https://sarabic.ae/20240629/خبيرة-توضح-التداعيات-الاقتصادية-لاستمرار-الصراع-في-الشرق-الأوسط-1090301474.html
خبيرة توضح التداعيات الاقتصادية لاستمرار الصراع في الشرق الأوسط
خبيرة توضح التداعيات الاقتصادية لاستمرار الصراع في الشرق الأوسط
سبوتنيك عربي
صرحت الدكتورة فضيلة سلمان داود، الأستاذة بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد، بأن "التوترات في المنطقة انعكست بشكل كبير على الممرات البحرية، التي تمثل أهمية... 29.06.2024, سبوتنيك عربي
2024-06-29T11:40+0000
2024-06-29T11:40+0000
2024-06-29T11:40+0000
العراق
أخبار العراق اليوم
أخبار إسرائيل اليوم
إسرائيل
أخبار الشرق الأوسط
حصري
حوارات
أخبار العالم الآن
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/06/1d/1090300724_0:34:960:574_1920x0_80_0_0_1b2734af008e6f5c2cb8206f3ab17952.jpg
وأضافت في حوارها مع "سبوتنيك"، أن "التداعيات الاقتصادية تأثرت بها العديد من الدول، نظرا لما تمثله الممرات البحرية من قيمة كبيرة، خاصة فيما يتعلق بنقل النفط، وحركة التجارة العالمية الكبيرة"... وحذرت من استمرار الصراعات في المنطقة وانعكاساتها على "المضائق"، لما لها من أثر بالغ الخطورة على الاقتصاد العالمي.. إلى نص الحوار.بداية كيف ترين التداعيات الاقتصادية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على المنطقة؟بالفعل هناك تحديات كبيرة تواجه الشرق الأوسط، ودول شمال أفريقيا والدول الأوربية بسبب حرب إسرائيل على على غزة، وتصاعد هجمات "الحوثيين" على السفن التجارية، تضامنا مع "المقاومة" الفلسطينية، منذ 8 /10/ 2023، حيث بعض هذه السفن تعود ملكيتها لإسرائيل أو السفن المتجهة إلى موانئ قريبة منها، أو ترسو في موانئ بمحاذاة إسرائيل، مثل موانئ خليج عدن أو المحيط الهندي.هذه التحديات ترتبط بالأهمية الاقتصادية والعسكرية والأمنية للبحر الأحمر، إذ يمر عبره أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيوية في العالم، وتعتبر الدول المحيطة له من أهم المراكز العالمية لإنتاج موارد الطاقة، وتمثل مصايفه وجزره نقاطا استراتيجية أمنية، مما جعله موضع صراع إقليمي ومحل تنافس بين القوى العالمية الكبرى، ومركزا لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية.إذ يطل عليه 8 دول: اليمن والسعودية من جهة الشرق، والأردن وفلسطين المحتلة، وشبه جزيرة سيناء المصرية من الشمال، ومصر والسودان وإريتريا، وجيبوتي من الغرب.تمتلك السعودية أطول ساحل على البحر الأحمر، تليها مصر ثم إريتريا والسودان ثم اليمن، وأخيرا جيبوتي، أما فلسطين المحتلة والأردن فشواطئهما قصيرة جدا، وتقع أقصى شمال خليج العقبة.يكتسب المتوسط أهمية كبيرة للنقل بين الشرق والغرب... فما الانعكاسات المرتقبة؟يعد البحر الأبيض المتوسط الطريق البحري الأقصر والأسهل للنقل والتنقل بين الشرق والغرب، وهو الأسرع لنقل النفط من الدول المنتجة والمصدرة له شرقا، والدول المستوردة له غربا، إضافة إلى الحركية الكثيفة بين ضفتيه الشمالية والجنوبية، كما يعتبر أحد التجمعات الخمس في العالم، من حيث كثافة تجمع السفن، كما يحتوي على موانئ كبيرة مثل ميناء مرسيليا، جنوة، برشلونة والجزائر، كما أن منطقة المتوسط ليست مخزونا للطاقة النفطية فحسب، بل تزخر بإمكانيات وموارد اقتصادية أخرى تعتبر مكسبا هاما لاقتصاديات هذه الدول الواقعة على ضفافه، فنجد مثلا كلا من الجزائر والمغرب تصدر زيادة على الغاز والنفط، الفوسفات والحديد مما يجعلها تتحكم في ثلثي ثروات المنطقة، وبالتأكيد فإن الانعكاسات تطال كافة هذه العمليات وما تمثله من أهمية.