https://sarabic.ae/20250522/من-المسؤول-عن-إراقة-دماء-المدنيين-في-السودان؟-1100876351.html
من المسؤول عن إراقة دماء المدنيين في السودان؟
من المسؤول عن إراقة دماء المدنيين في السودان؟
سبوتنيك عربي
حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من الوضع الكارثي في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع، حيث لم يعد للإنسان أي حق والانتهاكات والقتل الطائفي... 22.05.2025, سبوتنيك عربي
2025-05-22T21:20+0000
2025-05-22T21:20+0000
2025-05-23T04:32+0000
أخبار السودان اليوم
المجلس السيادي في السودان
الجيش السوداني
قوات الدعم السريع السودانية
حصري
تقارير سبوتنيك
العالم العربي
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/04/0f/1099581583_0:10:540:314_1920x0_80_0_0_78c6a762158869b74a01ab2dc1b44ec3.jpg
ما حقيقة ما يجري من عمليات قتل وإعدامات ميدانية في السودان على طريقة التنظيمات الإرهابية..ومتى يتحرك المجتمع الدولي لوقف تلك الجرائم التي يندى لها الجبين؟بداية تقول: لنا مهدي عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة "قمم"، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، "الانتهاكات التي ارتكبتها بعض الفصائل الموالية للجيش في عدد من المناطق السودانية لم تعد محل جدل بل باتت موثقة ومشاهدة بالصوت والصورة، حيث تعرض المدنيون في مناطق عديدة للنهب والاعتقال العشوائي والتصفية على الهوية، إضافة لحملات تهجير قسري وتطهير عرقي خاصة في مناطق بحري وجنوب الخرطوم وشمال كردفان وهي ممارسات ارتكبتها ميليشيات قبلية ترفع شعار دعم الجيش، لكنها تتحرك خارج أي قانون أو ضوابط". أدوات إعلاميةوأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" :" اتُهمت تلك الفصائل بارتكاب مجازر ميدانية ضد الأبرياء وسط صمت حكومي وتواطؤ بعض القيادات الذين سعوا لتوظيف هذه الفصائل كأداة ضغط ميداني وسياسي ضد قوات الدعم السريع والكيانات المدنية المطالبة بالانتقال الديمقراطي، ومع تصاعد هذه الانتهاكات صدرت إدانات محلية ودولية واسعة ضد ما وصفته منظمات حقوقية بالمليشيات التي تتدثر تحت غطاء حكومي".وحول التقدم الذي أعلن الجيش تحقيقه خلال الساعات الماضية وتراجع الدعم السريع تقول مهدي: "ما يُقال عن تراجع الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان هو تضليل إعلامي يروّج له الإسلام السياسي عبر منابر وأدوات إعلامية مرتبطة بتمويل خارجي، إذ إن ما جرى فعلياً هو عملية إعادة تموضع استراتيجية وتوزيع للقدرات العسكرية بما يحقق التفوق في معارك طويلة الأمد على مستوى العاصمة والأقاليم، وقد أكدت الوقائع على الأرض أن الدعم السريع لا يزال يحتفظ بقبضته على المواقع الحيوية في العاصمة، كما تمكن من صد محاولات زحف الجيش والفصائل التابعة له في أكثر من جبهة بل ووسع سيطرته في مناطق مهمة غرب أم درمان وجنوب الخرطوم".وتابعت مهدي، "المبادرة السياسية والعسكرية لا تزال بيد الدعم وهو ما يُغضب خصومه ويدفعهم لاختلاق روايات الانسحاب والانهيار التي سرعان ما تُكذبها الصور الميدانية، وشهادات السكان المحليين الذين يرصدون يومياً تحركات قوات الدعم وانتشارها الواسع وتنظيمها العالي".تشابه خطيروأشارت عضو "قمم"، إلى أن"ما تقوم به بعض الفصائل الموالية للجيش من عمليات في عدد من المناطق السودانية يحمل أوجه تشابه خطيرة مع أساليب التنظيمات الإرهابية سواء في طريقة استهداف المدنيين على أساس الهوية والانتماء الجغرافي، أو في استخدام العنف العشوائي والنهب والسلب كأسلوب ممنهج لبسط السيطرة وبث الرعب".واستطردت: " كما أن تسجيلات مصورة وشهادات شهود عيان أظهرت مشاهد إعدام ميداني واعتداءات على النساء ونهب ممتلكات عامة وخاصة، وهي ممارسات تخرج عن أي إطار عسكري منضبط وتضع هذه الفصائل في خانة الجماعات المتطرفة التي تستخدم السلاح خارج القانون، وتستهدف المجتمع نفسه تحت غطاء سياسي أو عسكري، بل إن بعض هذه الفصائل بات يتبنى خطابًا تعبويًا وتحريضيًا يقوم على الكراهية الدينية والعرقية، وهو ما يعمق من الشبه بينها وبين الجماعات الإرهابية التي نشطت في الإقليم خلال العقد الأخير".