المدرسة الإنجيلية التي كانت مخصصة سابقًا للطلاب، أصبحت اليوم ملاذًا آمنًا لأكثر من 350 شخصًا فرّوا من منازلهم بحثًا عن الأمان.
وتقاسمت العائلات النازحة الفصول الدراسية التي أصبحت مأوى مؤقتًا لهم، فيما يتواجد الأطفال في كل زاوية يحاولون التأقلم مع واقعهم الجديد وسط الألعاب القليلة المتاحة والموارد المحدودة.
كاميرا "سبوتنيك" بيروت تجولت داخل المدرسة لرصد الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها النازحون.
والتقت الأخصائية الاجتماعية مارينا التي قالت: "الآن هناك 58 عائلة أو 380 شخصًا. هؤلاء جميعهم أشخاص أتوا من مناطق مختلفة من جنوب لبنان وبيروت. تم توزيع الأشخاص في الملعب وعلى السطح، وجميع المقاعد المتاحة مشغولة. كل من يعيش هنا مشغول بشيء ما. الناس يعملون، ويساعدون الآخرين. فتحنا أبوابنا ونفعل كل ما في وسعنا".
والتقت كاميرا "سبوتنيك" الممرضة ملك التي عبّرت عن تعاطفها قائلة: "جئت إلى هنا كمتطوعة لمساعدة كل هؤلاء الأشخاص الموجودين هنا، سواء داخل المبنى أو خارجه. أنا أبحث عن الأدوية المتوفرة، وإذا لم يكن هناك دواء، أطلب من أصدقائي المساعدة".
وقالت امرأة مسنة نازحة من جنوب لبنان: "إنه أمر صعب للغاية عندما تقضي حياتك كلها في منزلك الخاص، ثم يتعين عليك الهرب إلى مكان ما، وتترك بلا مأوى، وتتعرض للإذلال".
وأضافت السيدة: "عمري 64 عامًا، وهذه أصعب حرب رأيتها بالفعل. الحمد لله، نحن أفضل بكثير هنا من العديد من مواطنينا، لكنهم قطعوا عنا حتى الأوكسجين".
وتابعت السيدة: "كنا نعيش بشكل جيد، وكان لدينا المال، وكنا نشتري اللحوم، وكان بإمكاني شراء المزيد، يمكنني أيضًا توفير بعض المال وبناء منزل جديد. أحب منزلي كثيرًا، فهو قصر بالنسبة لي. وكان المستشفى في الجهة المقابلة تمامًا، وكان من المناسب النزول إليه، حيث يقوم الطبيب بفحصي".
ويشار إلى أن القصف الإسرائيلي على عدة مناطق في لبنان قد تسبب في تهجير أكثر من 1.2 مليون شخص.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي، إن "لبنان يشهد أكبر نزوح جماعي في تاريخه نتيجة القصف الإسرائيلي"، مؤكدًا أن "نحو مليون شخص أجبروا على مغادرة مناطقهم".