معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"

نظمت مجموعة من شباب مدينة حلب، معرضا للمأكولات التراثية في المحافظات السورية، على أن يذهب ريع المعرض لتمويل العمليات الجراحية، التي يحتاجها المرضى الفقراء في المدينة.
Sputnik
وتجمعت خلال المعرض جميع المدن السورية بتراثها وإرثها الشعبي، عبر عروض فلكلورية ومأكولات من المطبخ السوري الشهير بأطباقه الشهية، في تأكيد على تنوع المجتمع السوري وحيويته ومحبته للفرح والحياة بعد سنوات حرب قاسية.
ومع لحظات غروب يوم أمس الاثنين، توافد مئات الشباب والسيدات وكبار السن والأطفال، لحضور معرض المأكولات الشعبية الخيري "لقمتك بتشفي غيرك"، الذي أقيم ضمن فعاليات أسبوع النور "نور من حلب" بنسخته الثالثة، الذي تنظمه مطرانية حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس، في رسالة للعالم بأن حلب حية ومتجددة لا تموت، وأهلها ماضون بكافة أطيافهم في مسار الإعمار والبناء لتعود أفضل مما كانت عليه وإن واجهتهم صعوبات وعراقيل.
1 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
2 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
3 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
4 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
5 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
6 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
7 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
8 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
9 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
10 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
11 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
12 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"
13 / 13
معرض للمأكولات التراثية السورية في حلب "لشفاء المرضى"

"مطابخ إنسانية"

احتضن معرض المأكولات الشعبية، الذي نظمه شبان وشابات، مطابخ المدن السورية كافة بأكلاتها التراثية الشعبية، عبر تخصيص أقسام محددة للمأكولات التراثية يشارك فيها عدد من الشباب والسيدات، والغاية ليس الأكل، وإنما إظهار حالة التكافل الاجتماعي بين السوريين ومساعدتهم لبعضهم في الأزمات، حيث سيعود ريع المعرض وتبرعاته إلى دعم العمليات الجراحية للفئات الأكثر هشاشة واحتياجا، كما تقول الشابة جوسلين أورفلي، لـ"سبوتنيك": "نمثل في المعرض المطبخ الحلبي الغني بمأكولاته الشهية، وهدفنا إنساني بالمطلق عبر المساهمة في مساعدة الناس المحتاجة إلى إجراء عمليات جراحية ولا تقدر على إجرائها في ظل ارتفاع تكاليفها".

تتفق معها الشابة ريما شكور، من جمعية "إيمان ونور" لذوي الاحتياجات الخاصة، والتي ترتدي زيا شعبيا تراثيا، قائلة: "نسعى من مشاركتنا إظهار حقيقة محبة مدينة حلب للفرح والتأكيد أنها ستبقى تصنع الحياة ولو من رحم الحرب، ورغبة أهلها في فعل الخير والتكافل مع بعضهم".

أسواق حلب التاريخية تنبعث مجددا وقلوب تجارها تتلهف إلى "الأيام الخوالي"

العطاء يولد المحبة والفرح

وجوه الحاضرين من أبناء حلب والمدن السورية الأخرى، الذين قدموا لحضور فعاليات "أسبوع النور" ارتسمت عليها الفرح والغبطة عند مشاهدة العروض المسرحية الفلكورية وخاصة رقصات الأطفال، لكن سعادتهم الأكبر كانت عند المشاركة بعمليات التبرع لدعم العمليات الخيرية، فكما تقول السيدة الثمانينية، مريم حنا عبدو، أن "العطاء يولّد الفرح والمحبة في القلوب، واليوم هذه اللمة الحلوة تؤكد أن حلب، التي لا تشبه أي مدينة أخرى، مدينة تنبض بالحياة وستعود أجمل وأقوى من السابق".
يوافقها الرأي رياض أفرام، الذي شدد على حق أهالي حلب بالفرح بعد سنوات صعبة عاشوها خلال الحرب، واليوم من خلال القدوم إلى هذا المعرض التراثي يؤكدون محبتهم لمدينتهم ومسؤوليتهم الاجتماعية تجاه الآخرين المحتاجين إلى العون، ليساهموا معا في إعادة بناء مدينة حلب من جديد كما تستحق.

وتشير شكور القادمة من مدينة السويداء إلى أن معرض المأكولات الشعبية، يدلل على تنوع المجتمع السوري ورغبة أبنائه في مواصلة الحياة وإعادة بناء سورية وليس حلب فقط، والإحساس بالآخر، الذي يعد شكلا من أشكال المجتمع المتطور والتنموي.

جينات متوارثة وحناجر ذهبية شابة تحمي "القدود الحلبية" من الاندثار

نشر الفرح والحياة

متروبوليت أبرشية حلب والإسكندرون وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران أفرام معلولي، تحدث لـ"سبوتينك"، عن أسباب تنظيم أسبوع النور "نور من حلب" سنويا، قائلا: "هدفنا الأساسي التأكيد على تماسك المجتمع السوري وقدرته على النهوض والإعمار، فاليوم النور ينبثق من حلب بتاريخها وتراثها وحضارتها العريقة، ومحبة أبنائها الساعين بكل جهودهم لإعادة بنائها".
وأضاف: "معرض "لقمتك بتشفي غيرك" جسّد عند عرض مأكولات تراثية مختلفة من المطبخ الحلبي والدمشقي والحموي والشركسي والأرمني وغيرهم، تنوع المجتمع السوري وترابطه، ومحبته لفعل الخير".

وتابع المطران معلولي: "الهدف طبعا ليس الأكل، بالإضافة إلى غايته الإنسانية بمساعدة المحتاجين للعمليات الجراحية، وتقديم العلاج الشافي، نسعى إلى نشر الفرح والحياة من خلال لمة المحبة، المتمثلة بحضور عدد كبير من أبناء حلب والمدن السورية الأخرى وإبراز الجانب المضيء والمشرق من مدينة حلب، التي تواصل النهوض والإعمار والحياة".

حلب تستعيد ذهبها الأحمر

هدف اجتماعي وإنساني

الاهتمام بتفاصيل عديدة تركز على تنوع المجتمع السوري، وجلب مطابخ المدن السورية إلى مكان واحد ومشاركة فئات وأعمار مختلفة يدلل على حالة تنظيم جيدة مدروسة بدقة، وهنا يؤكد، إبراهيم نصير، من اللجنة المنظمة، أن "الغاية الأساسية من معرض "لقمتك بتشفي غيرك"، زرع الابتسامة والفرح في نفوس أهل حلب، والتأكيد للعالم أن مدينة الشهباء تتجدد باستمرار ولا تموت كما يروج البعض، كما أن قدوم عدد كبير من العائلات الحلبية إلى المعرض يدلل على حيوية أهالي حلب ومحبتهم لفعل الخير".
بدوره، لفت المشرف على تنظيم المعرض، دميتري عيسى، إلى غايته الاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، حيث سيعود ريعه إلى صندوق العمليات الجراحية، علما أن التبرع لن يقتصر على عمليات بيع المأكولات الشعبية، فهناك بطاقات برونزية وفضية وذهبية تقدر قيمة كل منها بملايين الليرات ستدخل الصندوق، إضافة إلى رغبة عدد من المتبرعين، الذين تواصلوا مع اللجنة المنظمة للمساهمة بهذا العمل الإنساني.
هجرة الأطباء نزيف مستمر.. سوريا تخسر "جيشها الأبيض" جراء الظروف الاقتصادية
وزير السياحة السوري لـ"سبوتنيك": توقيع اتفاق مع محافظة اللاذقية لإقامة حاضنة تراثية
مناقشة