ممارسات غير قانونيةوسردت مهدي أمثلة لأفعال الفصائل الموالية التي تشابه ممارسات التنظيمات الإرهابية تشمل، "ما حدث في مناطق جنوب الحلفايا وشرق النيل، حيث جرى إعدام شبان ميدانياً بعد اتهامهم بالتعاون مع الدعم السريع دون أي محاكمة أو تحقيق، كما وثقت تقارير محلية اقتحام منازل المدنيين في حي الكدرو ونهب ممتلكاتهم بما فيها المواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية، وهي أفعال تكررت في أحياء عد حسين والأزهري حيث أُجبرت أسر على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح"مجموعات عرقيةفي المقابل يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي، "لقد ترتب على هذه الحرب و على مدى سنتين و بضع أسابيع حالة من الغبن الاجتماعي العميق و الانقسام الإثني غير الخافي داخل مكونات المجتمع السوداني، و للحقيقة فإن قوات الدعم السريع تتحمل وزر هذا الانفجار الوحشي الذي يسود وسط المقاتلين، وهذا لأن قوات الدعم السريع قد استقبلت أعداد كبيرة من المقاتلين تحت ما يعرف بالفزع، و هي مجموعات عرقية تنتمي لعرب غرب السودان من قبائل البقارة و الأبالة البدوية، و ليس لهم أي تدريب عسكري منضبط بجانب انضمام أعداد كبيرة من معتادي الإجرام و تحديدا من كانوا بالسجون التي تم إطلاق نزلائها بعد دخول قوات الدعم السريع للمدن المختلفة التي سيطرت عليها".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" :"أدى هذا لتزايد الانتهاكات مع بداية الشهر الثالث للحرب بصورة كبيرة لم تتمكن معه قيادة قوات الدعم السريع من السيطرة على مستوى العنف الذي تمارسه قواتها ضد المدنيين، الذين بدورهم حملوا غبنا كبيرا ضد مكونات عرب دارفور و غرب كردفان و انضموا للمقاومة الشعبية التي دعت لتكوينها قيادة الجيش السوداني، و أيضا انضموا إلى لواء البراء بن مالك الذي ينتمي إلى الحركة الإسلامية و غيرها من الألوية و الكتائب التي تم تكوينها لمواجهة قوات الدعم السريع، و قد انضموا و هم يحملون رغبة شديدة في الانتقام من مقاتلين الدعم السريع، و تجاوزت هذه الرغبة حدود المقاتلين و أصبحت تستهدف في كثير من الاحيان أبرياء ليس لهم ذنب إلا انتماؤهم لقبائل عرب دارفور وغرب كردفان و هذا ما نشاهده حاليا في وسط السودان".ثأر قديموتابع علي، "أما بالنسبة للقوات المشتركة فهي تحمل غبنا قديما تجاه مكونات عرب دارفور و تركة مثقلة بالرغبة في الانتقام من قوات الدعم السريع منذ سنوات عملها كقوات مشاة للجيش السوداني ضد تمرد حركات التمرد المسلحة في دارفور التي كانت تقودها مكونات القوات المشتركة الحالية، و هي أيضا قوات إثنية تنتمي لمجموعات دارفورية غير عربية و تعرف بالزرقة، و هذا صراع مرير و منفلت يجب وقفه فورا".ويكمل، "من الواقع المشاهد نستطيع القول بأن قيادة طرفي الصراع بعيدة تماما عما يحدث في الميدان، أو أنهم على دراية و لكن ليس لهم سيطرة على قواتهم فيما تقوم به ميدانيا، وهذا خلل بائن يترتب عليه ضرورة التدخل لوقف هذا الصراع بقوة و إرادة، و إلا سوف ينتهي الحال بمزيد من الفوضى و لا يعرف القاتل لما يقوم بالقتل ولا المقتول فيم قتل، و تسود حالة من الهرج و المرج بعد انتهاء العمليات العسكرية في منطقة ما لفترة طويلة و لا فرق بين إن كانت الكفة مالت إلى الجيش السوداني و المتحالفون معه أم كانت للدعم السريع و المتحالفون معه، و المحصلة المزيد من الموت و الانتهاكات بحق المواطن المغلوب على أمره داخل المنطقة سيئة الحظ".التنظيمات الإرهابيةأما بخصوص انتماء أي فصيل عسكري لداعش (المحظور في روسيا) أو أي من المجموعات الإرهابية يقول علي: "هذه عناوين يقوم مستشاري الدعم السريع بتسويقها للحصول على تعاطف المجتمع الدولي و كأنهم يريدون أن يقولوا أنهم قتلوا إرهابيين و ليس مدنيين، ولا اعتقد أن تنظيمات داعش و القاعدة و بوكوحرام ترغب في العمل داخل السودان في المحيط الملتهب هذا، لأنه ببساطة لا يحقق أي من أهداف هذه المجموعات التي تستهدف المجتمع الدولي في قواته و مصالحه".واندلعت الحرب في السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.
