https://sarabic.ae/20240930/ما-حقيقة-الانتصارات-الكبرى-التي-حققها-الجيش-السوداني-على-الدعم-السريع-في-الخرطوم؟-1093290221.html
ما حقيقة الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوداني على "الدعم السريع" في الخرطوم؟
ما حقيقة الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوداني على "الدعم السريع" في الخرطوم؟
سبوتنيك عربي
كلما دب الأمل في النفوس بأن تكون هناك حلول لوقف نزيف الدم والمأساة التي يعيشها الشعب السوداني، وأن تضع الحرب أوزارها، تتعالى أصوات الطلقات وتشتد وتيرة القتل... 30.09.2024, سبوتنيك عربي
2024-09-30T18:35+0000
2024-09-30T18:35+0000
2024-09-30T18:35+0000
أخبار السودان اليوم
اتفاق السودان
حصري
تقارير سبوتنيك
قوات الدعم السريع السودانية
الجيش السوداني
محمد حمدان حميدتي
الخرطوم
دارفور
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/08/13/1091877007_0:97:1024:673_1920x0_80_0_0_d96ebe460f6c4d5d1adda4adf228c1a7.jpg
ما حقيقة ما يجري في الخرطوم والانتصارات التي حققها الجيش على الدعم السريع واستعادة العديد من المناطق والجسور والمرافق الخدمية والاستراتيجية. ولماذا تزامن الهجوم مع تواجد البرهان في نيويورك وأن يتم الإعلان عن تلك الانتصارات فور وصوله. وهل يتراجع الجيش من المناطق التي سيطر عليها أم يتشبث بها ويتقدم إلى مناطق أخرى؟بداية يقول الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني: "إن مشاركة الفريق البرهان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كرئيس لمجلس السيادة السوداني أعطى بعد دبلوماسي كبير جدا لموقف مجلس السيادة والحكومة الحالية، حيث وجد البرهان والحكومة فرصة دولية لشرح موقفهم وساندته في ذلك عدة دول عربية وأفريقية ومن خارج المنطقة".استعادة المناطقوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن التقدم الدبلوماسي الذي تحقق مع البرهان والحكومة الحالية، ليس هو السبب المباشر في الهجوم الذي تم في ولاية بحري والخرطوم خلال اليومين الماضيين ضد قوات الدعم السريع، لكن تزامنت تلك العمليات التي كانت جاهزة مع خطاب البرهان في نيويورك، فقد بدأت العمليات في الخرطوم يوم الخميس الماضي في الساعة الخامسة صباحا لإعادة سيطرة القوات المسلحة على مواقعها ، هذه المواقع التي استردتها القوات المسلحة كانت قوات الدعم السريع تقوم بحراستها من قبل باعتبارها جزء من القوات المسلحة ثم تمردت بعد ذلك وانقلبت وظلت في تلك المناطق الموجودة بها أصلا".وتابع تاور: "إن الإشارة التي بعثت بها القوات المسلحة بعد استعادة تلك المناطق في بحري تقول إن ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وأن الجيش السوداني قادر بإمكانياته وقدراته وخبرته التراكمية التي تقارب المئة عام قادر على إعادة تموضعه والسيطرة أو الإمساك بزمام المبادرة".تحول كبيروأشار الخبير العسكري إلى أن "ما تحقق خلال الأيام الماضية هو التحول إلى الهجوم والسيطرة على ثلاث كباري استراتيجية في بحري وكذا السيطرة على عدد من الكباري الداخلية، ولم يتبق أمام الجيش السوداني سوى اثنين من الكباري فقط، وتلك العمليات لها نتائج كبيرة جدا وتظهر في بحري بشكل خاص (من أبو حليمة إلى موقف شندي) بالقرب من سلاح الإشارة، هذا كله أصبح تحت سيطرة الجيش، وأيضا تمت السيطرة فعليا على العديد من المناطق".