لذا لجأت الكثير من شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين إلى تغيير مسار توجهها وتجنب عبور مضيق باب المندب، نحو قناة السويس، وبدلا من ذلك أعادت توجيه مسار شحناتها عبر "رأس الرجاء الصالح" الأطول حول أفريقيا، مما يزيد التكاليف النقل والشحن والمناولة والمحافظة عليها طوال مدة الرحلات، وهذا ينتج عنه أزمة متصاعدة في التجارة العالمية.مع استمرار ارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ ونقص الحاويات الفارغة، جرّاء الهجمات التي تشن على سفن في البحر الأحمر، الذي يشتمل على 3 مضائق طبيعية، تتفاقم الأزمة.تمثل المضائق أهمية كبيرة في المنطقة... فما الذي تمثله من أرقام؟هناك أهمية بالغة للمضائق في المنطقة، منها مضيق باب المندب الذي يرتبط بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، ويمتلك المضيق أهمية اقتصادية كبيرة على مستويات عدة؛ حيث يُشكل ممراً بحرياً للتجارة الدولية، وتمر من خلاله نحو 10% من حركة الملاحة العالمية، كما يُعد أهم المعابر المائية لموارد الطاقة في العالم؛ إذ يحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عبور موارد الطاقة؛ وذلك بعد مضيقَي "ملقا" و"هرمز"، وتمر منه معظم صادرات النفط والغاز الطبيعي الوافدة من الخليج العربي التي تمر عبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد".ويُقدَّر عدد السفن التي تمرّ عبره بأكثر من نحو 21 ألف سفينة سنوياً؛ وذلك بما يعادل نحو 57 سفينة يومياً.ويمكن أن يكون لاستمرار التوترات لفترة طويلة في مضيق باب المندب تأثيرا سلبيا أعمق على التجارة والإنتاج، لا سيما بالنسبة للدول المطلة على البحر الأحمر.وتشير الأرقام إلى أن التجارة العالمية تراجعت بنسبة 1.3%، في الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2023، كذلك تراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية.كما أدت التوترات في المنطقة إلى قطع السفن رحلات أطول بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية، بما يصل إلى 20 يوماً إضافية.كما أن تكاليف النقل إلى أوروبا زادت بنسبة 124% وإلى الولايات المتحدة 45% وإلى دول البحر المتوسط الداخلية 118%، ويتوقع أن تتدهور الأوضاع خلال الفترة القادمة، مع استمرار الأزمة.و كذلك المضيق الثاني هو "مضيق تيران" الذي يعد المدخل لميناء "إيلات" ومضيق "جوبال"، الذي يعد بوابة خليج السويس، إذ كان الهدف من هذه الهجمات التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي، في حين التأثير طال التجارة الدولية ورفع تكلفة النقل وزاد التضخم، كما أصاب ميناء إيلات الإسرائيلي بالشلل، ولم تسلم أوروبا من التأثر بسبب زيادة مدة الرحلة حول "رأس الرجاء الصالح" وفي الجانب الآخر من العالم أجبر الجفاف الحاد في قناة بنما السلطات على وضع ضوابط، تسببت في بطء عمليات عبور السفن منذ الشهر العاشر الماضي 2023، وهي قناة تعبرها 5% من التجارة الدولية .الكثير من الشركات وسلاسل التوريد تضررت بشكل كبير في ظل إصرار غربي على استمرار الحرب على غزة... إلى أي مدى تتدهور الأوضاع؟أدت التوترات الأخيرة في حرب إسرائيل على قطاع غزة وهجمات "الحوثيين" على السفن التي تمر عبر البحر الاحمر إلى ارتفاع أسعار النفط، وتعقيد الشحن لعدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك "تسلا"، التي علّقت الإنتاج في ألمانيا لمواجهة مشاكل سلاسل التوريد.كذلك "شركة فولفو" وغيرها من الشركات التي أوقفت إنتاجها بسبب الصراعات المسلحة في البحر الأحمر، إذ يعد حلقة نقل في التجارة بين أوروبا وآسيا، عبر "رأس الرجاء الصالح".