https://sarabic.ae/20241029/زيارة-ماكرون-للمغرب-هل-فرضت-الرباط-شروطها-لتعزيز-شراكة-الند-للند؟-1094289615.html
زيارة ماكرون للمغرب... هل فرضت الرباط شروطها لتعزيز شراكة "الند للند"؟
زيارة ماكرون للمغرب... هل فرضت الرباط شروطها لتعزيز شراكة "الند للند"؟
سبوتنيك عربي
وقعت الحكومتان المغربية والفرنسية، 22 اتفاقية واستثمار بلغت قيمتها نحو 10 مليارات يورو، خلال زيارة الدولة الحالية التي يجريها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى... 29.10.2024, سبوتنيك عربي
2024-10-29T16:19+0000
2024-10-29T16:19+0000
2024-10-29T16:19+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
أخبار المغرب اليوم
غزة
أخبار لبنان
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/1d/1094284356_0:0:3072:1728_1920x0_80_0_0_11cbd6820ed1d745bd9f0390497e8d51.jpg
جاءت الزيارة بعد فترة قصيرة من إعلان باريس تأييدها لمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في العام 2007 بشأن النزاع حول الصحراء مع جبهة البوليساريو.وفق خبراء فإن الزيارة الراهنة مثلت نقلة نوعية على صعيد صياغة العلاقات بين البلدين على مبدأ "الند للند"، والاستفادة المتبادلة، والانتقال لشراكة استنائية بعد التحول الذي جرى على مستوى الموقف السياسي لفرنسا من قضية الصحراء.شملت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين عدة قطاعات استراتيجية، منها النقل السككي، ومجال الهيدروجين الأخضر ، وقطاع الطيران وقطاعات أخرى.توترات سابقةتجدر الإشارة إلى أن زيارة ماكرون الحالية كانت مقررة أساسا في مطلع 2020، بعد زيارة أولى في 2017 وثانية في 2018، لكن توترات بين البلدين سادت خلال تلك الفترة الماضية بسبب اشتراط المغرب منح الأولوية في الشراكة للدول الداعمة لوحدتها الترابية، أدت إلى إرجاء الزيارة بعد تقليص فرنسا للتأشيرات لدول المغرب العربي، لكن الزيارة الحالية جاءت سريعة بعد أن أعلن ماكرون في تموز/يوليو 2023 دعم فرنسا لحل قضية الصحراء الغربية "في إطار السيادة المغربية".رغم ذلك احتفضت باريس بمكانتها كأول شريك اقتصادي للمملكة، إذ أشارت إحصاءات سابقة إلى أن ما يقارب 1300 شركة فرنسية تعمل في ، وتعد فرنسا أيضاً أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، بقيمة استثمارات بلغت في عام 8.1 مليار يورو العام 2022.انعكاسات سياسيةحول الانعكاسات السياسية لزيارة ماكرون، قال الدكتور محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل بدعوة من الملك محمد السادس ستمكن من إطلاق العنان لإمكانات العلاقات المغربية الفرنسية، وتمنحها أقوى الدوافع لتحقيق أفضل النتائج في تاريخ العلاقات.مضيفا في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الزيارة تعطي للعلاقات المغربية-الفرنسية محتوى استراتيجي سياسي واقتصادي متجدد، ومن خلال الإعلان المتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة الموقع عليه من قبل الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، و الاتفاقيات الـ 22 التي تخص ميادين الطاقة والنقل والاستثمار والحماية المدنية والتعليم والثقافة .مسار جديدويرى أن الزيارة تمنح مسار زخم جديد، لهذه لعلاقات وتمكن من إبراز المظاهر المتنوعة للصداقة الفريدة بين المغرب وفرنسا وتعكس توالي اللحظات القوية والدالة في المرحلة الجديدة للعلاقات بين البلدين.