وأوضح تاور: "إن المشكلة الآن في مصفاة الجيلي النفطية والتي بها خمسة أبواب، والهجوم الأخير مكن الجيش من السيطرة على ثلاث بوابات والبوابتين الأخريين فيهما أماكن الشركات وهيكل المصفى فقط، ويجري حتى اللحظة قتال عنيف للسيطرة على هاتين المنطقتين، وأهم شىء مفيد في تلك العملية أن المصفاة محاصرة ولا يمكن خروج الوقود منها إلى قوات الدعم السريع المنتشرة في الجزيرة، كما أن من نتائج عملية القوات المسلحة الأخيرة أنها استطاعت تخليص المواطنين المحتجزين كأسرى لدى الدعم السريع في المناطق التي تمت استعادتها".السيطرة الكاملةأما بالنسبة للخرطوم يقول الخبير العسكري: "تلك العمليات التي تقوم بها القوات المسلحة مكنتها من السيطرة على أجزاء واسعة جدا في المدينة تمثلت في العديد من المرافق الخدمية والثقافية التاريخية الهامة التي جرى العبث بها خلال الأشهر الماضية، وأيضا تمت استعادة مناطق جامعة السودان وجامعة النيلين ومنطقة الميريديان وغيرها، كل هذه المناطق سيطر عليها الجيش، كما تمت السيطرة على عدد من المناطق الإستراتيجية، هذا الهجوم الكبير لم يكن في الخرطوم فقط، بل في العديد من المناطق مثل مدني وسنار وهناك أخبار لم يعلنها الجيش بعد".ضوء أخضرمن جانبه يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني: "الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على إضافة شيء ملموس حاليا للملف السوداني لأسباب عدة، أبرزها الصراع المتزايد الذي يدور في الشرق الأوسط و محاولاتها لوقف انزلاق المنطقة لحرب شاملة سوف تقضي على مكتسباتها في المنطقة قبل أي أضرار أخرى على الشعوب".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الاعتقاد بأن البرهان تلقى ضوء أخضر من الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة القتال والهجوم الأخير في الخرطوم وبحري أمر مستبعد، وأغلب الظن أن اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين انتهت بوعود الأمل في العودة للتفاوض، أخشى أن الشعب السوداني قد سقط في فخ التهويل الإعلامي عن مجرى الاشتباكات، وبالرغم من أن القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع دخل مرحلة مختلفة جدا بعد انفتاح الجيش السوداني على الهجوم بدلا من الدفاع، إلا أن نتائج هذا الهجوم حتى الآن لم تغير المعادلة على الأرض، ولازال تحرير العاصمة وبقية الولايات من قبضة الدعم السريع مبكرا".تضخيم إعلاميوقال علي: "يبدو أن هناك آلية إعلامية تدعم الجيش السوداني عملت على تضخيم الانتصارات بصورة أوحت للعديد من المواطنين أنهم قاب قوسين أو أدني من العودة لمنازلهم التي أخرجوا منها قهرا بسبب قوات الدعم السريع التي نكلت بهم و حرمتهم حق الحياة الطبيعي في ديارهم، ولكن الحقيقة أن مستوى تقدم الجيش لم يتجاوز الكيلومترات المعدودة في ولاية الخرطوم وقد انسحب من قرى حجر العسل التي حررها بعد أن كان يسيطرعليها الدعم السريع شهورا عديدة، وما زال الأمل معقود على أن تسهم ضغوط المجتمع الداخلي بالسودان مع جهود دول الجوار في إقناع الطرفين بتقديم خطوات تعزيز الثقة بينهم للعودة لطاولة التفاوض".وأشار المحلل السياسي إلى أن "الحديث عن تعمد الولايات المتحدة غض الطرف عما سيقوم به البرهان أو حميدتي في مقبل الأيام ليس دقيقاً، ولكنها غير متفرغة لحل أزمة السودان وليست على طاولة الرئيس بايدن ونائبته هذه الأيام على الإطلاق، مما يعني المزيد من تدفق السلاح لطرفي النزاع واشتداد أوزار الحرب وتمزق حتمي للمجتمع السوداني".