كما أثرت الصراعات والتوترات بشكل كبير على اقتصاديات بعض البلدان، لا سيما المطلة على البحر الأحمر مما زاد أسعار السلع الاستهلاكية والصناعية، وتوقف الكثير من المصانع والشركات الصناعية والخدمية، مما أثر ذلك على الأجيال الحالية بشكل كبير، جراء الاقتراض الخارجي، وارتفاع معدلات الفقر والتضخم، لكن من الضرورة إعادة النظر في السياسات الحكومية، لتلك البلدان التي تأثرت جراء هذا الصراع لتفادي الأزمة وتأثيرها على الأجيال المقبلة.اضطرابات إمدادات النفط تهدد بأزمة غير مسبوقة ... إلى أي مدى باتت قريبة؟من خلال النظر للأرقام يمكن تفسير حجم الأزمة، حيث تعبر قناة السويس سنوياً نحو 12% من التجارة العالمية و30% من سفن الحاويات التي تحمل سلعاً بأكثر من تريليون دولار كل عام بمعدل 50 سفينة كل يوم أي 19 ألف سفينة كل عام، وتحصل أوروبا على ما قيمته 700 مليار من هذه السلع التي تصلها من الدول الآسيوية، وفقاً لإدارة الطاقة الأمريكية.وتعد قناة السويس أكثر أهمية لأوروبا من الولايات المتحدة، ولكنها تنقل النفط أيضاً للولايات المتحدة وهي أيضا مهمة استراتيجيا لروسيا في تجارتها مع الهند والصين.وفي كل عام يعبر 10% من تجارة النفط و8% من تجارة الغاز المسال قناة السويس، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، التي حذرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، من اضطراب إمداد النفط من الشرق الأوسط، كما أن القناة تمثل أهمية لمصر التي تحصل على حوالي 7 مليارات دولار سنوياً من رسوم عبور السفن وفقاً لتقديرات 2022-2021، حيث توقف الفاعلون الرئيسيون في صناعة الشحن مؤقتاً عن استخدام قناة السويس المصرية، وهي ممر مائي حيوي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وطريق حيوي للطاقة والبضائع بين آسيا وأوروبا.وبدأت أوروبا في استيراد النفط من أمريكا لتعويض النقص بعد تجنب الناقلات قناة السويس، كما أثر ذلك في أسعار النقل البحري الذي كان قد شهد تحسناً بعد جائحة كورونا بسبب طول الرحلة حول رأس الرحاء الصالح.هناك إشارات لاحتمالية انتقال الصراع للمتوسط.. فما الذي يمثله الأمر اقتصاديا؟يقع البحر الأبيض المتوسط في مكان استراتيجي يعتبر هاماً للعديد من الدول الأوروبية، ويحتل مركزاً متوسطاً لثلاث قارات مختلفة، وهي أوروبا وأفريقيا وآسيا، ويعتبر البحر المتوسط أضخم مركز لتحميل وتفريغ ونقل المنتجات النفطية، بما نسبته 18% من النقل العالمي، كما يوجد ما يقارب 600 ميناء على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.مداخل البحر التي تتمثل في هي قناة السويس، وجبل طارق ومضيق الدردنيل تمثل أهمية بالغة، ومن يسيطر على هذه المداخل يتحكم في مسارات التجارة العالمية.عامل آخر رفع درجة الحساسية ووسّع حلقات الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، وهو اكتشاف كميات هائلة من الغاز في أعماق هذا البحر، ويتصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي من جهته الغربية عن طريق مضيق جبل طارق، ومن جهة الشرق يتصل ببحر مرمرة عن طريق ، وبالبحر الأسود عن طريق مضيق البوسفور، ويعد بحر مرمرة امتدادًا وجزءً من البحر المتوسط. ويتصل بالبحر الأحمر في الجنوب عن طريق قناة السويس.لذا أحد الآثار المهمة لهذه الهجمات هو تغيير مسار السفن، حيث تسلك العديد من السفن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مضيفة ما بين 7 أيام و20 يوماً إلى رحلاتها، وقد أدى هذا التغيير إلى زيادة كبيرة في تكاليف النقل، حيث ارتفعت معدلات الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية بنسبة 55% إلى 3,900 دولار لكل حاوية 40 قدماً.كما قفزت أسعار الساحل الغربي بنسبة 63% إلى أكثر من 2,700 دولار. وتثير هذه التكاليف المرتفعة المخاوف بشأن عودة التضخم، وخاصة في منطقة اليورو. رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته للتضخم الأساسي في منطقة اليورو لشهر مايو إلى 2.3% بسبب القفزة في تكاليف الشحن .
