ما الذي ينتظر المنطقة خلال الفترة المقبلة، ولماذا تأخر الرد الإيراني على اغتيال هنية، والرد الأمريكي على إصابة جنوده في قاعدة "عين الأسد" بالعراق، وهل تمثل نوعية الرد من جانب طهران النقطة الفارقة التي سيترتب عليها أمور كثيرة مستقبلا؟
بداية، يقول الخبير الأمني العراقي، مخلد حازم الدرب: "في الحقيقة أن المشهد القادم معقد جدا في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص في الدول التي لديها أطراف ضمن محور المقاومة الإسلامية ووحدة الساحات".
"التنسيقية والمقاومة"
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "علينا أن نفرق بين مسمى تنسيقية المقاومة ومسمى المقاومة الإسلامية في العراق، حيث أن تنسيقية المقاومة هي اليوم جزء من التشكيلة الحكومية، وهي لا تتبنى تصريحات إعلامية في الوقت الراهن، التصريحات تتبناها المقاومة الإسلامية في العراق، وبعد ما حدث من جانب المقاومة وقيامها باستهداف أشخاص داخل قاعدة "عين الأسد"، بعد تلك العملية كانت هناك تصريحات من وزير الدفاع الأمريكي ونائبه، واعتبروا أن ما حدث لقاعدة "عين الأسد" هو اختراق للمصالح الأمريكية وسيتم الرد".
وتابع الدرب: "الرد الذي تحدثت عنه وزارة الدفاع الأمريكية نتيجة إصابة العسكريين داخل قاعدة "عين الأسد" بالعراق، هذا الرد إذا ما صدر من أوستن، فإن هناك شخصيات من المقاومة قد وضعت ضمن بنك أهداف الجانب الأمريكي، لكننا نعتبر التأخير في الرد جزء من التهدئة التي يحاول الجميع اليوم البحث عنها قبل الرد الإيراني على ما حدث في طهران من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية".
الرد الإيراني
وأكد الخبير الأمني العراقي أن "الرد الأمريكي على ما قامت به المقاومة العراقية ضد قاعدة "عين الأسد" قد يثير الساحة العراقية ويدفعها إلى الرد مرة أخرى واستهداف المصالح الأمريكية، وأتوقع أن لا تقوم أمريكا خلال الفترة القليلة القادمة بعملية رد على استهداف قاعدة "عين الأسد"، لكن أكيد أن الأمريكان الذين تمت إصابتهم سوف يقومون بعملية نوعية استباقية ضد شخصية قد تكون مهمة ضمن الخط الأول للمقاومة العراقية وفصائل المقاومة".
وأشار الدرب إلى أن "الوضع بصفة عامة متوتر جدا، فلا فصائل المقاومة ترضخ للتصريحات الأمريكية ولا الجانب الأمريكي يرضخ لتهديدات وتحذيرات الفصائل، لذا فإن ما سوف تقوم به إيران هو ما سيضع النقاط على الحروف في منطقتنا ومنطقة الشرق الأوسط، فهل ستقوم طهران بعملية نوعية مؤثرة داخل الكيان، هل ستكون هناك مشاركة من جانب محور المقاومة في العملية الإيرانية، أم أن إيران سوف تكتفي بعمليات من هنا وهناك من جانب "حزب الله" وفصائل المقاومة في العراق وسوريا، الجميع يترقب ما سيحدث خلال الأيام القادمة، والذي ستُبنى عليه الاستراتيجيات المستقبلية في المنطقة".
مرحلة جديدة
من جانبه، يؤكد الشيخ محمد التميمي، الأمين العام لفيلق "الوعد الصادق العراقي"، أن "محور المقاومة يقود مرحلة جديدة من التصعيد ضد التواجد الأجنبي في العراق، ولا وجود لأي اتفاق بعد فشل مفاوضات حكومة السوداني".
وقال في حديثه لـ"سبوتنيك": "سوف تشهد الأيام القادمة تصعيدا كبيرا سيحرق القواعد الأمريكية في "عين الأسد" و"الحرير" وقاعدة "k1"، حيث أن محور المقاومة في العراق لديه مرحلة جديدة من التصعيد ضد الوجود الأجنبي بالعراق، بعد فشل المفاوضات بخروج القوات الأمريكية، وانتهاء الاتفاقيات السابقة بين المقاومة وحكومة السوداني، على التهدئة مع الأمريكان".
معلومات استخبارية
وأوضح التميمي أن "المعلومات الاستخبارية لدى فيلق "الوعد الصادق" رصدت وصول قوات قتالية لهذه القواعد بحدود ألفين من المقاتلين الأمريكان إلى القواعد الأمريكية المتواجدة بالعراق، ونبارك العملية الأخيرة ضد تلك القوات التي تم فيها قتل جنود الاحتلال في قاعدة "عين الأسد"، ونعدكم بعمليات قادمة أشد وأقوى".
وأشار التميمي إلى أن "العملية الأخيرة ضد قاعدة "عين الأسد" كانت واضحة وسوف تستمر عملياتنا في الفترة القادمة بعد أن فشلت حكومة السوداني في ملف إخراج القوات الأمريكية، ولا تملك الشجاعة أن تصارح شعبها برفض الأمريكان الخروج من العراق".
ويوم الاثنين الماضي، أُطلقت صواريخ عدة على قاعدة "عين الأسد" العسكرية الأمريكية غربي العراق من قاذفة صواريخ، حسبما أفاد مصدر في الأجهزة الأمنية العراقية لـ"سبوتنيك"، وأسفرت العملية عن إصابة عدد من الجنود الأمريكيين.
وكان رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، قد قال في وقت سابق، إن "قدرات قوات الأمن العراقية تنامت بصورة كبيرة تظهر في مستويات الاستقرار والأمن، التي يشهدها العراق في الوقت الحالي"، منوهًا بأن "الوضع الأمني في العراق، يؤكد أن بغداد حققت تقدما في ملف إنهاء وجود التحالف الدولي بالبلاد"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع).
وأصبح موقف بغداد أكثر وضوحا بالنسبة لإنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، منذ تنفيذ واشنطن ضربات جوية على مواقع في سوريا والعراق، قالت إنها "كانت مصدرا لاستهداف جنودها فى قاعدة عسكرية في الأردن".
وأعلنت بغداد رفضها للقصف الأمريكي، وقالت إن "استمرار وجود التحالف الدولي في العراق، يزعزع استقرار المنطقة"، كما أكد رئيس الوزراء العراقي أن "القوات الأجنبية لم يعد لها دور في البلاد بعدما أصبح العراق، يمتلك قدرات أمنية متطورة".
ومنذ بداية تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تعرضت القواعد الأمريكية التي تقود التحالف الدولي في العراق، وكذلك القوات الأمريكية في سوريا، لهجمات منتظمة.