في منهجهم، جمع العلماء بين أساليب النمذجة الجزيئية والبيانات التجريبية المستقاة باستخدام الرنين الإلكتروني البارامغناطيسي، الذي يسمح بتحديد بنية المركبات بناء على امتصاصها للموجات الميكروية، حددوا في البداية مواقع ارتباط الدواء بالبروتين المحتملة باستخدام الحسابات، ثم أجروا دراسات مطيافية الرنين الإلكتروني البارامغناطيسي، ثم طبقوا النتائج التجريبية والحسابات الحاسوبية لتحسين تكوين هذه المواقع.
لذا حدد العلماء مواقع ارتباط سبعة مركبات لا تزال تفاعلاتها الهيكلية مع الألبومين غير واضحة، وأظهر النهج الجديد أن الارتباط يمكن أن يحدث في مواقع غير قياسية على الألبومين وفي مواقع متعددة في آنٍ واحد لأنواع مختلفة من المحسِسات الضوئية.
فالجزيئات الصغيرة نسبيا تتلاءم تمامًا مع هذه الجيوب، وتشكل رابطا فعالا للغاية، بينما تتصرف الجزيئات الأكبر حجما بشكل مختلف. وقد أظهرت التجارب أنه كلما صغر حجم الجزيء وازداد اندماجه في هذه الجيوب، زاد عدد الجزيئات في الموقع، أما التجارب التي تستخدم جزيئات أكبر تتلاءم بحرية أقل مع هذه الجيوب، فتُنتج عدد جزيئات أقل ورابطا أقل فعالية.
ويوضح كولوكولوف قائلا: "في جميع تجاربنا في هذه الدراسة، أظهرنا بدقة ذرية أماكن ارتباط جزيئات هذه المركبات بالألبومين، وهو بلا شك أمر جديد في تطوير مثبتات الضوء. سيسمح النهج المشترك الذي طورناه بتحليل أكثر دقة بكثير للمركبات المضادة للسرطان، وسيكون تطوير أدوية جديدة لعلاج الأورام أبسط وأسرع. من خلال الجمع بين التحليل الحاسوبي وبيانات الرنين المغناطيسي الإلكتروني، تمكنّا من تقليل عدد العمليات الحسابية والتجارب التي تتطلب جهدا كبيرا، مما أسهم في تبسيط عملية تحديد التفاعلات بين الألبومين والمحسسات الضوئية".