https://sarabic.ae/20240623/خبراء-يحذرون-من-تداعيات-اقتصادية-كارثية-حال-استمرار-الصراع-أو-توسعه-في-الشرق-الأوسط-1090103907.html
https://sarabic.ae/20240628/بوتين-بناء-السفن-أحد-القطاعات-ذات-الأولوية-في-الصناعة-والاقتصاد-الروسي-1090291390.html
https://sarabic.ae/20240629/الرئيس-المصري-مصر-تخطو-بخطى-ثابتة-وسريعة-على-طريق-الإصلاح-1090298908.html
https://sarabic.ae/20240628/الاقتصاد-وآفاق-الحرب-العالمية-أبرز-ما-جاء-في-مناظرة-ترامب-وبايدن-الرئاسية-1090251064.html
https://sarabic.ae/20240622/اقتصادي-عماني-التبادل-التجاري-وتدفق-الاستثمارات-بين-موسكو-ومسقط-حققا-تناميا-هاما-1090071335.html
https://sarabic.ae/20240627/دراسة-استياء-الموظفين-يشكل-تهديدا-خطيرا-للاقتصاد-العالمي-1090223476.html
العراق
إسرائيل
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/06/1d/1090300724_0:0:960:720_1920x0_80_0_0_f14bd4e066e3e53565cfa5425d46c764.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
العراق, أخبار العراق اليوم, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, أخبار الشرق الأوسط, حصري, حوارات, أخبار العالم الآن, العالم العربي
العراق, أخبار العراق اليوم, أخبار إسرائيل اليوم, إسرائيل, أخبار الشرق الأوسط, حصري, حوارات, أخبار العالم الآن, العالم العربي
خبيرة توضح التداعيات الاقتصادية لاستمرار الصراع في الشرق الأوسط
حصري
صرحت الدكتورة فضيلة سلمان داود، الأستاذة بكلية الإدارة والاقتصاد في جامعة بغداد، بأن "التوترات في المنطقة انعكست بشكل كبير على الممرات البحرية، التي تمثل أهمية اقتصادية بالغة، تركت تداعيات كبيرة تتفاقم مع استمرار الصراع".
وأضافت في حوارها مع "
سبوتنيك"، أن "التداعيات الاقتصادية تأثرت بها العديد من الدول، نظرا لما تمثله الممرات البحرية من قيمة كبيرة، خاصة فيما يتعلق بنقل النفط، وحركة التجارة العالمية الكبيرة"... وحذرت من استمرار الصراعات في المنطقة وانعكاساتها على "المضائق"، لما لها من أثر بالغ الخطورة على الاقتصاد العالمي.. إلى نص الحوار.
بداية كيف ترين التداعيات الاقتصادية منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على المنطقة؟
بالفعل هناك تحديات كبيرة تواجه الشرق الأوسط، ودول شمال أفريقيا والدول الأوربية بسبب حرب إسرائيل على على غزة، وتصاعد هجمات "الحوثيين" على السفن التجارية، تضامنا مع "المقاومة" الفلسطينية، منذ 8 /10/ 2023، حيث بعض هذه السفن تعود ملكيتها لإسرائيل أو السفن المتجهة إلى موانئ قريبة منها، أو ترسو في موانئ بمحاذاة إسرائيل، مثل موانئ خليج عدن أو المحيط الهندي.
