3 عوائق تمنع تنفيذ خطة ترامب في غزة

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، خطة سلام طموحة لإنهاء الصراع في قطاع غزة، مع إمهال حركة "حماس" 3 إلى 4 أيام للرد.
Sputnik
لكن الخطة، التي تضم 20 بنداً تشمل إطلاق الرهائن، وقف الحرب، وإنشاء مجلس سلام انتقالي برئاسته، قد تواجه عقبات كبيرة تهدد نجاحها، وسط حالة من عدم اليقين حول مصيرها.

أولا: غياب جدول زمني واضح للانسحاب الإسرائيلي

الخطة الأمريكية تطالب بجعل غزة "منزوعة السلاح" دون تحديد موعد لانسحاب القوات الإسرائيلية، وهو شرط رفضته "حماس" تاريخياً. حسام بدران، عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، أكد أن الحركة ترحب بالمقترحات لكنها لن تتخلى عن "حق المقاومة" المشروع. مصادر مطلعة لـ"بي بي سي" أشارت إلى أن "حماس" قد ترفض الخطة بسبب شروطها، خاصة نزع السلاح ونشر قوة دولية.
وزير الخارجية القطري: خطة ترامب تحقق هدفا رئيسيا بإنهاء حرب غزة لكنها تحتاج توضيحات

ثانيا: تناقض موقف نتنياهو

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبدى دعمه للخطة، لكنه أعلن أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في "أغلب غزة" حتى بعد إطلاق الرهائن، وهو ما يتعارض مع شرط الانسحاب التدريجي في الخطة. جاييل نتلشير، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية، وصفت موقفه بأنه "يتحدث بصوتين" لإرضاء العالم وقاعدته اليمينية. واتهم منتقدون نتنياهو بتعمد تعطيل المفاوضات لأغراض سياسية.

ثالثا: معارضة اليمين المتطرف

حكومة نتنياهو، اليمينية الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، تواجه ضغوطاً من وزراء متطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين وصفوا الخطة بـ"الفشل الدبلوماسي". اليمين يرفض أي تنازل يشمل إمكانية إقامة دولة فلسطينية، وهو بند تركته الخطة مفتوحاً. نتلشير حذرت من أن قبول الخطة قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم.

ردود فعل متباينة

عراقجي: إيران تنتظر رد "حماس" على خطة ترامب للسلام في غزة
الخطة حظيت بدعم دولي من دول عربية مثل السعودية ومصر، وبعض الدول الأوروبية، لكن "حماس" تدرسها بحذر. السلطة الفلسطينية أبدت تأييداً جزئياً، لكن استبعادها من إدارة غزة أثار استياء مصر، وفقاً لموقع "ميدل إيست آي". ترامب، الذي هدد حركة حماس بـ"نهاية حزينة" في حال الرفض، يراهن على الخطة كإنجاز دبلوماسي، لكن غياب ضمانات واضحة للفلسطينيين قد يعيقها.

هل تنجح الخطة؟

مع وجود نحو 100 رهينة في غزة، ومفاوضات مكثفة في الدوحة بوساطة قطر ومصر، تقدر الفرص بنسبة 40-50% للتوصل إلى اتفاق جزئي. لكن رفض "حماس" أو تصعيد إسرائيل قد يطيح بالخطة. مصادر من "أكسيوس" تصفها بأنها "أقرب صفقة للنجاح"، لكن "غارديان" تراها "طموحة لكن غامضة".
مصر وأمريكا تناقشان خطة ترامب بشأن غزة
مصدر في حركة حماس، أكد لوكالة "سبوتنيك"، أن "الخطة هدف لإخراج نتنياهو من الورطة، وأنها عبارة عن ورقة استسلام للمقاومة وهذا غير مقبول". وأضاف أن الخطة ستتم دراستها مع باقي الفصائل الفلسطينية للخروج برد فلسطيني مشترك.
فيما أكد قيادي في الحركة لـ"سبوتنيك" أيضا، أن خطة ترامب لم تُعرض على الحركة بعد، مضيفا أن "نزع سلاح المقاومة أمر مستحيل مهما كلف الثمن".
أما محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني، فقد قال لـ"سبوتنيك"، إن القيادة الفلسطينية ترحب بخطة ترامب، مؤكدا أن القيادة الفلسطينية جاهزة للتعامل والتعاطي بإيجابية مع كل التفاصيل التي تتعلق باليوم التالي من وقف الحرب.
مناقشة