حالة إحباطوأردف: "يعيش السودانيون حالة إحباط كبيرة بعد ظهور نتائج الإنفتاح العسكري الأخير والتي لم تلب أشواق المواطنين في العودة لديارهم، وربما ظهور أعداد شهداء القوات المسلحة التي ضمت رتب رفيعة بينها بالأمس الأول كانت صادمة للجميع وغير متناسقة مع الدعاية الطاغية التي تحدثت عن نصر كاسح شمال الخرطوم وتحرير مصفى الجيلي".وتوقع علي "أن يقوم الدعم السريع بالتصعيد الأيام القادمة وقد ينتهك المواطنين بالمناطق التي دخلها الجيش ثم ينسحب منها بعد أن تُلقى "زغرودة" الأفراح من نساء حجر العسل وشمال بحري، ولا يسعنا إلا الدعاء بأن لا يتعرضوا لأعمال انتقامية بعد عودة قوات الدعم السريع لمواقعها بهذه المناطق".وأعلن الجيش السوداني، مساء الجمعة الماضية، سيطرته بشكل كامل على حي في مدينة بحري المتاخمة للعاصمة السودانية الخرطوم شمالا، وهي المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.ويشار إلى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قد حذر من "الخطر الكبير" لأعمال العنف في السودان، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق بالغ إزاء التصعيد في السودان".وكان رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد في أغسطس/ آب الماضي، أن الحرب لن تتوقف ما لم تتم تلبية مطالب الجيش، أبرزها انسحاب الدعم السريع من المدن لاسيما الخرطوم، وتسليم السلاح.وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
https://sarabic.ae/20240928/الجيش-السوداني-يعلن-السيطرة-الكاملة-على-منطقة-حجر-العسل-1093228596.html
https://sarabic.ae/20240917/المتحدث-باسم-تحالف-قمم-السوداني-يكشف-لـسبوتنيك-عن-موقفهم-من-مشاركة-الجيش-والدعم-السريع-في-السلطة-1092842188.html
https://sarabic.ae/20240929/السودان-مقتل-العشرات-خلال-معارك-بين-الجيش-والدعم-السريع-في-الخرطوم-1093239872.html
https://sarabic.ae/20240929/الإمارات-تعلق-على-اعتداء-الجيش-السوداني-على-مقر-سفيرها-في-الخرطوم-1093255122.html
https://sarabic.ae/20240929/قائد-ميداني-في-الدعم-السريع-يكشف-لـسبوتنيك-مصير-الحرب-في-السودان-1093249739.html
الخرطوم
دارفور
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/08/13/1091877007_0:0:1024:768_1920x0_80_0_0_874f8055a8c047cca714dba44d2304d7.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار السودان اليوم, اتفاق السودان, حصري, تقارير سبوتنيك, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, محمد حمدان حميدتي, الخرطوم, دارفور, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم
أخبار السودان اليوم, اتفاق السودان, حصري, تقارير سبوتنيك, قوات الدعم السريع السودانية, الجيش السوداني, محمد حمدان حميدتي, الخرطوم, دارفور, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم
ما حقيقة الانتصارات الكبرى التي حققها الجيش السوداني على "الدعم السريع" في الخرطوم؟
حصري
كلما دب الأمل في النفوس بأن تكون هناك حلول لوقف نزيف الدم والمأساة التي يعيشها الشعب السوداني، وأن تضع الحرب أوزارها، تتعالى أصوات الطلقات وتشتد وتيرة القتل بين الجيش والدعم السريع، والتي عادت بقوة خلال الساعات الماضية إلى العاصمة الخرطوم، وأعلن الجيش أنه حقق خلال هجماته الأخيرة انتصارات كبرى.