هذه التحديات ترتبط بالأهمية الاقتصادية والعسكرية والأمنية للبحر الأحمر، إذ يمر عبره أحد أكثر طرق الملاحة البحرية الدولية حيوية في العالم، وتعتبر الدول المحيطة له من أهم المراكز العالمية لإنتاج موارد الطاقة، وتمثل مصايفه وجزره نقاطا استراتيجية أمنية، مما جعله موضع صراع إقليمي ومحل تنافس بين القوى العالمية الكبرى، ومركزا لاحتشاد القواعد العسكرية الأجنبية.
إذ يطل عليه 8 دول: اليمن والسعودية من جهة الشرق، والأردن وفلسطين المحتلة، وشبه جزيرة سيناء المصرية من الشمال، ومصر والسودان وإريتريا، وجيبوتي من الغرب.
تمتلك
السعودية أطول ساحل على البحر الأحمر، تليها مصر ثم إريتريا والسودان ثم اليمن، وأخيرا جيبوتي، أما فلسطين المحتلة والأردن فشواطئهما قصيرة جدا، وتقع أقصى شمال خليج العقبة.
يكتسب المتوسط أهمية كبيرة للنقل بين الشرق والغرب... فما الانعكاسات المرتقبة؟
يعد البحر الأبيض المتوسط الطريق البحري الأقصر والأسهل للنقل والتنقل بين الشرق والغرب، وهو الأسرع لنقل النفط من الدول المنتجة والمصدرة له شرقا، والدول المستوردة له غربا، إضافة إلى الحركية الكثيفة بين ضفتيه الشمالية والجنوبية، كما يعتبر أحد التجمعات الخمس في العالم، من حيث كثافة تجمع السفن، كما يحتوي على موانئ كبيرة مثل ميناء مرسيليا، جنوة، برشلونة والجزائر، كما أن منطقة المتوسط ليست مخزونا للطاقة النفطية فحسب، بل تزخر بإمكانيات وموارد اقتصادية أخرى تعتبر مكسبا هاما لاقتصاديات هذه الدول الواقعة على ضفافه، فنجد مثلا كلا من الجزائر والمغرب تصدر زيادة على الغاز والنفط، الفوسفات والحديد مما يجعلها تتحكم في ثلثي ثروات المنطقة، وبالتأكيد فإن الانعكاسات تطال كافة هذه العمليات وما تمثله من أهمية.
لذا لجأت الكثير من شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين إلى تغيير مسار توجهها وتجنب عبور مضيق باب المندب، نحو قناة السويس، وبدلا من ذلك أعادت توجيه مسار شحناتها عبر "رأس الرجاء الصالح" الأطول حول أفريقيا، مما يزيد التكاليف النقل والشحن والمناولة والمحافظة عليها طوال مدة الرحلات، وهذا ينتج عنه أزمة متصاعدة في التجارة العالمية.
مع استمرار ارتفاع أسعار الشحن البحري وتكدس السفن في الموانئ ونقص الحاويات الفارغة، جرّاء الهجمات التي تشن على سفن في البحر الأحمر، الذي يشتمل على 3 مضائق طبيعية، تتفاقم الأزمة.
تمثل المضائق أهمية كبيرة في المنطقة... فما الذي تمثله من أرقام؟
هناك أهمية بالغة للمضائق في المنطقة، منها مضيق باب المندب الذي يرتبط بخليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، ويمتلك المضيق أهمية اقتصادية كبيرة على مستويات عدة؛ حيث يُشكل ممراً بحرياً للتجارة الدولية، وتمر من خلاله نحو 10% من حركة الملاحة العالمية، كما يُعد أهم المعابر المائية لموارد الطاقة في العالم؛ إذ يحتل المرتبة الثالثة عالمياً من حيث عبور موارد الطاقة؛ وذلك بعد مضيقَي "ملقا" و"هرمز"، وتمر منه معظم صادرات النفط والغاز الطبيعي الوافدة من الخليج العربي التي تمر عبر قناة السويس أو خط أنابيب "سوميد".
