كان العام الماضي هو الأكثر جفافًا في المغرب منذ 80 عامًا، حيث انخفض معدل هطول الأمطار بنسبة 48 في المئة، وفقًا لتقرير من المديرية العامة للأرصاد الجوية.
لكن في هذا العام، أصبحت الكثبان الرملية الذهبية الجافة مليئة بالبرك والبحيرات المتجددة، في مدينة مرزوكة المغربية نتيجة للهطولات المطرية الغزيرة. حيث أصبحت الصحراء خضراء مرة أخرى، وحصلت الحيوانات على الطعام مرة أخرى، وعادت النباتات وأشجار النخيل إلى الحياة.
مرزوكة هي بلدة سياحية تقع على بعد نحو 600 كيلومتر (370 ميلاً) جنوب شرق العاصمة الرباط. وبحسب سكان محليين، فإن الحوض الموجود في المدينة كان قاحلا لمدة 20 عامًا تقريبًا.
تأتي الأمطار الغزيرة النادرة في الوقت الذي تكافح فيه المملكة المغربية الواقعة في شمال إفريقيا أسوأ جفاف لها، منذ ما يقرب من 40 عامًا، مما يهدد قطاع الزراعة الحيوي اقتصاديًا.
ووصفت وكالة الأرصاد الجوية في المملكة هطول الأمطار الغزيرة الأخيرة بأنها "استثنائية". وأرجعت ذلك إلى تحول غير عادي في منطقة التقارب بين المدارين، المنطقة الإستوائية حيث تلتقي الرياح من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، مما يتسبب في العواصف الرعدية والأمطار الغزيرة.
وقالت فاطمة دريوش، عالمة المناخ المغربية: "كل شيء يشير إلى أن هذا علامة على تغير المناخ. لكن من السابق لأوانه القول بشكل قاطع دون دراسات شاملة". وأكدت دريوش على أهمية إجراء المزيد من البحوث لربط هذا الحدث باتجاهات مناخية أوسع نطاقا.
لكن في سبتمبر/ أيلول الماضي، تسببت الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات في الأجزاء الجنوبية من المغرب، في حين شهدت الجزائر المجاورة أمطارًا وفيضانات مماثلة، وفقًا للسلطات المغربية.
وفي جنوب المغرب، ساعدت الأمطار في ملء بعض الخزانات جزئيا وتجديد طبقات المياه الجوفية. ولكن لكي ترتفع هذه المستويات بشكل كبير، يقول الخبراء إن الأمطار ستحتاج إلى الاستمرار لفترة أطول من الزمن. كما عادت المياه إلى مناطق صحراوية أخرى مثل عرق زنايكي، على بعد حوالي 40 كيلومترًا جنوب مرزوكة.
وبحسب التقرير المنشور في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، فإنه وفقا لوكالة الأرصاد الجوية المغربية، فإن مثل هذه الأمطار الغزيرة قد تصبح متكررة بشكل متزايد، "مدفوعة جزئيا بتغير المناخ مع تحرك منطقة التقارب المدارية إلى الشمال".