https://sarabic.ae/20250522/وصول-25-ألف-لاجئ-من-جنوب-السودان-إلى-النيل-الأبيض-بالسودان-1100841063.html
https://sarabic.ae/20250521/محكمة-أمريكية-تستجوب-مسؤولين-بعد-ترحيل-مهاجرين-إلى-جنوب-السودان-ودول-أخرى-1100832469.html
https://sarabic.ae/20250521/بعد-الخرطوم-السودان-يعلن-خلو-ولاية-النيل-الأبيض-من-الدعم-السريع-1100804560.html
https://sarabic.ae/20250519/السودان-البرهان-يعين-كامل-الطيب-إدريس-رئيسا-للوزراء-1100739854.html
https://sarabic.ae/20250509/السودان-مقتل-8-مدنيين-في-قصف-واقتحام-منازل-بـأم-درمان-1100334423.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/04/0f/1099581583_54:0:486:324_1920x0_80_0_0_062645bd1695b18711afcdb182077c53.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
أخبار السودان اليوم, المجلس السيادي في السودان, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, حصري, تقارير سبوتنيك, العالم العربي
أخبار السودان اليوم, المجلس السيادي في السودان, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, حصري, تقارير سبوتنيك, العالم العربي
من المسؤول عن إراقة دماء المدنيين في السودان؟
21:20 GMT 22.05.2025 (تم التحديث: 04:32 GMT 23.05.2025) حصري
حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من الوضع الكارثي في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني والدعم السريع، حيث لم يعد للإنسان أي حق والانتهاكات والقتل الطائفي والاختفاء القسري أصبح عاديا، ومع كل هذا يظل الفاعل مجهولا.
ما حقيقة ما يجري من عمليات قتل وإعدامات ميدانية في السودان على طريقة التنظيمات الإرهابية..ومتى يتحرك المجتمع الدولي لوقف تلك الجرائم التي يندى لها الجبين؟
بداية تقول: لنا مهدي عضو الهيئة القيادية للقوى المدنية المتحدة "قمم"، والقيادية في تحالف السودان التأسيسي "تأسيس"، "الانتهاكات التي ارتكبتها بعض الفصائل الموالية للجيش في عدد من المناطق السودانية لم تعد محل جدل بل باتت موثقة ومشاهدة بالصوت والصورة، حيث تعرض المدنيون في مناطق عديدة للنهب والاعتقال العشوائي والتصفية على الهوية، إضافة لحملات تهجير قسري وتطهير عرقي خاصة في مناطق بحري وجنوب الخرطوم وشمال كردفان وهي ممارسات ارتكبتها ميليشيات قبلية ترفع شعار دعم الجيش، لكنها تتحرك خارج أي قانون أو ضوابط".
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك" :" اتُهمت تلك الفصائل بارتكاب مجازر ميدانية ضد الأبرياء وسط صمت حكومي وتواطؤ بعض القيادات الذين سعوا لتوظيف هذه الفصائل كأداة ضغط ميداني وسياسي ضد قوات الدعم السريع والكيانات المدنية المطالبة بالانتقال الديمقراطي، ومع تصاعد هذه الانتهاكات صدرت إدانات محلية ودولية واسعة ضد ما وصفته منظمات حقوقية بالمليشيات التي تتدثر تحت غطاء حكومي".
