أوضحت المراجعة أن الصيام ليس مجرد حيلة غذائية رائجة، إنه يستغل نظاما بيولوجيا شحذ على مدى آلاف السنين لمساعدة البشر على التأقلم مع الندرة. عندما نتناول الطعام بانتظام، يعتمد الدماغ في الغالب على الجلوكوز، المخزن في الجسم على شكل جليكوجين. ولكن بعد حوالي 12 ساعة من عدم تناول الطعام، تتضاءل مخزونات الجليكوجين هذه. عند هذه النقطة، يجري الجسم عملية أيضية ذكية: يبدأ بتحليل الدهون إلى أجسام كيتونية (مثل أسيتو أسيتات وبيتا هيدروكسي بوتيرات)، والتي توفر مصدرا بديلا للطاقة.
علاوة على ذلك، يبدو أن التحولات الأيضية التي يحدثها الصيام توفر حماية أوسع، ما يساعد على تقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة المرتبطة غالبا بالإفراط في تناول الطعام. هذه الفوائد الفسيولوجية جعلت الصيام خيارا جذابا، لكن كثيرين يترددون في اتباعه خوفا من انخفاض أدائهم الذهني دون توفر مصدر ثابت للطعام. لكن المراجعة بينت أنه نتيجة الدراسات الشاملة لم يلاحظ فرق يذكر في الأداء الإدراكي بين البالغين الأصحاء الصائمين والمشبعين. كان أداء الأشخاص متساويا في الاختبارات الإدراكية التي تقيس الانتباه والذاكرة والوظائف التنفيذية، سواء تناولوا الطعام مؤخرا أم لا.
مع ذلك، الصيام ليس ممارسة واحدة تناسب الجميع، ويجب توخي الحذر مع الأطفال والمراهقين، الذين لا تزال أدمغتهم في طور النمو، والذين يبدو أنهم يحتاجون إلى وجبات منتظمة لأداء أفضل ما لديهم.