وتابع " الزيارة من حيث أهميتها كزيارة دولة، وقيمتها من حيث النتائج المرتقبة وتوقيتها بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعبير فرنسا عن موقفها التاريخي بخصوص سيادة المغرب على صحرائه، وفي سياق الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية والذكرى 49 للمسيرة الخضراء، ومناقشة مجلس الأمن لقرار أممي جديد بشأن ملف الصحراء المغربية، وبالتالي فهذه الزيارة تضع العلاقات على نقطة تحول تاريخية في أفق ثلاثين عاما القادمة".تصحيح المسارولفت إلى أن الزيارة تترجم الدعم المتبادل بين الرباط و باريس بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما، واهتماماتهما الأساسية وتحمل هذه تأكيد فرنسا بالوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ والشرعية في ملف سيادة المغرب على صحرائه".وفق بودن ترمي الشراكة الاستثنائية بين الرباط وباريس إلى عدة أهداف منها:تعزيز التقارب السياسي والاستراتيجي لمواجهة مختلف التحديات الراهنة، وتعميق وتحديث الشراكة بين البلدين خدمة للتنمية الاقتصادية و التماسك الاجتماعي و استقلاليتهما الاستراتيجية، ومواصلة تدعيم تعاونهما المتميز في مجال الروابط الإنسانية والرأسمال البشري و الثقافة.يشير بودن إلى أن العلاقات بين البلدين كانت بحاجة الى أسلوب جديد، ومزيد من التعاون والالتزامات الراسخة التي تؤدي إلى نتائج، وفتح فصل جديد من تاريخ العلاقات الثنائية لتعزز نموذجا للعلاقات في أفق السنوات القادمة.رؤية مشتركةواستطرد "المغرب وفرنسا عازمان على للتخطيط معا والبناء لتحقيق المنفعة المتبادلة في القطاعات الواعدة" الطاقة النظيفة، الرقمنة، النقل السككي، المياه و الصناعة ... ) وفي مختلف الاستحقاقات القادمة لاسيما تنظيم المغرب لمونديال 2030 فضلا عن العمل المشترك في إطار المبادرات الاستراتيجية، للملك محمد السادس، المتعلقة بالأطلسي وتعزيز حجم المبادلات التجارية باعتبار فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في المغرب والشريك التجاري الثاني للمغرب بقيمة معاملات تصل إلى 16.3 مليار يورو.شراكة استثنائيةفي الإطار قال نوفل البوعمري، الباحث السياسي المغربي، إن زيارة دولة التي يقوم بها ماكرون للمغرب تعتبر تاريخية واستثنائية في ظل سياق يشهد تطور العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا وجعلها أكثر قوة بفِعل الثقة التي تجددت بين البلدين، وهي ثقة نتجت عن الحوار الذي قاده قائدي المغرب و فرنسا التي انتهت بتنظيم هذه الزيارة الكبيرة للمغرب والتي وجه فيها ماكرون للملك محمد السادس دعوة لزيارة فرنسا في تجسيد للعلاقات الجديدة التي تجمعهما.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن خطاب ماكرون في البرلمان المغربي ذكر فيه مختلف الرهانات المشتركة الاقتصادية خاصة ذات الاهتمام الثنائي، ورهانات ذات بعد أفريقي خاصة مع الأدوار الكبيرة التي يلعبها المغرب على مستوى غرب وساحل أفريقيا.موقف تاريخيكما أعاد "التأكيد على موقف بلاده من مغربية الصحراء، حيث أشار بوضوح إلى كون حاضر ومستقبل هذه الأقاليم الصحراوية الجنوبية لا يمكن أن يكون إلا ضمن السيادة المغربية في موقف سياسي، ودبلوماسي قوي وكبير داعم لمغربية الصحراء، وللمبادرة المغربية على مستوى مبادرة الحكم الذاتي و هو تحول نوعي في الموقف الفرنسي".