وحول التقدم الذي أعلن الجيش تحقيقه خلال الساعات الماضية وتراجع الدعم السريع تقول مهدي: "ما يُقال عن تراجع الدعم السريع في الخرطوم وأم درمان هو تضليل إعلامي يروّج له الإسلام السياسي عبر منابر وأدوات إعلامية مرتبطة بتمويل خارجي، إذ إن ما جرى فعلياً هو عملية إعادة تموضع استراتيجية وتوزيع للقدرات العسكرية بما يحقق التفوق في معارك طويلة الأمد على مستوى العاصمة والأقاليم، وقد أكدت الوقائع على الأرض أن الدعم السريع لا يزال يحتفظ بقبضته على المواقع الحيوية في العاصمة، كما تمكن من صد محاولات زحف الجيش والفصائل التابعة له في أكثر من جبهة بل ووسع سيطرته في مناطق مهمة غرب أم درمان وجنوب الخرطوم".
وتابعت مهدي، "المبادرة السياسية والعسكرية لا تزال بيد الدعم وهو ما يُغضب خصومه ويدفعهم لاختلاق روايات الانسحاب والانهيار التي سرعان ما تُكذبها الصور الميدانية، وشهادات السكان المحليين الذين يرصدون يومياً تحركات قوات الدعم وانتشارها الواسع وتنظيمها العالي".
وأشارت عضو "قمم"، إلى أن"ما تقوم به بعض الفصائل الموالية للجيش من عمليات في عدد من المناطق السودانية يحمل أوجه تشابه خطيرة مع أساليب التنظيمات الإرهابية سواء في طريقة استهداف المدنيين على أساس الهوية والانتماء الجغرافي، أو في استخدام العنف العشوائي والنهب والسلب كأسلوب ممنهج لبسط السيطرة وبث الرعب".
واستطردت: " كما أن تسجيلات مصورة وشهادات شهود عيان أظهرت مشاهد إعدام ميداني واعتداءات على النساء ونهب ممتلكات عامة وخاصة، وهي ممارسات تخرج عن أي إطار عسكري منضبط وتضع هذه الفصائل في خانة الجماعات المتطرفة التي تستخدم السلاح خارج القانون، وتستهدف المجتمع نفسه تحت غطاء سياسي أو عسكري، بل إن بعض هذه الفصائل بات يتبنى خطابًا تعبويًا وتحريضيًا يقوم على الكراهية الدينية والعرقية، وهو ما يعمق من الشبه بينها وبين الجماعات الإرهابية التي نشطت في الإقليم خلال العقد الأخير".
وسردت مهدي أمثلة لأفعال الفصائل الموالية التي تشابه ممارسات التنظيمات الإرهابية تشمل، "ما حدث في مناطق جنوب الحلفايا وشرق النيل، حيث جرى إعدام شبان ميدانياً بعد اتهامهم بالتعاون مع
الدعم السريع دون أي محاكمة أو تحقيق، كما وثقت تقارير محلية اقتحام منازل المدنيين في حي الكدرو ونهب ممتلكاتهم بما فيها المواد الغذائية والأجهزة الإلكترونية، وهي أفعال تكررت في أحياء عد حسين والأزهري حيث أُجبرت أسر على مغادرة منازلها تحت تهديد السلاح"
وأردفت " كذلك شهدت مناطق في شمال كردفان وتحديداً في مدينة الأبيض عمليات تطهير على أسس قبلية، تم فيها اعتقال العشرات وتعذيبهم داخل مراكز احتجاز غير رسمية تتبع لفصائل قبلية تعمل تحت راية الجيش، ما يشبه إلى حد كبير ممارسات الميليشيات الدينية المتطرفة التي شهدها العراق وسوريا في فترات سابقة، حيث يُستخدم العنف المسلح لتحقيق نفوذ سياسي ومجتمعي على حساب المدنيين والأقليات".
