ويرى الخبراء أن الأسلحة والتكنولجيا الغربية باتت بمثابة سلاح يمكن أن يوجه ضد الخصم، متى تعارضت المصالح، كما يمكن أن تعطل الأسلحة والأجهزة الحديثة في أي وقت من جانب الشركات والدول المصنعة، الأمر الذي عزز "أزمة الثقة" بين الدول العربية والغرب.
وكان عدد كبير جدا من أجهزة الـ"بيجر" قد انفجر في أجزاء مختلفة من لبنان، يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، وأصيب ما يصل إلى أكثر من 3 آلاف شخص، وتوفي 37 آخرين، ولم يعرف بعد سبب التفجير المتزامن لآلاف الأجهزة، واتهم "حزب الله" والسلطات اللبنانية "إسرائيل في الحادث.
في الإطار قال الخبير الأمني المغربي، محمد الطيار، إن تفجير أجهزة "البيجر" في لبنان، سيكون له العديد من التداعيات.
أزمة ثقة
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن عميات تفجير الأجهزة "البيجر واللاسلكي"، هي حرب هجينة أي الجيل الخامس من الحروب، باستخدام عدة أساليب لإلحاق الضرر بالخصم.
ولفت إلى أن العملية التي قامت بها إسرائيل، لها انعكاساتها بشأن مدى الثقة بالتكنولوجيا الغربية، وستدفع العالم العربي بشكل أكبر للتوجه نحو التكنولوجيا الروسية والصينية، خاصة في ظل المخاوف من تكرار ما حدث في لبنان.
أنظمة الحماية
وتابع: "أن العديد من الدول ستتجه للحصول على أنظمة الحماية المضادة لعمليات القرصنة وكل ما يتعلق بالأمن السيبراني، نظرا لخطورة ما حدث في لبنان".
وشدد على أن الخطوة لها تأثيرها الكبير بشأن إمكانية الاعتماد على التكنولوجيا الغربية والتي يمكن تحويلها في أي وقت لأسلحة فتاكة، من أجل حماية إسرائيل التي يحميها الغرب بكل الوسائل.
مفهوم السيادة
في الإطار قال أحمد ميزاب، الخبير الأمني العسكري والأمني الجزائري، إن ما حدث في لبنان، بعث بأسئلة هامة ترتبط بمدى الثقة في التعامل مع الغرب، واستيراد التكنولوجيا أو الأسلحة منها، والتي يمكن أن تعطل في أي وقت.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أننا نعيش مرحلة الانكشاف المعلوماتي في الوقت الراهن، حيث أصبحت كافة المعلومات متاحة عبر التكنولوجيا التي نستعملها في الوقت الراهن.
وشدد على ضرورة التفكير البعيد المدى، في تأسيس مقومات السيادة، من خلال امتلاك الدول التكنولوجيا الخاصة بها.
مخاطر محتملة
ولفت إلى أن هناك أزمة ثقة بين دول العالم الثالث والدول العربية من جهة، والغرب من جهة أخرى، خاصة أن الاعتماد على الأسلحة والتكنولوجيا الغربية يشكل مخاطر كبيرة.
ويرى أن هناك ضرورة لخلق أدوات لتأمين سيادة الدول من المخاطر الحالية والمحتلة، عبر تعزيز البحث العلمي، والتعاون بين الدول العربية وبعضها في إطار الحفاظ على السيادة والأمن الجماعي.
عمليات تجسس
في الإطار قال الخبير الأمني والعسكري العراقي، أعياد الطوفان، إن، إن إسرائيل أطلقت قبل فترة القمر الصناعي "افق 3" والذي خصص للتجسس على الموبايل والحاسوب، وخاصة في لبنان بشكل كامل.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الأجهز الغربية والتكنولوجيا هي بمثابة "جاسوس" على الجميع حتى المواطن البسيط.
دمار شامل
وأكد السيناتور الروسي ألكسي بوشكوف، أن الانفجارات الهائلة لأجهزة النداء الآلي (بيجر) في لبنان، أصبحت سلاحاً جديداً في معركة إبادة البشر.
وقال بوشكوف عبر حسابه على تطبيق "تلغرام": "لقد تم تطوير سلاح جديد من أسلحة الدمار الشامل، يعتمد على آليات الاستهلاك الجماعي ويتم استخدامه أمام أعيننا. بعد الفيروسات، كلمة جديدة في الحرب القاسية ضد الإنسان".
وأشار إلى أن "الإنسان المعاصر يتدهور بسرعة بسبب جهود أولئك، الذين يبتكرون المزيد والمزيد من وسائل الدمار لتدمير البشر بلا كلل أو ملل".
ووفقا له، فإن أولئك "يستمتعون بإفلاتهم من العقاب ولا يدركون أنهم يعملون في النهاية على تدمير أنفسهم".
يأتي ذلك فيما يتواصل الاستهداف المتبادل جنوبي لبنان، بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث يتبادل الجانبان القصف عبر الحدود بشكل شبه يومي.
إلا أن حدة التوترات تصاعدت، في الآونة الأخيرة، إلى حد كبير متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسّع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وتتزايد المخاوف عالميا من نشوب حرب بين إسرائيل و"حزب الله"، تتحول إلى صراع إقليمي أوسع يجر دولا أخرى في المنطقة.