أبعاد اقتصاديةفي الإطار قال بدر الزاهر الخبير الاقتصادي المغربي، إن خطاب الرئيس الفرنسي أشار إلى العمق التاريخي بين البلدين، مذكرا بالعديد من المحطات المشتركة بين البلدين.وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المسار السابق لفرنسا صححه ماكرون، خاصة تجاه النزاع المفتعل بشأن الضحراء.ولفت إلى أن العلاقات انتقلت من التعاون الاستراتيجي إلى الشراكة الاستثنائية بين البلدين، بنحو أكثر من 10مليار دولار هي حجم الاستثمارات الفرنسية في المغرب، ونحو 1300 مقاولة، والحضور القوي للجالية الفرنسية المقيمة في المغرب.ولفت إلى22 اتفاقية موقعة بين البلدين، ترسم معالم الفترة المقبلة، حيث تعطى الأولوية للصناعات الدفاعية، السكك الحديدية، السيارات، الطائرات، والصناعات التكنولوجية.ولفت إلى أن المغرب فرض قاعدة هامة بشأن العلاقات بين البلدين، وفق مبدأ "رابح- رابح"، خاصة أن هذه الزيارة جاءت في إطار تحول كبير على مستوى السياسة الفرنسية.وأشار إلى أن الاقتصاد الفرنسي يستفيد بدرجة كبيرة من اليد العاملة المغربي التي تصل إلى نحو مليون ونصف من المغاربة في جميع المجالات. وشدد على أن المغرب يبحث عن الشراكة القائمة على سياسة الند للند، في العديد من القطاعات، وهو ما يتحقق بالشراكة مع فرنسا، التي تشمل الأقاليم الجنوبية، وفق قوله.تصمن إعلان الشراكة بين الرباط وباريس عدة بنود منها:1- تدشين مرحلة جديدة من التاريخ الطويل المشترك بين فرنسا والمغرب من خلال الارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى مستوى "شراكة استثنائية وطيدة". 2 - الاعتراف بالمساهمة القيمة للجماعات الترابية والمؤسسات التمثيلية والفاعلين الاقتصاديين والشباب والمجتمع المدني، وكذا المغاربة المقيمين بفرنسا والفرنسيين المقيمين بالمغرب، ورغبتهما في مواصلة تعزيز إسهامهم في هذه الشراكة.3- أكد الطرفان أن الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان على الصعيدين الثنائي والدولي ستظل قائمة على أساس العلاقة بين دولة ودولة والمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي اختيارات السياسة الخارجية، واحترام الالتزامات المبرمة والثقة والشفافية والتشاور المسبق وتضامن ومسؤولية كل طرف تجاه الطرف الآخر.4- أكد الطرفان التزامهما بخدمة 3 أهداف كبرى تشمل تعزيز التقارب السياسي والاستراتيجي بين المغرب وفرنسا لتمكينهما من مواجهة التحديات الراهنة وتعميق وتحديث الشراكة بين البلدين خدمة للتنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي واستقلاليتهما الاستراتيجية، ومواصلة تدعيم تعاونهما المتميز في مجال الروابط الإنسانية ورأس المال البشري والثقافة في إطار فرانكفونية قائمة على القيم والانفتاح.5- قد حدد الطرفان على وجه الخصوص عدة قطاعات استراتيجية يمكن إيلاؤها قدرا أكبر من الاهتمام والجهد، أبرزها الأمن الصحي وإنتاج اللقاحات والماء وتدبير الموارد المائية والفلاحة، والتدبير الغابوي والأمن الغذائي وتعزيز البنيات التحتية الطرقية والسككية والبحرية والتنقل الحضري والربط والانتقال الطاقي والطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي والتعاون في مجالات الأمن والدفاع والتربية والبحث العلمي والتكوين الجامعي، وفي مجال الرياضة وتنظيم التظاهرات الكبرى في إطار الألعاب الأولمبية والبرالمبية المنظمة بباريس في 2024، وفي أفق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالمغرب.
