وقال روبيو للصحفيين: "نحن منخرطون في هذه الحرب، ولكن بالمعنى الدقيق للكلمة، إنها ليست حربنا... هناك دولة واحدة فقط في العالم، كيان واحد فقط قادر حقا على التفاوض مع كلا الجانبين وفهم ما إذا كانت هناك طريقة سلمية لإنهاء هذه الحرب، وهذه هي الولايات المتحدة".
وأوضح أن حل النزاع في أوكرانيا يتطلب جهودا كبيرة ووقتا طويلا، وتسعى الولايات المتحدة إلى حله عبر الوسائل الدبلوماسية، مشيرًا إلى أنه "لا تزال أصعب القضايا في شروط التسوية في أوكرانيا دون حل"، مضيفًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى تحديد شروط التسوية التي يمكن أن تقبلها روسيا وأوكرانيا من أجل تقريب مواقفهما والتوصل إلى اتفاق".
وأفاد وزير الخارجية الأمريكي بأن الموارد التي تخصصها الولايات المتحدة لمساعدة الدول الأخرى محدودة ويجب إنفاقها على أغراض تلبي مصالح الأمن القومي للبلاد، وقال للصحفيين: "الأموال التي يمكننا تخصيصها للمساعدات الخارجية والإنسانية محدودة ويجب استخدامها بما يخدم مصالحنا الوطنية"، منوها إلى أن "واشنطن تقدم الدعم الذي يلبي مصالح الأمن القومي للبلاد".
وأوضح روبيو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجرى محادثات دولية حول الصراع في أوكرانيا أكثر من أي قضية أخرى، حيث قال "لقد استثمرنا الكثير من الوقت والجهد على أعلى مستويات حكومتنا. أعتقد أن الرئيس ترامب عقد اجتماعات مع قادة أجانب وغيرهم بشأن... أوكرانيا أكثر مما عقده بشأن أي موضوع آخر، بما في ذلك التجارة".
وأشار وزير الخارجية إلى أن المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيفن ويتكوف، وصهر الزعيم الأمريكي جاريد كوشنر، ووزير البنتاغون بيت هيغسيث، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، ومسؤولين آخرين قد أمضوا أيضاً وقتاً طويلاً في حل هذه المشكلة.
ويوم الأربعاء الماضي، نقلت مواقع غربية عن مصادر، أن ممثلين روس وأمريكيين قد يعقدون محادثات في ميامي نهاية هذا الأسبوع للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في أوكرانيا. وفي الوقت نفسه، ذكر الصحفي باراك رافيد من موقع "أكسيوس" أن ويتكوف سيجري محادثات في ميامي، يوم الجمعة، مع رستم أوميروف، رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، بالإضافة إلى مستشارين أمنيين من ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة.
وأعلنت الإدارة الأمريكية سابقاً عن وضع خطة لتسوية النزاع الأوكراني، مشيرةً إلى أنها لن تناقش تفاصيلها في الوقت الراهن، نظراً لأن العمل لا يزال جارياً. وأكد الكرملين أن روسيا لا تزال منفتحة على المفاوضات وملتزمة بمحادثات أنكوريج.
كما صرح الزعيم الروسي بأنه إذا رفضت كييف المقترحات الأمريكية، فعلى كل من أوكرانيا ودعاة الحرب الأوروبيين أن يدركوا أن أحداث كوبيانسك ستتكرر حتماً في مناطق رئيسية أخرى على الجبهة. وأضاف بوتين أن هذا الأمر يخدم مصالح روسيا عموماً، إذ يُفضي إلى تحقيق أهداف المنطقة العسكرية المركزية بالوسائل العسكرية. ومع ذلك، فإن روسيا، كما صرحت مراراً، مستعدة أيضاً لمحادثات السلام، الأمر الذي يتطلب نقاشاً جوهرياً لجميع تفاصيل الخطة المقترحة.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، بأن على نظام كييف اتخاذ قرار وبدء المفاوضات. وأضاف أن حرية كييف في اتخاذ القرار تتضاءل نتيجةً للعمليات الهجومية التي تشنها القوات المسلحة الروسية. وهذا تحديداً ما يمثل ضغطاً من نظام كييف للتوصل إلى حل سلمي، وأي إجراء إضافي سيكون عبثيًا وخطيرًا على كييف.