فريد.. طفل نجا من القصف في قطاع غزة يحلم بالشفاء وينتظر الحياة من وسط الموت

يواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، منذ أكثر من عام، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح مستمر لغالبية السكان، ويعيش الفلسطينيون النازحون في قطاع غزة في مخيمات مكتظة.
Sputnik
ويتعرض القطاع لعشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، ويستهدف الأحياء السكنية وما تبقى من منشآت ومبان في القطاع، من دون وجود أي أفق للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، ويستهدف الجيش الإسرائيلي منازل المواطنين، ويتسبب في مقتل المدنيين، ومن يعيش منهم يروي حكاية النجاة من الموت والبحث عن ضوء الحياة.
وأفادت الأمم المتحدة بأن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزة نزحوا لمرة واحدة منذ بدء الحرب، مقدرةً عددهم بنحو 1.9 مليون فلسطيني من سكان القطاع البالغ عددهم قرابة 2.4 مليون نسمة تقريبا.

طفل ناج من الموت يحلم بالشفاء

فريد طفل ناجٍ من قصف في منطقة المنارة شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث قصف الجيش الإسرائيلي عددا من منازل المواطنين في المنطقة في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منها منزل عائلة الفرا المكون من 5 طوابق، وكان فريد موجودا مع عائلته وأقربائه، ونجا والده محمود ليروي قصة طفله الوحيد الصامت عن الكلام وعن الحياة.
ويقول محمود فريد والد الطفل فريد لوكالة "سبوتنيك": "خرجت من المنزل المكون من 5 طوابق قبل الاستهداف بقليل، بعدها سمعت صوت انفجار كبير، وعندما رجعت رأيت المنزل مهدوم وعائلتي وأقربائي تحت الأنقاض، ولقد سارعت طواقم الدفاع المدني لإخراجهم، لكن غالبيتهم قضوا جراء القصف، وكان المنزل المكون من 5 طوابق يتواجد فيه عشرات من الأطفال والنساء، وقتل أطفالي جميعهم حتى الذين أخرجوا من تحت الأنقاض، ونجا فريد من الموت، لكنه يحاول الحياة بانتظار أمل بالسفر للخارج".
1 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
2 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
3 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
4 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
5 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
6 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
7 / 7
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
وكانت "سبوتنيك" قد رافقت طواقم الدفاع المدني في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بعد استهداف الطيران الإسرائيلي لمنزل في منطقة المنارة شرقي خان يونس جنوبي القطاع، حيث قصف الجيش الإسرائيلي عددا من منازل في المنطقة، منها منزل عائلة الفرا المكون من 5 طوابق، ووثقت محاولتهم إخراج ناجين من تحت الموت ومن بينهم الطفل محمد الذي قضى بعد فترة بالمشفى.
الدفاع المدني بغزة يعلن خسارة 80% من قدراته ويفقد عددا من أفراد طواقمه
ويضيف محمود لـ "سبوتنيك": "أختي كانت تتواجد في المنزل مع أطفالها، وعائلتي، وأولادي وأقربائي، وقد توفي أطفالي الصغار منهم مالك بقي تحت الركام، والباقي في المشفى، وبقيت أحاول انتشالهم من تحت الركام لمدة 3 أيام، لكن أكثرهم بقي لغاية اليوم تحت المنزل المهدوم".
فريد الطفل الذي نجا من الموت، ما زال يحاول البحث عن الحياة في مشفى الأمل بخان يونس جنوب قطاع غزة، ويواجه حالته الصحية الصعبة للغاية، ويقول الطبيب طارق الحفني لوكالة "سبوتنيك" رئيس قسم التأهيل الطبي في مشفى الأمل، وهو المسؤول عن متابعة حالة فريد: "هذا الطفل أصيب بشظايا صاروخ متفجر، وتركزت الإصابة في منطقة الرقبة، مما أدى لدخول الشظية دون خروجها، ولم يكن هناك تدخل جراحي سريع لهذه الحالة، بسبب الحالة الصحية للمريض، مما تسبب في شلل بالأطراف العلوية والسفلية، بالإضافة إلى فقدان الإحساس وعدم القدرة على عملية الإخراج، وبالتالي فريد يعتمد كليا على الأخرين في جميع حياته اليومية".
1 / 5
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
2 / 5
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
3 / 5
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
4 / 5
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
5 / 5
صورة للطفل الفلسطيني فريد الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله

ويضيف: "يحتاج الطفل فريد للسفر والعلاج في الخارج، بسبب تدمير المنظومة الصحية في القطاع، وبقاء العمل في أقسام التأهيل بقدرة 10% إلى 15% مما كان عليه قبل الحرب، حيث كانت أقسام التأهيل مجهزة بشكل كامل، ولكن بسبب الحرب تدمرت الأجهزة الطبية المستخدمة في التأهيل الطبي".

ويروي محمود فريد لحظات قاسية تمر عليه كل يوم، وهو يرى طفله الوحيد الناجي، يعاني من الوجع والألم، وهو لا يقدر حتى على الكلام، ويقول: "لقد خسرت المال والبنون، ولم يتبقى سوى طفلي فريد، وهو بحاجة للسفر، وكذلك يحتاج لتغذية، وملابس، فمازال يرتدي ملابس صيفية خفيفة، ولا أستطيع تأمين الملابس له، ولا الغذاء ويحتاج إلى مساعدة في كل شيء".
وينتظر الطفل فريد مع أكثر من 14 ألف مريض وجريح بحاجة لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، حيث لا يجد غالبية المرضى والمصابين في القطاع، مكانا لتلقي العلاج في ظل تدمير الجيش الإسرائيلي للمنظومة الصحية في القطاع.
محمود فريد والد الطفل فريد، الذي أصيب في غزة نتيجة استهداف الجيش الإسرائيلي لمنزله
وقالت الأمم المتحدة: "إن إسرائيل سمحت بإجلاء ربع المرضى فقط من غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والبالغ عددهم الإجمالي 21 ألفا".
ومنذ اجتياح الجيش الإسرائيلي لمدينة رفح جنوبي القطاع، وإغلاق معبر رفح الحدودي، في أيار/ مايو 2024، لم يتم إخراج إلا 282 مريضا وجريحا فقط من قطاع غزة، وفقا لممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، ريك بيبركورن.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وفي اليوم الـ412 ارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 43,985 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 104,092آخرين.
وفي 7 أكتوبر، شن مقاتلون من "حماس" هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة، وتقول إسرائيل إن 130 أسيراً ما زالوا محتجزين في غزة، بينهم 30 ماتوا، من إجمالي 250 شخصاً خطفوا في 7 أكتوبر.
المجاعة تشتد في خان يونس جنوبي قطاع غزة وازدياد حالات سوء التغذية
أطفال مغموسون بالحرب والموت والنزوح يحلمون بالشمس... صور وفيديو
مناقشة