وقال تقرير أمريكي، إن اقتراح الصياغة الجديدة يهدف لسد الفجوات بين إسرائيل وحماس، والتوصل إلى اتفاق وإبرام الصفقة.
ونقلت صحيفة "أكسيوس" عن مصادر، أن "الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة مع وسطاء قطريين ومصريين، تركز على المادة الثامنة في الاتفاق، المتعلقة بالمفاوضات التي من المفترض أن تبدأ بين إسرائيل وحماس أثناء تنفيذ المرحلة الأولى، من أجل تحديد الشروط الدقيقة للمرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل التوصل إلى هدوء مستدام في غزة".
ووفقا للمصادر، فإن حماس "تريد أن تركز هذه المفاوضات فقط على عدد وهوية السجناء الفلسطينيين الذين سيتم إطلاقهم من السجون الإسرائيلية، مقابل كل جندي إسرائيلي حي أو رهينة إسرائيلي محتجز في غزة".
وأشارت إلى أنه "ومن ناحية أخرى، تريد إسرائيل أن تكون لديها القدرة على إثارة موضوع نزع السلاح في غزة، وقضايا أخرى خلال هذه المفاوضات".
وقالت المصادر إن المسؤولين الأمريكيين صاغوا "لغة جديدة" للمادة 8 من أجل سد الفجوة بين إسرائيل و"حماس" ويدفعون قطر ومصر للضغط على "حماس" لقبول الاقتراح الجديد.
وأوضح مصدر آخر أن موافقة "حماس" على "اللغة الجديدة"، التي قدمتها الولايات المتحدة "ستسمح بإتمام الصفقة".
استهلاك إعلامي
قال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك حديثا عن تعديلات في البند رقم 8 من مقترح الهدنة، والذي يتعلق بوقف إطلاق النار المستدام ومن المفترض أن توافق إسرائيل بعد موافقة حماس على بعض التعديلات التي أضيفت على المقترح.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كل الشواهد والدلائل تؤكد أن الولايات المتحدة الأمريكية ماضية في دعمها لإسرائيل، وما تقوله واشنطن وإدارة بايدن، والرئيس الأمريكي نفسه مجرد مادة للاستهلاك الإعلامي.
وأكد أن الشواهد على الأرض تقول إن الجيش الإسرائيلي مستمر في عمليات الإبادة والقتل والتدمير في قطاع غزة، وشهد الجميع مجازر عدة في الساعات الماضية، وتوغل مفاجئ في المناطق التي كانت تقول إسرائيل إنها آمنة ووجهت المواطنين للتوجه إليها، وبالأمس حي الشجاعية كان مسرحا لقتل وتدمير إسرائيلي.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية مقبلة على انتخابات رئاسية، وتريد أن تكون الجولة القادمة، جلب مزيد من الأصوات، وتعلم جيدًا أن الوضع الحالي في الولايات المتحدة الأمريكية يصب غضبه على إدارة بايدن وتعامله مع الملفات، سواء الداخلية أو الخارجية.
ويرى صافي أن "الولايات المتحدة الأمريكية يمكنها وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حال أرادت ذلك، لكنها مستمرة في إعطاء إسرائيل الذخائر والقنابل وتوفير الدعم لها بكافة أنواع الأسلحة".
رغبة أمريكية
بدوره اعتبر الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الأمر الفصل في هذا النطاق هو أن تدرك الولايات المتحدة الأمريكية، بأن لا يمكن قبول هذا المقترح ما لم يوجد تعهد بوقف إطلاق النار وخروج إسرائيل عسكريا من كامل قطاع غزة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا ما يمكن أن تستند عليه واشنطن في مقترحها إذا أرادت أن ترضي المقاومة الفلسطينية داخل القطاع، أو دفعها للقبول بوقف إطلاق النار، باعتبارهما بندين أساسيين، يأتي من خلفهم الكثير من البنود المهمة، مثل الإفراج عن الأسرى، والإعمار ودخول المساعدات الإنسانية، وغيره.
وأكد أن الأساس الذي لا يمكن التنازل عنه بأي حال من الأحوال، وتدركه واشنطن والوسطاء، وجود ضمانة حقيقية بإيقاف كامل لإطلاق النار، وخروج إسرائيل عسكريا من قطاع غزة، بما فيه معبر رفح، ومحور فلاديفيا، ولن تقبل المقاومة بغير ذلك.
وقال إن إسرائيل هي من تعقد الصفقة، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تملك ما تستطيع أن تضغط به على حكومة نتنياهو لدفعها للقبول بهذا المقترح، ووقف إطلاق النار، الإشكالية في يد الطرف الأمريكي وليس الإسرائيلي، وكل ما يشاع في هذا الشأن غير منطقي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد قال الأحد الماضي، للقناة الـ14 الإسرائيلية إنه مهتم بالتوصل إلى "اتفاق جزئي" مع "حماس" من شأنه إطلاق "بعض الرهائن" المحتجزين في غزة والسماح لإسرائيل بمواصلة القتال في القطاع.
وفي وقت سابق، أوضح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أن المقترح الذي أعلن عنه أو الخطة التي طرحتها إسرائيل، تتكون من 3 مراحل، أولها وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع وإطلاق 30 أسيرا ثم إطلاق الأسرى كافة في مرحلة ثانية مع انسحاب إسرائيلي من غزة وعودة النازحين.