وأوضح ملحم في حديث عبر إذاعة "سبوتنيك" أنّ "الاجتماع الذي عُقد في أستانا حول معاهدة الأمن الجماعي، والذي ضم مجموعة من القادة الذين ينتمون أساسًا إلى جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، يعد بمثابة رسالة قوية للغرب".
وأشار إلى أنّ "من يعتقد أن الاتحاد السوفياتي قد انهار فهو واهم إلى حد كبير، فهذه الجمهوريات لا تزال تربطها علاقات وثيقة بموسكو ولا يمكنها معاداتها". وأضاف أنّ "الغرب حاول مرارًا، عبر منصات متعددة مثل "5 + 1" التي تضم دول آسيا الوسطى مع الولايات المتحدة، أو عبر حوارات مع الاتحاد الأوروبي، أن يفصل هذه العلاقة بين روسيا وهذه الدول، ولكن ذلك لم ينجح".
وفي ما يتعلق بالوضع الحالي في أوكرانيا، أشار الخبير في الشأن الروسي إلى أنّ "هناك الكثير من الحديث حول وجود مبادرة أو خطة سلام قد تكون مقدمة من الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب". لكنه أكد أنّ "المشكلة لا تكمن لا في روسيا ولا في أوكرانيا، بل في سلوك الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة من خلال زيادة تواجد قواتها العسكرية الضاربة في محيط روسيا، مما يفاقم الوضع ويزيد من التصعيد". كما تابع ملحم أنّ "الصاروخ الروسي ليس فقط صاروخًا استراتيجيًا، بل له مفعول استراتيجي عالمي، ويؤكد على قدرة روسيا على الرد بشكل فعال على أي تهديدات".
كما تناول ملحم تصرفات الولايات المتحدة بخصوص الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا باستخدامها لضرب العمق الروسي، وقال إنّ "أمريكا تنصلت من مسؤوليتها بعد أن استخدمتها أوكرانيا"، وأوضح ملحم أنّ "التحدي يبقى إذا انهار النظام الاوكراني، ما إذا كانت الدول الأوروبية والغرب سيدخلون في هذه المعركة بشكل مباشر، مما قد يؤدي إلى تصعيد خطير".
وفي ما يخص الدور الأمريكي في أوكرانيا، أشار ملحم إلى أنّ "مصادر سياسية وإعلامية أمريكية أكدت أنه في حال تم منح أوكرانيا أسلحة نووية، سيعتبر ذلك خيانة للولايات المتحدة". كما لفت إلى أنّ "هناك العديد من المسؤولين الأمريكيين المتورطين في العديد من قضايا الفساد في أوكرانيا، التي تحولت إلى بيئة خصبة للفساد، بالإضافة إلى الصفقات المشبوهة وتجارة المخدرات والاتجار بالأطفال".
وأضاف ملحم أنّ "هناك جهات معينة في الولايات المتحدة تسعى إلى عدم وصول ترامب إلى السلطة مجددًا خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى كشف هذه الجرائم، مما قد يعرض العديد من المسؤولين الأمريكيين للمحاكمة".
وفي ما يتعلق بكازاخستان، أوضح ملحم أنّّ "الولايات المتحدة تحاول اختراق كازاخستان بشتى الطرق الممكنة، مثل تغيير اللغة الرسمية للبلاد ومحاولة تغيير العاصمة". ورغم محاولات الغرب ضرب العلاقة بين روسيا وكازاخستان، أكد ملحم أنّ "كازاخستان تسير بطريقة عاقلة، معتمدة على استراتيجية بناء علاقات متوازنة مع الجميع، وفي الوقت نفسه، تحرص على الحفاظ على مصالحها الوطنية". وقال إنّ "روسيا لم تقف يومًا في وجه مصالح كازاخستان، وأن العلاقة بين البلدين لا تزال قوية وثابتة".