ويُقدَّر عدد السفن التي تمرّ عبره بأكثر من نحو 21 ألف سفينة سنوياً؛ وذلك بما يعادل نحو 57 سفينة يومياً.
ويمكن أن يكون لاستمرار التوترات لفترة طويلة في مضيق باب المندب تأثيرا سلبيا أعمق على التجارة والإنتاج، لا سيما بالنسبة للدول المطلة على البحر الأحمر.
وتشير الأرقام إلى أن التجارة العالمية تراجعت بنسبة 1.3%، في الفترة من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2023، كذلك تراجع كميات الشحن المنقولة عبر هذه المنطقة الحيوية.
كما أدت
التوترات في المنطقة إلى قطع السفن رحلات أطول بين مراكز الإنتاج في آسيا وأسواق الاستهلاك الأوروبية، بما يصل إلى 20 يوماً إضافية.
كما أن تكاليف النقل إلى أوروبا زادت بنسبة 124% وإلى الولايات المتحدة 45% وإلى دول البحر المتوسط الداخلية 118%، ويتوقع أن تتدهور الأوضاع خلال الفترة القادمة، مع استمرار الأزمة.
و كذلك المضيق الثاني هو "مضيق تيران" الذي يعد المدخل لميناء "إيلات" ومضيق "جوبال"، الذي يعد بوابة خليج السويس، إذ كان الهدف من هذه الهجمات التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي، في حين التأثير طال التجارة الدولية ورفع تكلفة النقل وزاد التضخم، كما أصاب ميناء إيلات الإسرائيلي بالشلل، ولم تسلم أوروبا من التأثر بسبب زيادة مدة الرحلة حول "رأس الرجاء الصالح" وفي الجانب الآخر من العالم أجبر الجفاف الحاد في قناة بنما السلطات على وضع ضوابط، تسببت في بطء عمليات عبور السفن منذ الشهر العاشر الماضي 2023، وهي قناة تعبرها 5% من التجارة الدولية .
الكثير من الشركات وسلاسل التوريد تضررت بشكل كبير في ظل إصرار غربي على استمرار الحرب على غزة... إلى أي مدى تتدهور الأوضاع؟
أدت التوترات الأخيرة في حرب إسرائيل على قطاع غزة وهجمات "الحوثيين" على السفن التي تمر عبر البحر الاحمر إلى ارتفاع أسعار النفط، وتعقيد الشحن لعدد من الشركات الكبرى، بما في ذلك "تسلا"، التي علّقت الإنتاج في ألمانيا لمواجهة مشاكل سلاسل التوريد.
كذلك "شركة فولفو" وغيرها من الشركات التي أوقفت إنتاجها بسبب الصراعات المسلحة في البحر الأحمر، إذ يعد حلقة نقل في التجارة بين أوروبا وآسيا، عبر "رأس الرجاء الصالح".
كما أثرت الصراعات والتوترات بشكل كبير على اقتصاديات بعض البلدان، لا سيما المطلة على البحر الأحمر مما زاد أسعار السلع الاستهلاكية والصناعية، وتوقف الكثير من المصانع والشركات الصناعية والخدمية، مما أثر ذلك على الأجيال الحالية بشكل كبير، جراء الاقتراض الخارجي، وارتفاع معدلات الفقر والتضخم، لكن من الضرورة إعادة النظر في السياسات الحكومية، لتلك البلدان التي تأثرت جراء هذا الصراع لتفادي الأزمة وتأثيرها على الأجيال المقبلة.
