قد يكشف قياس المجال البصري البسيط عن تشوهات لا يدركها بعض المرضى، أو يعتبرونها طبيعية. ولا يهتمون بالإبلاغ عن أي تشوهات في مجال الرؤية.
ومع ذلك، فإن العديد من تشوهات مجال الرؤية تخفي أورام المخ، مثل ورم الغدة النخامية، أو الألياف العصبية التي تضغط عليها الأوعية الدموية. ويعاني العديد من المرضى من مشاكل مختلفة في الرؤية وصحة العين، والتي تبين أن سببها مرض لم يعرفوا أنهم مصابون به.
وبالتالي، فإن حركات العين غير الطبيعية، واستجابات الحدقة غير المتماثلة، ومشاكل القراءة المفاجئة أو ظهور ازدواج الرؤية كلها علامات تحذيرية تتطلب المزيد من الفحص البصري والعصبي.
مرض السكري
يُقدر أن مرض السكري لا يتم تشخيصه عمومًا إلا بعد ستة إلى 13 عامًا من ظهوره. ويمكن أن يؤدي فحص العين إلى تقصير هذا التأخير لأنه غالبًا ما يكون من الممكن تحديد الآفات المميزة للمرض في الجزء الخلفي من العين قبل ظهور أعراض أخرى لمرض السكري.
التشخيص المبكر أمر بالغ الأهمية، حيث أنه في غضون خمس سنوات من التشخيص (أي بعد 11 إلى 15 سنة من ظهور مرض السكري)، يصاب 25% من مرضى النوع الأول (سكري الأطفال) و40% من مرضى النوع الثاني (سكري البالغين) الذين يعالجون بالأنسولين بآفات في العين يمكن أن يكون لها تأثير كبير على بصرهم.
كشف القاتل الصامت
يزيد ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية، أو السكتة الدماغية.
والعين هي المكان الوحيد في جسم الإنسان حيث يمكن رؤية الأوعية الدموية دون الحاجة إلى إجراء شق أو استخدام تقنيات جراحية. ويمكن رؤية ارتفاع ضغط الدم (المعروف بالقاتل الصامت) من خلال الأوعية وعلامات محددة للغاية على شبكية العين، حيث يخلق ارتفاع الكوليسترول في الدم رواسب الكوليسترول داخل الأوعية.
ويرتبط تصلب الشرايين بظهور لويحات "هولنهورست"، والتي يمكن رؤيتها أيضًا داخل الأوعية الدموية في العين. ويمكن أيضًا رؤية الكوليسترول في القرنية، أو في الملحقات (الزانثلازما).
الغلوكوما
الغلوكوما (الماء الأزرق) عبارة عن مجموعة من اضطرابات العين التي تؤدي إلى تلف تدريجي للعصب البصري. يرتبط هذا المرض بالإفراط في إنتاج الخلط المائي في العين أو عجز في إخلائه.
ويرتفع الضغط داخل العين بعد ذلك ويؤدي من خلال آليات مختلفة إلى فقدان الألياف العصبية في العصب. ويضيق المجال البصري ببطء شديد، وبالتالي يمكن أن يمر دون أن يلاحظه أحد.
وبحلول الوقت الذي يؤثر فيه هذا الفقدان في الرؤية عليهم، غالبًا ما يكون متأخرًا، لذلك يمكن أن يكون الضرر الذي يلحق بالعصب البصري واسع النطاق للغاية. إن هذا الضرر يصيب العين بشكل رئيسي، على الرغم من أنه قد يحدث أيضًا نتيجة لتأثير بعض الأدوية (مثل الكورتيزون).
السرطان
يمكن أن تسبب السرطانات التي تصيب العين (ورم الشبكية) نقائل إلى الرئتين والكبد. وغالبًا ما يتطور المرض دون أعراض حتى فوات الأوان. لذا فإن الاكتشاف المبكر أمر بالغ الأهمية، لأن بقاء المريض على قيد الحياة على المحك.
قد ترتبط أنواع أخرى من الصبغة الشبكية غير المصحوبة بأعراض بسرطان القولون، والذي يكون تشخيصه سلبيًا للغاية إذا تأخر العلاج.
إن التعرف المبكر والمراقبة الدقيقة لصحة العين يقلل بشكل كبير من خطر العمى، والذي يمكن أن يحدث عندما لا يتم علاج المرض.
وبحسب المقال النشور في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإن الاستشارات المنتظمة مع طبيب العيون أكثر أهمية من أي وقت مضى، حتى عندما لا توجد أعراض. يمكن اكتشاف العديد من الاضطرابات وعلاجها لتقليل الأمراض أو منعها تمامًا.