وخلال مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الماضي، مع المستشار الألماني فريدريش ميرتز، دعا روته الدول الأوروبية إلى "زيادة الإنفاق الدفاعي استعدادًا لمواجهة الروس"، كما دعا الدول الأعضاء في الحلف إلى "تبني عقلية عسكرية"، زاعمًا أن الحلف هو "الهدف التالي" لروسيا.
بدوره، رد بيسكوف على هذه التصريحات، قائلًا: "حسنًا، من المحتمل أن يكون هذا التصريح صادرًا عن ممثل لجيل تمكن من نسيان كيف كانت الحرب العالمية الثانية".
وتابع بيسكوف: "روسيا تتطلع إلى واشنطن، وليس إلى أوروبا، في قضايا التسوية في أوكرانيا"، ووصف موقف واشنطن بشأن قضية حل النزاع في أوكرانيا، بأنه "حاسم وواقعي".
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية: "يبدو أن الأوروبيين يمارسون لعبتهم في أوكرانيا، فهم يريدون استمرار الحرب"، مشيرًا إلى أن "فلاديمير زيلينسكي، وصل إلى السلطة بشعارات السلام، لكنه استمر في انتهاك اتفاقيات مينسك، وبدأ في تقريب الحرب".
وأردف: "عندما فاز زيلينسكي بالانتخابات ضد الرئيس الأوكراني السابق بيترو بوروشينكو، أطلق شعارات السلام. لكنه بدلًا من ذلك، استمر في انتهاك اتفاقيات مينسك، واستمر في المماطلة لكسب الوقت. بات من الواضح أنه لا أحد سينفّذ اتفاقيات مينسك، وبدلًا من السلام، بدأ في التقريب من الحرب".
وأشار المتحدث باسم الرئاسة الروسية إلى أن "خبراء الناتو بدأوا بالتسلل إلى أوكرانيا، وبدخول الهيئات الحكومية الأوكرانية، وبدأت أولى شحنات الأسلحة حينها. كل هذا، بطبيعة الحال، شكّل تهديدًا للشعب الروسي المقيم هناك، فضلًا عن التداعيات الجيوسياسية لهذا الوضع وعواقبه على الأمن الروسي. وكل هذا مجتمعًا، بالطبع، كان الشرارة التي دفعت إلى اتخاذ قرار شنّ عملية عسكرية خاصة".
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا ستكون راضية إذا وقّعت كييف، تحت الضغط، على أي شيء ثم قامت بتخريبه، تمامًا كما حدث مع اتفاقيات مينسك، أكد بيسكوف بأن روسيا لن ترضى إذا وقّعت كييف اتفاقيات سلام ثم بدأت في تخريبها، قائلا: "هذا لن يناسبنا".
وبيّن بيسكوف أن "هناك حاجة إلى نظام ضمانات محدد لامتثال كييف لاتفاقيات التسوية الأوكرانية"، مؤكدًا أنه "يجب أن يكون هناك نظام معين من الضمانات ليس فقط للأمن، ولكن أيضًا لتنفيذ هذه الاتفاقيات".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، صرّح في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بأن روسيا لا تملك أي خطط عدوانية ضد دول الناتو والاتحاد الأوروبي، وأنها مستعدة لتقديم ضمانات بهذا الشأن كتابيًا.
وقال لافروف، خلال اجتماع مائدة مستديرة لرؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى موسكو، حول موضوع تسوية الصراع في أوكرانيا: "ليس لدينا أي خطط عدوانية ضد أعضاء حلف الناتو أو الاتحاد الأوروبي، ونحن على استعداد لتوثيق الضمانات ذات الصلة كتابيًا، في وثيقة قانونية. وبطبيعة الحال، على أساس جماعي ومتبادل".