أطفال مصابون يعانون بلا مراكز علاجية
وصفت والدة الطفل سماح البعلبكي، كيف اضطرت هي وإيليو وجزء من عائلتها للنزوح من بلدة حداثا في قضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، بعدما تم استهداف البلدة من قبل الجيش الإسرائيلي، ما أدى إلى تدمير كامل منازل البلدة بما فيها منزل عائلتها.
أجواء غير صحية واشتداد المرض
وأشارت والدة إيليو إلى أنه بسبب الظروف الصعبة التي رافقت انتقال عائلتها إلى بيروت، انتكست صحة الطفل، وأصيب بعدة أمراض منها التهاب حلقه وأذنيه ما أدى إلى انخفاض مناعته، الأمر الذي منعه من أخذ العلاج في إحدى المناسبات لأن تراجع المناعة لا يسمح للمريض بتناول جرعة العلاج.
مراكز معالجة السرطان... ضغط كبير وعجز في الميزانية
وأوضحت باشا أن هذه الصعوبات تضاف إلى العوائق التي نجمت عن تفجر الأزمة الاقتصادية في البلاد في العام 2019، والتي أدت الى نقص في دواء السرطان أو انقطاعه، عدا عن انقطاع عدد من المواد الأساسية الأخرى المرافقة للعلاج، علما أن المركز يتولى علاج نحو 400 طفل مصاب بالسرطان.
وأضافت أن من الصعوبات أيضا تأمين الأدوية المرافقة للعلاج، لذلك فلقد لجأ المركز إلى توفير هذه المواد مسبقا لمدة شهر، وشددت على أن المركز بات يعاني من عجز مالي قيمته 3 مليون دولار مطالبة الدولة اللبنانية والمؤسسات والأفراد للمبادرة بالتبرع للمركز لمعالجة هذه المشكلة.
تقصير حكومي وأطفال بلا علاج
وأوضحت الدكتورة سبيتي، أن نسبة الشفاء بين الأطفال المصابين بالسرطان تكون عالية جدا وقد تصل إلى 90 أو 95%، خصوصا إذا ما تأمن العلاج والظروف الصحية الملائمة للمريض، بشرط أن يكون العلاج منتظم وذو نوعية جيدة ومتواصلة.
وأضافت أن ما يفاقم من مشكلات المرضى هو ظروف النزوح والعيش في مراكز إيواء أو منازل مزدحمة لا تتوفر فيها الظروف الصحية الملائمة لعدم انتقال الأوبئة أو الفيروسات، خصوصا أن مناعة مرضى السرطان تكون ضعيفة جدا، وبالتالي فهم بحاجة الى بيئة معقمة ومعزولة عن الازدحام للتخفيف من احتمال انتقال العدوى. لذا فإن هذا الوضع يشكل عاملا يؤثر سلبا على تعافي وشفاء المرضى، عدا عن عدم التأكد من سلامة الغذاء أو نظافة الحمامات المشتركة في مراكز الإيواء.