ماذا يعني توسيع إسرائيل لأهداف الحرب على غزة وما تداعيات هذه الخطوة؟

في تحول جديد لمسار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفشل آخر للتحركات الدولية لإبرام صفقة، أعلنت إسرائيل عن توسيع أهداف الحرب التي تخوضها.
Sputnik
وأعلن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أمس الثلاثاء، عن توسيع أهداف الحرب التي تخوضها البلاد لتشمل إعادة سكان الشمال الذين فروا من الاشتباكات عبر الحدود مع حليف "حماس"، "حزب الله" اللبناني.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "قام المجلس السياسي الأمني بتحديث أهداف الحرب هذا المساء، لتشمل ما يلي: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم".
وطرح البعض تساؤلات بشأن دلالات هذه الخطوة، وتداعياتها على المنطقة، وإمكانية أن تسهم في نشوب حرب إقليمية، أو أخرى واسعة في لبنان.

مشهد حربي تصاعدي

نتنياهو: إعادة سكان الشمال إلى بيوتهم بات أحد أهداف الحرب
اعتبر داوود رمال، المحلل السياسي اللبناني، أن توسيع إسرائيل أهداف الحرب يعني تحول غزة إلى جبهة إسناد، والجبهة الأساسية تصبح جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، هذا الوضع بدأ في التكشف منذ أسبوعين، إضافة إلى ما حدث بالأمس من اختراق أمني وضع "حزب الله" أمام تحديات كبيرة، وهي أن الإسرائيلي يحضر مفاجآت غير سارة لمحور المقاومة، وعليه استعادة منظومة توازن الردع بما يكفل الحد الأدنى من الحماية للبنان، والحزب.
وتابع: "نحن أمام مشهد خطير، قد يقودنا إلى توسيع نطاق العمليات الحربية، لأن حزب الله ملزم بالرد على ما حدث بالأمس، بعد إصابة نحو 4 آلاف من عناصره، وبالتالي الرد يجب أن يكون سريعا وليس ترك الأمور للوقت المناسب، لأنه هذه العملية إذا لم تردع، علينا انتظار عملية أكبر وأخطر".
وقال إننا أمام مشهد حربي تصاعدي، سيستمر إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ولا يوجد في الأفق حل أو تسوية، لا لوقف إطلاق النار في غزة، أو إعادة الهدوء للجبهة اللبنانية، ربما يبدأ الحديث عن التسوية مع استلام الإدارة الأمريكية الجديدة مقاليد السلطة في البيت الأبيض.

خلط الأوراق

الكرملين: يجب إجراء تحقيق شامل في انفجارات أجهزة "البيجر" في لبنان
من جانبه اعتبر فادي أبو بكر، المحلل السياسي الفلسطيني، أن إسرائيل تستغل الدور المحدود والضعيف للمنظومة الدولية، في مقدمتها مجلس الأمن والأمم المتحدة، وضعف موقف المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية، إلى جانب الدعم الأمريكي المستمر.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من مباحثات ونقاشات، مجرد أدوات ضغط للاستهلاك الإعلامي، بيد أنها تدعم إسرائيل بالفيتو في مجلس الأمن، فيما تستمر تل أبيب في توسيع أهدافها العسكرية، وتعيد ترتيب الأوراق السياسية والعسكرية في المنطقة برمتها.
وأكد أن إسرائيل تستغل كل هذه العوامل مجتمعة، إضافة إلى تشوش المشهد الداخلي الإسرائيلي، وتسعى لتحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف في المنطقة، وهذا الأمر مستمر ما لم يكن هناك تحول إقليمي أو دولي أو حتى أمريكي يفرض وقف الحرب على غزة.
ويعتقد أبو بكر أن كل ما يجري الحديث عنه من تصعيد على الجبهة الشمالية، أو مع إيران واليمن، مجرد غطاء إسرائيل لإلهاء العالم عما يجري من مخططات وحرب إجرامية في قطاع غزة والضفة والقدس، وهي ساحة الحرب المركزية، ومركز المخططات التوسعية، وحجر الزاوية للتحركات الإسرائيلية.
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
يشار إلى أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.
وزير الطاقة اللبناني لـ "سبوتنيك": لبنان يعيش اليوم فاجعة ومتضامن إلى أبعد الحدود مع "المقاومة"
وفي وقت سابق، أفاد مراسل وكالة "سبوتنيك" في لبنان، بأن هجوما إلكترونيا استهدف أجهزة الاتصال في لبنان مما تسبب في إصابة الآلاف من اللبنانيين.
وأدانت وزارة الخارجية الروسية، اليوم الأربعاء، انفجار أجهزة "البيجر" اللاسلكية في لبنان، معتبرة ذلك عملا من أعمال الحرب الهجينة.
وجاءت تصريحات وزارة الخارجية الروسية على لسان المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، خلال إحاطة إعلامية على هامش "المنتدى النسائي الأوراسي الرابع"، قالت فيه إن موسكو تدين بشدة الهجوم غير المسبوق على لبنان ومواطنيه وتعرب عن تعازيها لعائلات الضحايا.
ولا تزال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة مستمرة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حينما أعلنت حركة حماس، التي تسيطر على القطاع، بدء عملية "طوفان الأقصى"؛ وأطلقت آلاف الصواريخ من غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها بلدات إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما تسبب بمقتل نحو 1200 إسرائيلي، علاوة على أسر نحو 250 آخرين.
مناقشة