وأوضح الشريف أن "روسيا قامت بعدد من الإجراءات الهامة، حيث لم تصنف حركة "حماس" كـ"منظمة إرهابية" كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية"، مشيرًا إلى أن "هذا التوجه يعكس موقفًا مختلفًا يعارض السياسة الأمريكية".
وأضاف الشريف في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك"، أن "روسيا انتقدت بشكل كبير الدور الأمريكي في هذه الحرب سواء في غزة أو في لبنان، وبذلك أحدثت نوعًا من التوازن في هذا الدور".
وفيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، أشار الشريف إلى أن "روسيا كان لها دور إيجابي في التعاطي مع الأزمات الدولية، خاصة في ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، والتي وصفها بأنها تحمل تداعيات خطيرة جدًا".
وقال إن "الولايات المتحدة هي من جعلت أوكرانيا تقدم على خطوات عدة في هذا الملف، وهو ما جعل الأزمة أكثر تعقيدًا".
وتابع الشريف: "الدور الروسي في المنطقة منع توسع الأزمة على الرغم من إصرار الإدارة الديمقراطية الأمريكية على هذا الأمر، وهو ما جعلها تخسر في الانتخابات الأمريكية". وتوقع أن "تغيير الإدارة الأمريكية سيحدث تغييرًا كليًا وجزئيًا في الملفات العالقة في العالم كله".
وبالحديث عن الانتخابات الأمريكية، توقع الشريف أن "الرئيس المنتخب دونالد ترامب سيكون له دور إيجابي أكبر من الرئيس، جو بايدن، استنادًا إلى متابعته لمؤتمراته الصحفية خلال حملته الانتخابية، وأنه سيكون هناك محادثات مباشرة مع روسيا".
وأشار إلى أن "الغرب قد أدرك أن أوكرانيا لن تحقق أي نتائج إيجابية في هذه الأزمة، وبالتالي سيكون دور ترامب مختلفًا". وأضاف: "جميعنا ندرك أن كل الاستراتيجيات الأمريكية في التعامل مع الملفات الخارجية، خصوصًا في الشرق الأوسط، هي داعمة لإسرائيل، لكن هذه المساندة قد تتغير، لأنهم يدركون جيدًا أن المشاركة في هذه الحرب ليست لصالح واشنطن".
وفيما يتعلق بالقوى العربية والإسلامية، ذكر الشريف أن "الدول العربية والإسلامية التي عولت على مجلس الأمن والأمم المتحدة قد فشلت في وقف الحرب، مما دفع العديد من هذه الدول إلى التعويل على الدور الروسي في هذا المجال". وأضاف أن "روسيا تلعب دورًا إيجابيًا في هذه الأزمة، وأنه سيكون لها دور أكبر مع إدارة ترامب".
وأكد الشريف أن "روسيا أثبتت أن تواجدها في المنطقة مهم جدًا، ووجودها كـ"مراقب" و"قوة محايدة" في الأزمات الدولية هو أمر في غاية الأهمية، خصوصًا في سوريا".
وأضاف: "وجود روسيا في المنطقة يقوي الموقف التفاوضي مع أمريكا التي أصبحت تهيمن على القرارات الدولية، وتسيطر على المنظمات الدولية، مما أدى إلى الشرخ والتوترات الموجودة في العالم".
كما تطرق الشريف إلى "العلاقة الروسية الصينية، والتي ظهرت بشكل كبير خلال تجمع "بريكس"". وقال إن "الرئيس الروسي قد طرح تطلعاته بالتعاون الاقتصادي والسياسي"، وأشار إلى أن ""بريكس" تمثل كيانات تضاهي صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، اللذين يعتبرهما العديد من الخبراء "ظالمين" للعالم"، مشددًا على أن "وجود "بريكس" يعزز توازن القوى في العالم ويشكل بديلاً حيويًا للهيمنة الغربية".