وأضاف في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن إسرائيل تسعى من وراء عمليتها العسكرية إلى تدمير الضفة وجرها إلى مربع العنف، وتدمير مقدراتها كما تفعل مع قطاع غزة، مستغلة الصمت الدولي والعربي تجاه جرائمها المستمرة.
وأكد أن ما يحدث جزء من المخطط الاستيطاني الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، ومحاولة لتغيير الديمغرافية الفلسطينية في الضفة، فيما تهدف بشكل أساسي إلى تهجير المواطنين الفلسطينيين من المخيمات، مشيرًا إلى أن هناك محاولة إسرائيلية لجر السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن إلى مربع الصراع.
وإلى نص الحوار..
بداية.. إلى أين وصلت العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية وتحديدا في جنين؟
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية منذ أيام ولا يزال الاجتياح الإسرائيلي الغاشم ضد مخيم ومدينة جنين قائمًا، ولا يزال هناك حصارا للمستشفيات وتدميرا للبنى التحتية، وعدد الشهداء والضحايا والمعتقلين في تزايد كل لحظة، هناك حصار لكل المستشفيات الموجودة في مدينة جنين سواء الخاصة أو الحكومية وانقطاع الكهرباء والمياه عن المدينة والمخيم والمستشفى الحكومي تحديدا.
كيف ترى المزاعم التي ساقتها إسرائيل لعمليتها العسكرية في الضفة الغربية ومحافظاتها؟
الجيش الإسرائيلي يهدف إلى تدمير الضفة الغربية، وجرها إلى مربع العنف، ويسعى لتدمير مقدرات الشعب الفلسطيني، كما يحدث في قطاع غزة، حيث يحاول أن يضخم الحالة الموجودة في الضفة من أجل تدمير ما يمكن تدميره هناك، خاصة أن العالم بصمته أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل أن تستمر في ارتكاب المزيد من الجرائم والمجازر، الحالة في محافظات الضفة الغربية تختلف تماما عن ما هو موجود في قطاع غزة، الإسرائيليون في كل لحظة بإعلامهم ووزير خارجيتهم يحاولون التحريض على السلطة الوطنية الفلسطينية، والضفة الغربية من أجل الضغط على ما يسمى المخيمات التي ترمز لحق العودة إلى الأراضي الفلسطينية التي هجروا منها عام 1948م.
وضعت إسرائيل منذ فترة طويلة مخططا لضم الضفة.. هل ما يحدث يعتبر التنفيذ العملي لهذا السيناريو؟
هذا جزء من المخطط الاستيطاني الإسرائيلي، لكن الجزء الأكبر من الأهداف الإسرائيلية هو محاولة تهجير أبناء المخيمات الموجودين في الضفة الغربية، والتضييق عليهم من أجل تشريدهم ومنعهم من العيشة بمخيمات الضفة، لكن المواطن الفلسطيني صامت وباقي على أرضه ووطنه.
إلى أي مدى نجحت إسرائيل في تغيير الوضع القانوني والتاريخي للضفة والمخيمات؟
الوضع لا يزال قائمًا على ما هو عليه، الفلسطيني صابر ومرابط على أرضه، والإسرائيلي يحاول أن يغير من الديمغرافية الفلسطينية ويحاول أن يضم الأراضي ويردمها ويسرقها حتى يكون هناك تضييق على المواطنين ضمن محاولة ضم الضفة الغربية، أو تهيجر السكان الفلسطينيين منها، كما يحوال في قطاع غزة لتهجير السكان إلى سيناء.
تقول إسرائيل إن التهجير خارج المخيمات مؤقت؟
قصة التهجير المؤقت الذي يطرحه الإسرائيليون خدعة، نعرف أن المؤقت لدى إسرائيل يعني إلى ما لا نهاية، كما حدث في عام 1948، حيث لم يعد أي فلسطيني لمنزله أو الأراض التي تم تهجيره منها، بالتالي هذا الادعاء الإسرائيلي بخروج المواطنين لفترة معينة حتى انتهاء العمليات العسكرية ومن ثم العودة مرفوض فلسطينيًا جملة وتفصيلا.
هل تحاول إسرائيل جر السلطة وأجهزة الأمن الفلسطينية إلى المعارك الدائرة في الضفة وجنين؟
نعم بالتأكيد، والأيام الماضية، حاولت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد استشهاد بعض الشباب من حركة فتح في الضفة الادعاء بأن السلطة الوطنية الفلسطينية تقوم بمواجهة الجيش الإسرائيلي بلباس مدني، وكذلك حركة فتح، وهو ادعاء باطل حيث تحاول إسرائيل أن تجر السلطة الوطنية لمربع العنف ولمعركة غير متكافئة من أجل تدمير كل مقدرات الشعب الفلسطيني.
إلى أي مدى يمكن ربط العدوان على قطاع غزة بما يحدث في الضفة الغربية الآن؟
الاحتلال الإسرائيلي يستغل انشغال العالم بما يحدث في قطاع غزة، ومسألة محاولة وقف إطلاق النار ومناقشة هدنة لتبادل الأسرى، وتقوم باليد الأخرى بشن عدوانها على محافظات الضفة الغربية، وفي النهاية من يشجعهم على هذا الاعتداء السافر، الصمت العربي والدولي، وعدم تدخل منظمات حقوق الإنسان للجم قوات الاحتلال ووقف ما تمارسه ضد الشعب الأعزل في محافظات الضفة الغربية.
بذكرك للموقف الدولي.. كيف ترى ردود الفعل تجاه ما يحدث في الضفة؟
موقف الدول العربية والجامعة العربية والمجتمع الدولي مجرد تصريحات فقط، ليس لها أي قيمة ولا تساوي الحبر التي تكتب به، وإسرائيل لا تنفذ أي من قرارات الأمم المتحدة التي تصدرها، فقط الالتزام بكل القرارات يكون من جانب السلطة الوطنية الفلسطينية، سواء قرارات الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية، لكن العالم كله على الضعيف، في ظل عدم اعتراف إسرائيل بأي قرار أممي، أو صادر من محكمة دولية، وهي مستندة إلى الولايات المتحدة الأمريكية ضد الشعب الفلسطيني صاحب الحق في أرضه.
وما آخر تطورات الوضع في جنين؟
الوضع حاليا صعب جدًا، لا يطاق، هناك قلق وتوتر دائم تجاه ما يجري داخل مدينة ومخيم جنين، الإسرائيليون منعوا الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف من الدخول في مخيم جنين، ولا توجد معلومات دقيقى لما يجري داخل المخيم والمنطقة الشرقية في مدينة جنين، حيث يمنع الاحتلال التجول والخروج أو الدخول من مدينة ومخيم جنين، فبعد أن قامت إسرائيل باجتياح جنين، قاموا بعزل المدينة والمخيم عن باقي المحافظات والبلدات ومنع الدخول والخروج منها.
أجرى المقابلة: وائل مجدي