ما حقيقة ما يجري في الخرطوم والانتصارات التي حققها الجيش على
الدعم السريع واستعادة العديد من المناطق والجسور والمرافق الخدمية والاستراتيجية. ولماذا تزامن الهجوم مع تواجد البرهان في نيويورك وأن يتم الإعلان عن تلك الانتصارات فور وصوله. وهل يتراجع الجيش من المناطق التي سيطر عليها أم يتشبث بها ويتقدم إلى مناطق أخرى؟
بداية يقول الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني: "إن مشاركة الفريق البرهان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة كرئيس لمجلس السيادة السوداني أعطى بعد دبلوماسي كبير جدا لموقف م
جلس السيادة والحكومة الحالية، حيث وجد البرهان والحكومة فرصة دولية لشرح موقفهم وساندته في ذلك عدة دول عربية وأفريقية ومن خارج المنطقة".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "أن التقدم الدبلوماسي الذي تحقق مع البرهان والحكومة الحالية، ليس هو السبب المباشر في الهجوم الذي تم في ولاية بحري والخرطوم خلال اليومين الماضيين ضد قوات الدعم السريع، لكن تزامنت تلك العمليات التي كانت جاهزة مع خطاب البرهان في نيويورك، فقد بدأت
العمليات في الخرطوم يوم الخميس الماضي في الساعة الخامسة صباحا لإعادة سيطرة
القوات المسلحة على مواقعها ، هذه المواقع التي استردتها القوات المسلحة كانت قوات الدعم السريع تقوم بحراستها من قبل باعتبارها جزء من القوات المسلحة ثم تمردت بعد ذلك وانقلبت وظلت في تلك المناطق الموجودة بها أصلا".
وتابع تاور: "إن الإشارة التي بعثت بها القوات المسلحة بعد استعادة تلك المناطق في بحري تقول إن ما أُخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، وأن الجيش السوداني قادر بإمكانياته وقدراته وخبرته التراكمية التي تقارب المئة عام قادر على
إعادة تموضعه والسيطرة أو الإمساك بزمام المبادرة".
وأشار الخبير العسكري إلى أن "ما تحقق خلال الأيام الماضية هو التحول إلى الهجوم والسيطرة على ثلاث كباري استراتيجية في بحري وكذا السيطرة على عدد من الكباري الداخلية، ولم يتبق أمام
الجيش السوداني سوى اثنين من الكباري فقط، وتلك العمليات لها نتائج كبيرة جدا وتظهر في بحري بشكل خاص (من أبو حليمة إلى موقف شندي) بالقرب من سلاح الإشارة، هذا كله أصبح تحت سيطرة الجيش، وأيضا تمت السيطرة فعليا على العديد من المناطق".
وأوضح تاور: "إن المشكلة الآن في مصفاة الجيلي النفطية والتي بها خمسة أبواب، والهجوم الأخير مكن الجيش من السيطرة على ثلاث بوابات والبوابتين الأخريين فيهما أماكن الشركات وهيكل المصفى فقط، ويجري حتى اللحظة
قتال عنيف للسيطرة على هاتين المنطقتين، وأهم شىء مفيد في تلك العملية أن المصفاة محاصرة ولا يمكن خروج الوقود منها إلى قوات الدعم السريع المنتشرة في الجزيرة، كما أن من نتائج عملية
القوات المسلحة الأخيرة أنها استطاعت تخليص المواطنين المحتجزين كأسرى لدى الدعم السريع في المناطق التي تمت استعادتها".
أما بالنسبة للخرطوم يقول الخبير العسكري: "تلك العمليات التي تقوم بها
القوات المسلحة مكنتها من السيطرة على أجزاء واسعة جدا في المدينة تمثلت في العديد من المرافق الخدمية والثقافية التاريخية الهامة التي جرى العبث بها خلال الأشهر الماضية، وأيضا تمت استعادة مناطق جامعة السودان وجامعة النيلين ومنطقة الميريديان وغيرها، كل هذه المناطق سيطر عليها الجيش، كما تمت السيطرة على عدد من المناطق الإستراتيجية، هذا
الهجوم الكبير لم يكن في الخرطوم فقط، بل في العديد من المناطق مثل مدني وسنار وهناك أخبار لم يعلنها الجيش بعد".
