لاحظ العلماء مؤخرًا أن البشر الذين يتناولون الكثير من المأكولات البحرية يميلون إلى احتواء المزيد من البلاستيك الدقيق في أجسامهم، وخاصة أولئك الذين يستهلكون المحاريات مثل المحار أو بلح البحر.
وكشفت الدراسة الجديدة في عينات بعض الأسماك مثل سمك الصخور، وسمك القد، وسمك السلمون الملكي، وسمك الرنجة الباسيفيكي، وسمك اللامبري الباسيفيكي، والروبيان الوردي على وجود "جزيئات بشرية المنشأ"، والتي تضمنت ما يُعتقد أنه ألياف من القطن المصبوغ، والسليلوز من الورق والكرتون، وقطع مجهرية من البلاستيك.
تقول عالمة السموم البيئية، سوزان براندر، من جامعة ولاية أوريغون: "من المثير للقلق للغاية أن الألياف الدقيقة تبدو وكأنها تنتقل من الأمعاء إلى أنسجة أخرى مثل العضلات".
وبحسب الدراسة، فإن المدة التي تظل فيها هذه المواد البلاستيكية في الجسم وما تفعله بصحة الإنسان غير معروفة وتتطلب بحثًا عاجلاً.
لا تزعم براندر وزملاؤها أن الناس يجب أن يتوقفوا عن تناول المأكولات البحرية تمامًا، ولكن من المهم أن يفهم المستهلكون والعلماء مستوى الخطر من التعرض للمواد البلاستيكية.
أصبحت جزيئات الطلاء والبلاستيك الدقيق التي ينتجها الإنسان منتشرة في كل مكان لدرجة أنه لا مفر منها. توجد هذه الملوثات الآن في الهواء والماء وفي العديد من الوجبات الأخرى غير المأكولات البحرية.
يعد التحليل من ولاية أوريغون الأول من نوعه في المنطقة، ويُظهر أن البلاستيك الدقيق منتشر على نطاق واسع في عينات المأكولات البحرية الصالحة للأكل.
وبينما يقتصر على الأنواع الأكثر أهمية لصناعة المأكولات البحرية المحلية، فإن النتائج تنضم إلى دراسات من أجزاء أخرى من العالم بدأت في العثور على البلاستيك الدقيق في العديد من عينات المأكولات البحرية.
ووفقا للدراسة، كان لدى الروبيان الذي يتغذى بالترشيح بعض أعلى تركيزات النفايات البلاستيكية المتراكمة في أجسامهم. ويشتبه الباحثون في أن هذا يرجع إلى وجود الروبيان في العمود المائي العلوي، بالقرب من السطح، حيث يتقارب البلاستيك العائم والعوالق الحيوانية.
تقول عالمة البيئة إليز غرانيك، من جامعة بورتلاند: "تتغذى الروبيان والأسماك الصغيرة، مثل سمك الرنجة، على أطعمة أصغر حجمًا مثل العوالق الحيوانية. وقد وجدت دراسات أخرى تركيزات عالية من البلاستيك في المنطقة التي تتراكم فيها العوالق الحيوانية، وقد تشبه هذه الجزيئات البشرية العوالق الحيوانية وبالتالي يتم امتصاصها من قبل الحيوانات التي تتغذى على العوالق الحيوانية".
عند مقارنة الروبيان الطازج بالعينات المشتراة من المتجر، وجد الباحثون أن الروبيان الذي تم شراؤه من المتجر يحتوي على المزيد من الألياف والشظايا وأغشية البلاستيك، ربما بسبب التغليف البلاستيكي.
كان لدى سمك الشينوك أدنى مستويات من الجزيئات البشرية في الأنسجة الصالحة للأكل، تليها سمكة الصخور السوداء وسمك القد.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة "ساينس أليرت" العلمية، يعمل الباحثون المشاركون في الدراسة على طرق لمنع تصريف النفايات البلاستيكية إلى البحر، ويتفق فريق البحث على أن الطريقة الفعالة الوحيدة لوقف هذا التدفق هو التوقف عن إنتاج البلاستيك.