وأوضح قاسم في حديث لإذاعة "سبوتنيك"، أن "الممارسات الغربية في هذا الاطار تؤكد غياب الواقعية السياسية لدى الغرب، وزيارة بوتين الى منغوليا تحمل في طياتها تأكيدا على متانة التحالفات الروسية بحيث لا يمكن للغرب التأثير عليها"، لافتا إلى أن "هناك تهالكا غربيا واضحا بعد فشله في الميدان الأوكراني مما دفعه إلى إطلاق تصريحات سياسة لا فعالية لها".
قاسم وإذ شدد على أن "الرئيس الأوكراني المنتهية ولايته، فلاديمير زيلينسكي، ومن خلفه الغرب يحاول أن يصور للعالم أن روسيا هي العدو الأساسي، فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أي هدف في الحرب التي يخوضها بالوكالة، لا بل على العكس أثبتت روسيا في مسارها في العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، بأن المشكلة ليست مع الشعب الأوكراني بل تكمن في سياسات النظام الأوكراني، إذ أن الجيش الروسي دائما ما يستبعد المدنيين والبنى التحتية في استهدافاته، على عكس أوكرانيا التي تريد لشعبها أن يدفع ثمن حرب ليست حربه".
وبيّن الخبير أن "الشعب الأوكراني فقد ثقته بالقيادة والجيش الأوكراني، وهو ما يظهر جليا عبر رفض الشباب الأوكراني الانضمام الى الخدمة العسكرية"، مضيفا أن "الرأي العام يرى بشكل واضح كيف تُدمّر الأسلحة الأمريكية بالسلاح الروسي وخصوصا الـ"إف-16" التي تعتبرها الولايات المتحدة الأمريكية فخر صناعة السلاح الجوي الأمريكي، ما قد ينعكس سلبًا على سوق تجارة الأسلحة الأمريكية".
وتابع أن "الولايات المتحدة الأمريكية تصر على عدم استخدام سلاحها في هذا المعركة، لأنها تخشى على سمعة أسلحتها بعد رؤيتها لنجاحات السلاح الروسي في الميدان وليس لاعتبارات أخلاقية، بحيث تبيّن للرأي العام أن هناك خسارة كبيرة تكبّدتها القوات الأوكرانية في الميدان، كما تبيّن أن العملية على كورسك كانت خدعة للجيش الأوكراني للدخول إلى هذه المنطقة ليصبح فريسة للسلاح الروسي، وهي مؤشر أيضًا على جهوزية الجيش الروسي في صد هذا الهجوم".
واعتبر قاسم أن "الهجوم الأوكراني الإرهابي على كورسك بمساعدة غربية وأمريكية يهدف إلى امتلاك أوكرانيا أوراق ضامنة تذهب بها الى المفاوضات إلا أن فشل هذه العملية باعتراف زيلينسكي منعت تحقيق هذا الهدف، لا سيما بعد خسارة نظام كييف للعديد من الجبهات بحيث لم يستطع الحفاظ على المناطق التي دخلها بل هناك تقدّم للقوات الروسية".
وقال قاسم: "هناك نوايا غربية لاستنزاف روسيا على المدى الطويل"، وأشار إلى أن "الحديث عن دعم غربي لأوكرانيا عبر الأصول الروسية يعني أن هذه الأزمة ستطول وأن هنالك نية غربية باطالتها لمدة 10 سنوات، وعليه تسعى الدول الغربية إلى استنزاف القوات الروسية فيها وحتى الأوكرانية، إلا أن الرأي العام تبدل، الأمر الذي بدا واضحا عبر الصفعة التي تلقتها حكومة أولاف شولتس في الانتخابات الألمانية والناتجة عن معارضة الالمان للحرب في أوكرانيا".
وفي الآونة الأخيرة، أصبحت الأفكار حول الصراع المسلح المباشر بين الناتو وروسيا مسموعة بشكل متزايد في الغرب.
وأشار الكرملين إلى أن روسيا لا تهدد أحدا، لكنها لن تتجاهل الأعمال التي قد تشكل خطرا على مصالحها.