من جانبه يقول وليد علي، المحلل السياسي السوداني: "الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على إضافة شيء ملموس حاليا للملف السوداني لأسباب عدة، أبرزها الصراع المتزايد الذي يدور في
الشرق الأوسط و محاولاتها لوقف انزلاق المنطقة لحرب شاملة سوف تقضي على مكتسباتها في المنطقة قبل أي أضرار أخرى على الشعوب".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الاعتقاد بأن البرهان تلقى ضوء أخضر من
الولايات المتحدة الأمريكية لمواصلة القتال والهجوم الأخير في الخرطوم وبحري أمر مستبعد، وأغلب الظن أن اجتماعاته مع المسؤولين الأمريكيين انتهت بوعود الأمل في العودة للتفاوض، أخشى أن الشعب السوداني قد سقط في فخ التهويل الإعلامي عن مجرى الاشتباكات، وبالرغم من أن القتال بين الجيش السوداني والدعم السريع دخل مرحلة مختلفة جدا بعد انفتاح الجيش السوداني على الهجوم بدلا من الدفاع، إلا أن نتائج هذا الهجوم حتى الآن لم تغير المعادلة على الأرض، ولازال تحرير العاصمة وبقية الولايات من قبضة الدعم السريع مبكرا".
وقال علي: "يبدو أن هناك آلية إعلامية تدعم ا
لجيش السوداني عملت على تضخيم الانتصارات بصورة أوحت للعديد من المواطنين أنهم قاب قوسين أو أدني من العودة لمنازلهم التي أخرجوا منها قهرا بسبب قوات الدعم السريع التي نكلت بهم و حرمتهم حق الحياة الطبيعي في ديارهم، ولكن الحقيقة أن مستوى تقدم الجيش لم يتجاوز الكيلومترات المعدودة في ولاية الخرطوم وقد انسحب من قرى حجر العسل التي حررها بعد أن كان يسيطرعليها الدعم السريع شهورا عديدة، وما زال الأمل معقود على أن تسهم ضغوط المجتمع الداخلي بالسودان مع جهود دول الجوار في إقناع الطرفين بتقديم خطوات تعزيز الثقة بينهم للعودة لطاولة التفاوض".
وأشار المحلل السياسي إلى أن "الحديث عن تعمد الولايات المتحدة غض الطرف عما سيقوم به البرهان أو حميدتي في مقبل الأيام ليس دقيقاً، ولكنها غير متفرغة لحل أزمة السودان وليست على طاولة الرئيس بايدن ونائبته هذه الأيام على الإطلاق، مما يعني المزيد من تدفق السلاح لطرفي النزاع واشتداد أوزار الحرب وتمزق حتمي للمجتمع السوداني".
وأردف: "يعيش السودانيون حالة إحباط كبيرة بعد ظهور نتائج
الإنفتاح العسكري الأخير والتي لم تلب أشواق المواطنين في العودة لديارهم، وربما ظهور أعداد شهداء القوات المسلحة التي ضمت رتب رفيعة بينها بالأمس الأول كانت صادمة للجميع وغير متناسقة مع الدعاية الطاغية التي تحدثت عن نصر كاسح شمال الخرطوم وتحرير مصفى الجيلي".
وتوقع علي "أن يقوم الدعم السريع بالتصعيد الأيام القادمة وقد ينتهك المواطنين بالمناطق التي دخلها الجيش ثم ينسحب منها بعد أن تُلقى "زغرودة" الأفراح من نساء حجر العسل وشمال بحري، ولا يسعنا إلا الدعاء بأن لا يتعرضوا
لأعمال انتقامية بعد عودة قوات الدعم السريع لمواقعها بهذه المناطق".
وأعلن
الجيش السوداني، مساء الجمعة الماضية، سيطرته بشكل كامل على حي في مدينة بحري المتاخمة للعاصمة السودانية الخرطوم شمالا، وهي المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ بدء الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.
ويشار إلى أن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، قد حذر من "الخطر الكبير" لأعمال العنف في السودان، فيما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلق بالغ إزاء التصعيد في السودان".
وكان
رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، قد أكد في أغسطس/ آب الماضي، أن الحرب لن تتوقف ما لم تتم تلبية مطالب الجيش، أبرزها انسحاب الدعم السريع من المدن لاسيما الخرطوم، وتسليم السلاح.
وتتواصل المعارك بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، ما أسفر عن نحو 13 ألفا و100 قتيل، فيما بلغ إجمالي النازحين في
السودان نحو 7.9 مليون شخص، ونحو 2.1 مليون شخص إلى دول الجوار، بحسب بيانات الأمم المتحدة.