في المقابل يقول المحلل السياسي السوداني، وليد علي، "لقد ترتب على هذه الحرب و على مدى سنتين و بضع أسابيع حالة من الغبن الاجتماعي العميق و الانقسام الإثني غير الخافي داخل مكونات المجتمع السوداني، و للحقيقة فإن قوات الدعم السريع تتحمل وزر هذا الانفجار الوحشي الذي يسود وسط المقاتلين، وهذا لأن قوات الدعم السريع قد استقبلت أعداد كبيرة من المقاتلين تحت ما يعرف بالفزع، و هي مجموعات عرقية تنتمي لعرب غرب السودان من قبائل البقارة و الأبالة البدوية، و ليس لهم أي تدريب عسكري منضبط بجانب انضمام أعداد كبيرة من معتادي الإجرام و تحديدا من كانوا بالسجون التي تم إطلاق نزلائها بعد دخول قوات الدعم السريع للمدن المختلفة التي سيطرت عليها".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" :"أدى هذا لتزايد الانتهاكات مع بداية الشهر الثالث للحرب بصورة كبيرة لم تتمكن معه قيادة قوات الدعم السريع من السيطرة على مستوى العنف الذي تمارسه قواتها ضد المدنيين، الذين بدورهم حملوا غبنا كبيرا ضد مكونات عرب دارفور و غرب كردفان و انضموا للمقاومة الشعبية التي دعت لتكوينها قيادة الجيش السوداني، و أيضا انضموا إلى لواء البراء بن مالك الذي ينتمي إلى الحركة الإسلامية و غيرها من الألوية و الكتائب التي تم تكوينها لمواجهة قوات الدعم السريع، و قد انضموا و هم يحملون رغبة شديدة في الانتقام من مقاتلين الدعم السريع، و تجاوزت هذه الرغبة حدود المقاتلين و أصبحت تستهدف في كثير من الاحيان أبرياء ليس لهم ذنب إلا انتماؤهم لقبائل عرب دارفور وغرب كردفان و هذا ما نشاهده حاليا في وسط السودان".
وتابع علي، "أما بالنسبة للقوات المشتركة فهي تحمل غبنا قديما تجاه مكونات عرب دارفور و تركة مثقلة بالرغبة في الانتقام من قوات الدعم السريع منذ سنوات عملها كقوات مشاة للجيش السوداني ضد تمرد حركات التمرد المسلحة في دارفور التي كانت تقودها مكونات القوات المشتركة الحالية، و هي أيضا قوات إثنية تنتمي لمجموعات دارفورية غير عربية و تعرف بالزرقة، و هذا صراع مرير و منفلت يجب وقفه فورا".
ويكمل، "من الواقع المشاهد نستطيع القول بأن قيادة طرفي الصراع بعيدة تماما عما يحدث في الميدان، أو أنهم على دراية و لكن ليس لهم سيطرة على قواتهم فيما تقوم به ميدانيا، وهذا خلل بائن يترتب عليه ضرورة التدخل لوقف هذا الصراع بقوة و إرادة، و إلا سوف ينتهي الحال بمزيد من الفوضى و لا يعرف القاتل لما يقوم بالقتل ولا المقتول فيم قتل، و تسود حالة من الهرج و المرج بعد انتهاء العمليات العسكرية في منطقة ما لفترة طويلة و لا فرق بين إن كانت الكفة مالت إلى الجيش السوداني و المتحالفون معه أم كانت للدعم السريع و المتحالفون معه، و المحصلة المزيد من الموت و الانتهاكات بحق المواطن المغلوب على أمره داخل المنطقة سيئة الحظ".
أما بخصوص انتماء أي فصيل عسكري لداعش (المحظور في روسيا) أو أي من المجموعات الإرهابية يقول علي: "هذه عناوين يقوم مستشاري الدعم السريع بتسويقها للحصول على تعاطف المجتمع الدولي و كأنهم يريدون أن يقولوا أنهم قتلوا إرهابيين و ليس مدنيين، ولا اعتقد أن تنظيمات داعش و القاعدة و بوكوحرام ترغب في العمل داخل السودان في المحيط الملتهب هذا، لأنه ببساطة لا يحقق أي من أهداف هذه المجموعات التي تستهدف المجتمع الدولي في قواته و مصالحه".
وقال علي، "هذا المزيج الفوضوي المعقد بالسودان يجعل هذه البلاد أسوأ مكان في الكرة الأرضية حاليا، حيث لا أمن و لا عمل و لا كرامة إنسانية سواء في مناطق سيطرة الدعم السريع أو مناطق سيطرة الجيش السوداني، ونؤكد على أن الأوضاع أسوأ في مناطق سيطرة الدعم السريع و الذي تحتاج قيادته لعمل إصلاحات هيكلية كبيرة تؤهله لإدارة الحياة المدنية بصورة لائقه، و هذا ما لا تريد قيادة الدعم السريع الاعتراف به".
واندلعت الحرب في
السودان، في 15 أبريل/ نيسان 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم للقتال.