن استعدادها لمفاوضات مباشرة مع واشنطن شريطة توفر الظروف المناسبة
ماذا يعني عودة العقوبات؟
ينص الاتفاق على أنه في حال لم تف إيران بالتزاماتها يتم طرح التصويت بمجلس الأمن الدولي المكون من 15 عضوا لإعادة فرض العقوبات على طهران، ويكون القرار نافذا إذا صوت لصالحه 9 أعضاء ولم يتم استخدام حق النقض "الفيتو" ضده من أي من الدول التي تملك هذا الحق وخاصة روسيا والصين.

ويعني إعادة فرض العقوبات تطبيق جميع العقوبات ضد طهران التي فرضها مجلس الأمن الدولي خلال الفترة من عام 2006 حتى 2010 ويشكل ذلك حظر على الأسلحة وتخصيب وإعادة معالجة اليورانيوم وبرامج الصواريخ الصواريخ الباليستية القادرة على حمل أسلحة نووية، وحظر على نقل تكنولوجيا الصواريخ الباليستية والمساعدة التقنية وتجميد عالمي مستهدف للأصول وحظر السفر على أفراد وكيانات من إيران.

كما تتضمن العقوبات السماح للبلدان بتفتيش شحنات شركة إيران آير للشحن الجوي وخطوط الشحن التابعة لإيران بحثا عن بضائع محظورة.
مناقشة