ويعتزم نتنياهو السفر إلى الولايات المتحدة، الأسبوع المقبل للقاء ترامب، وفي الوقت ذاته، تجري مناقشات سياسية وأمنية مكثفة بشأن مستقبل قطاع غزة وإمكانية إعادة ترسيم حدوده.
وأشارت التقارير إلى أنه "وفي إطار هذه النقاشات، يتم البحث في تحويل "الخط الأصفر" إلى حدود رسمية جديدة لإسرائيل، وهو ما يعني عمليًا ضم مساحات واسعة من غزة إلى السيادة الإسرائيلية".
الفكرة المطروحة تقوم على ضم مناطق حتى "الخط الأصفر"، بالتوازي مع العمل على "تجفيف" حركة حماس، اقتصاديًا إلى أن تفقد سيطرتها على القطاع، بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، وصف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زمير، "الخط الأصفر" بأنه "الحدود الجديدة" مع إسرائيل.
"الخط الأصفر"
"الخط الأصفر" الخاضع لسيطرة إسرائيل، هو خط ترسيم بموجب الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل، التي دخلت حيّز التنفيذ منذ 10 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ويعتبر الخط تموضعا وانسحابا عسكريا إسرائيليا أوليا، طُرح ضمن المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار متعددة المراحل في قطاع غزة.
في البداية، تم تقديم الخط بوصفه "إجراءً مؤقتًا"، يهدف إلى "الفصل المرحلي بين القوات، تمهيدًا للانتقال إلى مراحل لاحقة تشمل انسحابًا أوسع وترتيبات حكم وإعادة إعمار بإشراف دولي".
"الخط الأصفر" يشمل نحو 58% من مساحة قطاع
يشمل "الخط الأصفر" نحو 58% من مساحة قطاع غزة، بما في ذلك مناطق مركزية مثل بيت حانون وبيت لاهيا وخان يونس، إضافة إلى جزء كبير من مدينة رفح جنوبًا.
تعارض تثبيته مع المرحلة الثانية من خطة ترامب
المرحلة الثانية وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفترض أن تنسحب إسرائيل شرقًا إلى خط الحدود الحالي، ويتعارض تثبيت "الخط الأصفر" مع المرحلة الثانية من خطة وقف النار، التي تقوم على انسحاب تدريجي وفتح أفق لإعادة الإعمار.
رفض عربي
ويؤكد الخبراء أن فرص قبول الدول العربية بضم إسرائيل لنحو نصف قطاع غزة ضعيفة للغاية أو شبه مستحيلة، وترى دول عربية أن "القبول ببقاء عسكري دائم داخل نحو نصف قطاع غزة، يشكّل سابقة خطيرة في القانون الدولي، تكرّس ضمًا بحكم الأمر الواقع، وتفتح الباب أمام تفكيك غزة ديموغرافيًا عبر الضغط الاقتصادي والهجرة القسرية غير المباشرة".
خروقات إسرائيلية
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنه "منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، خرق الاحتلال الإسرائيلي الاتفاق 875 مرة، مخلفا 411 شهيدا".
ومنذ سريان وقف إطلاق النار، يتبادل الطرفان بانتظام الاتهامات بخرقه.
وبحسب المراقبين، تثير الخطة الإسرائيلية بشأن "الخط الأصفر"، العديد من التساؤلات، بشأن ما إذا كانت إسرائيل تسعى فعلًا إلى تثبيت واقع دائم جديد في غزة، أم أن هذا الأمر يُستخدم كورقة تفاوضية في مواجهة الولايات المتحدة والأطراف الدولية الأخرى.
واندلعت الحرب في غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عقب هجوم غير مسبوق شنّته حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل، وأسفر عن مقتل 1221 شخصًا؟ ومنذ اندلاع الحرب، قُتل أكثر من 70 ألف شخص في غزة، وفق وزارة الصحة في القطاع، في حين نزح معظم سكانه البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة.