باحث صيني: مؤتمر ميونيخ يكشف عن الخلافات العميقة بين أمريكا وأوروبا

كشف الباحث الصيني وانغ بينغ، عن الخلافات العميقة بين أمريكا وأوروبا، في مجال السياسة الخارجية، وخاصة في مجالي الاقتصاد والأمن.
Sputnik
وقال بينغ، الباحث في معهد الإدارة العامة في جامعة هواتشونغ للعلوم والتكنولوجيا، في أعقاب مؤتمر ميونيخ للأمن 2025: "لا شك أن مؤتمر ميونيخ للأمن الـ61، سلّط الضوء على الاختلافات الخطيرة بين أمريكا وأوروبا في مجال السياسة الخارجية، وخاصة في مجالي الاقتصاد والأمن".

وتابع: "تعمق هذه الخلافات لا يرتبط فقط بالتغيرات في توجهات السياسة الخارجية لإدارة دونالد ترامب، بل يعكس أيضا تحولًا طويل الأمد في المصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة وأوروبا".

وأضاف: "أولا، من منظور السياسة الأمنية، أكد خطاب جي دي فانس، في المؤتمر، على الموقف الصارم لإدارة ترامب بأن أوروبا يجب أن تتحمل المزيد من المسؤوليات الدفاعية".
إعلام: صرخة زيلينسكي في ميونيخ تكشف عن يأس حقيقي مع تزايد العزلة الدولية
وتابع الباحث الصيني: "تعتقد إدارة ترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية، لا ينبغي أن تضمن أمن أوروبا دون قيد أو شرط، وخاصة في قضايا مثل الأزمة الأوكرانية والميزانية العسكرية لحلف شمال الأطلسي، حيث يتعين على أوروبا أن تتحمل مسؤولية أكبر".

وأضاف: "وعلى العكس من ذلك، تميل الدول الأوروبية إلى دعم النموذج التقليدي للتحالف عبر الأطلسي، على أمل أن تستمر الولايات المتحدة الأمريكية، في تقديم الضمانات الأمنية، وتعني هذه الاختلافات أن حلف شمال الأطلسي سيواجه في المستقبل مشاكل أكبر في تنسيق السياسات المشتركة، وقد تستمر أوروبا في الترويج لفكرة الاستقلال في الدفاع، مثل مفهوم "الجيش الأوروبي" بقيادة فرنسا وألمانيا".

وأردف: "ثانياً، في مجال السياسة الاقتصادية، تتجه الولايات المتحدة الأمريكية تدريجياً نحو الحمائية، في حين تصرّ أوروبا على التعددية، وتعطي إدارة ترامب الأولوية للمصالح الاقتصادية المحلية للولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يخلق تحديات لأوروبا في مجالات التجارة وإعادة هيكلة سلسلة التوريد والدعم".
إعلام: أوكرانيا دمرت الاتحاد الأوروبي ومصيره بيد موسكو وواشنطن
وتابع الباحث الصيني وانغ بينغ: "ومن منظور القيم، يظهر نقد فانس للنموذج الأوروبي للديمقراطية، يشي بأن الإجماع بين الولايات المتحدة وأوروبا بشأن الأفكار السياسية آخذ في الانهيار".

وقال إن "الديمقراطية الليبرالية، التي تروج لها أوروبا، تواجه تحديات متزايدة من جانب إدارة ترامب، وخاصة فيما يتصل بقضايا حرية التعبير وسياسة الهجرة، وهي القضايا التي تختلف فيها الولايات المتحدة وأوروبا بشكل واضح. إن هذا الانقسام في القيم لا يؤثر على التعاون السياسي فحسب، بل قد يؤدي أيضاً إلى تفاقم انعدام الثقة بين الشعوب، ما يضعف الأساس السياسي للعلاقات عبر الأطلسي".

وختم بالقول: "بشكل عام، كان مؤتمر ميونيخ للأمن انعكاساً للاختلافات بين الولايات المتحدة وأوروبا، والتناقضات المستقبلية بينهما".
وفي وقت سابق، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الأمريكي دونالد ترامب، إلى تجنب الإضرار باقتصاد الاتحاد الأوروبي عبر التهديد بفرض رسوم جمركية. مؤكداً أن ذلك لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
وزير الخارجية الروسي ونظيره الأمريكي يجريان محادثة هاتفية بمبادرة من واشنطن
إعلام أمريكي: قمة محتملة بين ترامب وبوتين نهاية الشهر الجاري في السعودية
الكرملين يكشف عن سبب اختيار السعودية للمفاوضات بين روسيا وأمريكا
مناقشة