https://sarabic.ae/20241029/7-بنود-مهمة-في-إعلان-الشراكة-الاستثنائية-بين-المغرب-وفرنسا-1094284044.html
https://sarabic.ae/20240727/برلماني-مغربي-الرباط-لن-تقبل-أي-صوت-أو-اتفاقيات-مع-دول-لا-تعترف-بسيادتها-على-كامل-ترابها-1091177436.html
https://sarabic.ae/20240730/الجزائر-تعلن-سحب-سفيرها-لدى-فرنسا-بعد-رسالة-ماكرون-لملك-المغرب-1091254893.html
https://sarabic.ae/20240817/نواب-جزائريون-فرنسا-تستخدم-ملف-التأشيرات-لمعاقبة-بلادنا-1091845943.html
https://sarabic.ae/20240730/تصويت-برأيك-هل-تحاول-فرنسا-فرض-واقع-جديد-بدعمها-السيادة-المغربية-على-الصحراء-وتنديد-الجزائر؟--1091257086.html
أخبار المغرب اليوم
غزة
أخبار لبنان
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e8/0a/1d/1094284356_102:0:2833:2048_1920x0_80_0_0_48c0ea608ef7235c2c20800451b04526.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار المغرب اليوم, غزة, أخبار لبنان
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار المغرب اليوم, غزة, أخبار لبنان
زيارة ماكرون للمغرب... هل فرضت الرباط شروطها لتعزيز شراكة "الند للند"؟
حصري
وقعت الحكومتان المغربية والفرنسية، 22 اتفاقية واستثمار بلغت قيمتها نحو 10 مليارات يورو، خلال زيارة الدولة الحالية التي يجريها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى المغرب.
جاءت الزيارة بعد فترة قصيرة من إعلان باريس تأييدها لمقترح الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب في العام 2007 بشأن النزاع حول الصحراء مع جبهة البوليساريو.
وفق خبراء فإن الزيارة الراهنة مثلت
نقلة نوعية على صعيد صياغة العلاقات بين البلدين على مبدأ "الند للند"، والاستفادة المتبادلة، والانتقال لشراكة استنائية بعد التحول الذي جرى على مستوى الموقف السياسي لفرنسا من قضية الصحراء.
شملت الاتفاقيات الموقعة بين البلدين عدة قطاعات استراتيجية، منها النقل السككي، ومجال الهيدروجين الأخضر ، وقطاع الطيران وقطاعات أخرى.
تجدر الإشارة إلى أن زيارة ماكرون الحالية كانت مقررة أساسا في مطلع 2020، بعد زيارة أولى في 2017 وثانية في 2018، لكن توترات بين البلدين سادت خلال تلك الفترة الماضية بسبب اشتراط المغرب منح الأولوية في الشراكة للدول الداعمة لوحدتها الترابية، أدت إلى إرجاء الزيارة بعد تقليص فرنسا للتأشيرات لدول المغرب العربي، لكن الزيارة الحالية جاءت سريعة بعد أن أعلن ماكرون في تموز/يوليو 2023 دعم فرنسا لحل
قضية الصحراء الغربية "في إطار السيادة المغربية".
رغم ذلك احتفضت باريس بمكانتها كأول شريك اقتصادي للمملكة، إذ أشارت إحصاءات سابقة إلى أن ما يقارب 1300 شركة فرنسية تعمل في ، وتعد فرنسا أيضاً أكبر مستثمر أجنبي في المغرب، بقيمة استثمارات بلغت في عام 8.1 مليار يورو العام 2022.
حول الانعكاسات السياسية لزيارة ماكرون، قال الدكتور محمد بودن الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل بدعوة من الملك محمد السادس ستمكن من إطلاق العنان لإمكانات العلاقات المغربية الفرنسية، وتمنحها أقوى الدوافع لتحقيق أفضل النتائج في تاريخ العلاقات.
مضيفا في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الزيارة تعطي
للعلاقات المغربية-الفرنسية محتوى استراتيجي سياسي واقتصادي متجدد، ومن خلال الإعلان المتعلق بالشراكة الاستثنائية الوطيدة الموقع عليه من قبل الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، و الاتفاقيات الـ 22 التي تخص ميادين الطاقة والنقل والاستثمار والحماية المدنية والتعليم والثقافة .
ويرى أن الزيارة تمنح مسار زخم جديد، لهذه لعلاقات وتمكن من إبراز المظاهر المتنوعة للصداقة الفريدة بين المغرب وفرنسا وتعكس توالي اللحظات القوية والدالة في المرحلة الجديدة للعلاقات بين البلدين.