اضطرابات إمدادات النفط تهدد بأزمة غير مسبوقة ... إلى أي مدى باتت قريبة؟
من خلال النظر للأرقام يمكن تفسير حجم الأزمة، حيث تعبر قناة السويس سنوياً نحو 12% من التجارة العالمية و30% من سفن الحاويات التي تحمل سلعاً بأكثر من تريليون دولار كل عام بمعدل 50 سفينة كل يوم أي 19 ألف سفينة كل عام، وتحصل أوروبا على ما قيمته 700 مليار من هذه السلع التي تصلها من الدول الآسيوية، وفقاً لإدارة الطاقة الأمريكية.
وتعد
قناة السويس أكثر أهمية لأوروبا من الولايات المتحدة، ولكنها تنقل النفط أيضاً للولايات المتحدة وهي أيضا مهمة استراتيجيا لروسيا في تجارتها مع الهند والصين.
وفي كل عام يعبر 10% من تجارة النفط و8% من تجارة الغاز المسال قناة السويس، وفقاً لوكالة الطاقة الدولية، التي حذرت في يناير (كانون الثاني) الماضي، من اضطراب إمداد النفط من الشرق الأوسط، كما أن القناة تمثل أهمية لمصر التي تحصل على حوالي 7 مليارات دولار سنوياً من رسوم عبور السفن وفقاً لتقديرات 2022-2021، حيث توقف الفاعلون الرئيسيون في صناعة الشحن مؤقتاً عن استخدام قناة السويس المصرية، وهي ممر مائي حيوي يربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر، وطريق حيوي للطاقة والبضائع بين آسيا وأوروبا.
وبدأت أوروبا في استيراد النفط من أمريكا لتعويض النقص بعد تجنب الناقلات قناة السويس، كما أثر ذلك في أسعار النقل البحري الذي كان قد شهد تحسناً بعد جائحة كورونا بسبب طول الرحلة حول رأس الرحاء الصالح.
هناك إشارات لاحتمالية انتقال الصراع للمتوسط.. فما الذي يمثله الأمر اقتصاديا؟
يقع
البحر الأبيض المتوسط في مكان استراتيجي يعتبر هاماً للعديد من الدول الأوروبية، ويحتل مركزاً متوسطاً لثلاث قارات مختلفة، وهي أوروبا وأفريقيا وآسيا، ويعتبر البحر المتوسط أضخم مركز لتحميل وتفريغ ونقل المنتجات النفطية، بما نسبته 18% من النقل العالمي، كما يوجد ما يقارب 600 ميناء على شاطئ البحر الأبيض المتوسط.
مداخل البحر التي تتمثل في هي قناة السويس، وجبل طارق ومضيق الدردنيل تمثل أهمية بالغة، ومن يسيطر على هذه المداخل يتحكم في مسارات التجارة العالمية.
عامل آخر رفع درجة الحساسية ووسّع حلقات الصراع بين القوى الإقليمية والدولية، وهو اكتشاف كميات هائلة من الغاز في أعماق هذا البحر، ويتصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي من جهته الغربية عن طريق مضيق جبل طارق، ومن جهة الشرق يتصل ببحر مرمرة عن طريق ، وبالبحر الأسود عن طريق مضيق البوسفور، ويعد بحر مرمرة امتدادًا وجزءً من البحر المتوسط. ويتصل بالبحر الأحمر في الجنوب عن طريق قناة السويس.
لذا أحد الآثار المهمة لهذه الهجمات هو تغيير مسار السفن، حيث تسلك العديد من السفن الطريق الأطول حول رأس الرجاء الصالح في إفريقيا، مضيفة ما بين 7 أيام و20 يوماً إلى رحلاتها، وقد أدى هذا التغيير إلى زيادة كبيرة في تكاليف النقل، حيث ارتفعت معدلات الشحن من آسيا إلى الساحل الشرقي لأمريكا الشمالية بنسبة 55% إلى 3,900 دولار لكل حاوية 40 قدماً.
كما قفزت أسعار الساحل الغربي بنسبة 63% إلى أكثر من 2,700 دولار. وتثير هذه التكاليف المرتفعة المخاوف بشأن عودة التضخم، وخاصة في منطقة اليورو. رفع بنك غولدمان ساكس توقعاته للتضخم الأساسي في منطقة اليورو لشهر مايو إلى 2.3% بسبب القفزة في تكاليف الشحن .