تروي سيلين نحلة، البالغة من العمر ثماني سنوات لوكالة "سبوتنيك"، قصة انتقالها مع والديها من مدينة النبطية الواقعة في جنوب لبنان إلى مدينة صيدا، حيث تعيش مع عائلتها في مدرسة الصباغ الثانوية.
كاميرا "سبوتنيك" التقت الطفلة التي قالت: "اسمي سيلين نحلة، عمري 8.5 سنة، جئت إلى صيدا لأن الوضع كان سيئًا للغاية. هنا فعلوا كل شيء من أجلنا لجعلنا نشعر بالارتياح. نحن هنا لأنهم (الإسرائيليون) قصفوا جميع المنازل. يزرع الإسرائيليون الخوف في الناس، لذلك يهرب الكثيرون إلى بلدان أخرى".
وأضافت سيلين: "مات الكثير من الناس بسببهم، ذهب أبي للصلاة أثناء القصف، ومرضت والدتي وتم نقلها إلى المستشفى (لهذا السبب نجوا)".
وتابعت سيلين: "كثير من الناس مرضى مثل أمي تمامًا، تركنا أمتعتنا في النبطية. قُصف منزلنا وماتت عمتي، وقد عانى الكثير والكثير من الناس، وجئنا إلى هنا على الفور. أخبرونا أن منزلنا قد احترق، ولم يتبق شيء، ولم يكن هناك مكان للعودة. جاء الناس إلى هنا خاليي الوفاض، ليس لديهم أي أموال، لكن المدرسة قدمت كل شيء".
وقالت سيلين: "اشترى لي أبي قرطاسية جديدة، لكننا تركناها في منزلنا المقصوف. أرى أصدقاء جدد هنا، أريد التعرف عليهم. المدرسة تجمع الكثير من الناس الذين تُركوا بلا مأوى، ونريد أن يتمتع الجميع بصحة جيدة وألا يمرضوا".
وفي سؤالها عن المكان الأفضل للعيش هنا أم في المنزل بالنبطية؟ أجابت سيلين: "بالطبع، في النبطية، هناك الكثير من الأشياء الجيدة هناك. نذهب للتسوق هناك، ونسير هناك، وطفولتنا بأكملها هناك عندما تنتهي الحرب سنعود إلى ديارنا. سنستأجر منزلاً إذا ساعدونا بالمال. أود حقًا ألا يموت الناس، وألا يحزن أحد".
يُذكر أن الجيش الإسرائيلي وسع عدوانه على قرى جنوب لبنان، ما أدى الى نزوح نحو مليون و200 ألف توزعوا على المدارس ومراكز الإيواء والفنادق والشقق السكنية في مختلف المناطق اللبنانية. أما عدد القتلى اللبنانيين ففاق الـ2000، منذ تفجر الاشتباكات يوم الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي 2023.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، خلال مؤتمر صحفي، إن "لبنان يشهد أكبر نزوح جماعي في تاريخه نتيجة القصف الإسرائيلي"، مؤكدًا أن "نحو مليون شخص أجبروا على مغادرة مناطقهم".