وتابع " الزيارة من حيث أهميتها كزيارة دولة، وقيمتها من حيث النتائج المرتقبة وتوقيتها بعد أقل من ثلاثة أشهر من تعبير فرنسا عن موقفها التاريخي بخصوص سيادة المغرب على صحرائه، وفي سياق الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية والذكرى 49 للمسيرة الخضراء، ومناقشة مجلس الأمن لقرار أممي جديد بشأن ملف الصحراء المغربية، وبالتالي فهذه الزيارة تضع العلاقات على نقطة تحول تاريخية في أفق ثلاثين عاما القادمة".
ولفت إلى أن الزيارة تترجم الدعم المتبادل بين الرباط و باريس بشأن القضايا المتعلقة بمصالحهما، واهتماماتهما الأساسية وتحمل هذه تأكيد فرنسا بالوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ والشرعية في ملف سيادة المغرب على صحرائه".
وفق بودن ترمي الشراكة الاستثنائية بين الرباط وباريس إلى عدة أهداف منها:
تعزيز
التقارب السياسي والاستراتيجي لمواجهة مختلف التحديات الراهنة، وتعميق وتحديث الشراكة بين البلدين خدمة للتنمية الاقتصادية و التماسك الاجتماعي و استقلاليتهما الاستراتيجية، ومواصلة تدعيم تعاونهما المتميز في مجال الروابط الإنسانية والرأسمال البشري و الثقافة.
يشير بودن إلى أن العلاقات بين البلدين كانت بحاجة الى أسلوب جديد، ومزيد من التعاون والالتزامات الراسخة التي تؤدي إلى نتائج، وفتح فصل جديد من تاريخ العلاقات الثنائية لتعزز نموذجا للعلاقات في أفق السنوات القادمة.
واستطرد "المغرب وفرنسا عازمان على للتخطيط معا والبناء لتحقيق المنفعة المتبادلة في القطاعات الواعدة" الطاقة النظيفة، الرقمنة، النقل السككي، المياه و الصناعة ... ) وفي مختلف الاستحقاقات القادمة لاسيما تنظيم المغرب لمونديال 2030 فضلا عن العمل المشترك في إطار المبادرات الاستراتيجية، للملك محمد السادس، المتعلقة بالأطلسي وتعزيز حجم المبادلات التجارية باعتبار فرنسا المستثمر الأجنبي الأول في المغرب والشريك التجاري الثاني للمغرب بقيمة معاملات تصل إلى 16.3 مليار يورو.
في الإطار قال نوفل البوعمري، الباحث السياسي المغربي، إن زيارة دولة التي يقوم بها ماكرون للمغرب تعتبر تاريخية واستثنائية في ظل سياق يشهد تطور العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا وجعلها أكثر قوة بفِعل الثقة التي تجددت بين البلدين، وهي ثقة نتجت عن الحوار الذي قاده قائدي المغرب و فرنسا التي انتهت بتنظيم هذه الزيارة الكبيرة للمغرب والتي وجه فيها ماكرون للملك محمد السادس دعوة لزيارة فرنسا في تجسيد للعلاقات الجديدة التي تجمعهما.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن خطاب ماكرون في البرلمان المغربي ذكر فيه مختلف الرهانات المشتركة الاقتصادية خاصة ذات الاهتمام الثنائي، ورهانات ذات بعد أفريقي خاصة مع الأدوار الكبيرة التي يلعبها المغرب على مستوى غرب وساحل أفريقيا.
كما أعاد "التأكيد على
موقف بلاده من مغربية الصحراء، حيث أشار بوضوح إلى كون حاضر ومستقبل هذه الأقاليم الصحراوية الجنوبية لا يمكن أن يكون إلا ضمن السيادة المغربية في موقف سياسي، ودبلوماسي قوي وكبير داعم لمغربية الصحراء، وللمبادرة المغربية على مستوى مبادرة الحكم الذاتي و هو تحول نوعي في الموقف الفرنسي".
في الإطار قال بدر الزاهر الخبير الاقتصادي المغربي، إن خطاب الرئيس الفرنسي أشار إلى العمق التاريخي بين البلدين، مذكرا بالعديد من المحطات المشتركة بين البلدين.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المسار السابق لفرنسا صححه ماكرون، خاصة تجاه النزاع المفتعل بشأن الضحراء.
ولفت إلى أن العلاقات انتقلت من التعاون الاستراتيجي إلى الشراكة الاستثنائية بين البلدين، بنحو أكثر من 10مليار دولار هي حجم الاستثمارات الفرنسية في المغرب، ونحو 1300 مقاولة، والحضور القوي للجالية الفرنسية المقيمة في المغرب.
ولفت إلى22 اتفاقية موقعة بين البلدين، ترسم معالم الفترة المقبلة، حيث تعطى الأولوية للصناعات الدفاعية، السكك الحديدية، السيارات، الطائرات، والصناعات التكنولوجية.
ولفت إلى أن المغرب فرض قاعدة هامة بشأن العلاقات بين البلدين، وفق مبدأ "رابح- رابح"، خاصة أن هذه الزيارة جاءت في إطار تحول كبير على مستوى السياسة الفرنسية.
وأشار إلى أن الاقتصاد الفرنسي يستفيد بدرجة كبيرة من اليد العاملة المغربي التي تصل إلى نحو مليون ونصف من المغاربة في جميع المجالات.
وشدد على أن المغرب يبحث عن الشراكة القائمة على سياسة الند للند، في العديد من القطاعات، وهو ما يتحقق بالشراكة مع فرنسا، التي تشمل الأقاليم الجنوبية، وفق قوله.
تصمن إعلان الشراكة بين الرباط وباريس عدة بنود منها:
1- تدشين مرحلة جديدة من التاريخ الطويل المشترك بين فرنسا والمغرب من خلال الارتقاء بالعلاقة بين البلدين إلى مستوى "شراكة استثنائية وطيدة".
2 - الاعتراف بالمساهمة القيمة للجماعات الترابية والمؤسسات التمثيلية والفاعلين الاقتصاديين والشباب والمجتمع المدني، وكذا المغاربة المقيمين بفرنسا والفرنسيين المقيمين بالمغرب، ورغبتهما في مواصلة تعزيز إسهامهم في هذه الشراكة.
3- أكد الطرفان أن الجهود المشتركة التي يبذلها البلدان على الصعيدين الثنائي والدولي ستظل قائمة على أساس العلاقة بين دولة ودولة والمساواة في السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وفي اختيارات السياسة الخارجية، واحترام الالتزامات المبرمة والثقة والشفافية والتشاور المسبق وتضامن ومسؤولية كل طرف تجاه الطرف الآخر.
4- أكد الطرفان التزامهما بخدمة 3 أهداف كبرى تشمل تعزيز التقارب السياسي والاستراتيجي بين
المغرب وفرنسا لتمكينهما من مواجهة التحديات الراهنة وتعميق وتحديث الشراكة بين البلدين خدمة للتنمية الاقتصادية والتماسك الاجتماعي واستقلاليتهما الاستراتيجية، ومواصلة تدعيم تعاونهما المتميز في مجال الروابط الإنسانية ورأس المال البشري والثقافة في إطار فرانكفونية قائمة على القيم والانفتاح.
5- قد حدد الطرفان على وجه الخصوص عدة قطاعات استراتيجية يمكن إيلاؤها قدرا أكبر من الاهتمام والجهد، أبرزها الأمن الصحي وإنتاج اللقاحات والماء وتدبير الموارد المائية والفلاحة، والتدبير الغابوي والأمن الغذائي وتعزيز البنيات التحتية الطرقية والسككية والبحرية والتنقل الحضري والربط والانتقال الطاقي والطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي والتعاون في مجالات الأمن والدفاع والتربية والبحث العلمي والتكوين الجامعي، وفي مجال الرياضة وتنظيم التظاهرات الكبرى في إطار الألعاب الأولمبية والبرالمبية المنظمة بباريس في 2024، وفي أفق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030 بالمغرب.