وقال علماء من جامعة "ساراتوف" الطبية الحكومية إنه من أجل علاج اضطرابات الأكل في الوقت المناسب والوقاية من المضاعفات الخطيرة، من الضروري تشخيصها مبكرًا. ولتحقيق ذلك، من الضروري تحديد المؤشرات البيولوجية في جسم الإنسان المرتبطة بهذه الأمراض.
واضطرابات الأكل هي مجموعة من الأمراض المرتبطة بعلاقة غير صحية مع الطعام، والتي يمكن أن تتجلى في رفض تناول الطعام أوالإفراط في تناول الطعام، وهي اليوم تمثل مشكلة خطيرة تؤدي إلى عواقب وخيمة على الصحة، سواء الجسدية أو النفسية.
وأشار العلماء إلى أن أحد العلامات البيولوجية المحتملة لاضطرابات الأكل هو الأديبونيكتين، الذي يؤثر على تنظيم عملية التمثيل الغذائي، والشعور بالجوع والشبع.
ولتقييم أهمية الأديبونيكتين في تطور اضطرابات الأكل، قام علماء من جامعة جامعة "ساراتوف" الطبية الحكومية بتحليل كمية كبيرة من البيانات السريرية من المرضى الذين يعانون من أشكال مختلفة من اضطرابات الأكل، فضلاً عن معدلات الإصابة العالمية على مدى السنوات الخمس الماضية.
وباستخدام تقنيات علوم البيانات المتقدمة وخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تمكنوا من تحديد أنماط غير معروفة سابقًا، وبحسب العلماء، فإن النتائج التي تم الحصول عليها جعلت من الممكن تحديد الارتباط بين اضطرابات الأكل ومستويات الأديبونيكتين وهو أمر مهم للتشخيص.
وتوصل العلماء إلى أن مستويات الهرمون ترتفع في دم المرضى الذين يعانون من فقدان الشهية العصبي أو سوء التغذية، في حين وجدت مستويات أقل في المرضى الذين يعانون من الإفراط القهري في تناول الطعام.
وأضاف العلماء أن مستويات الأديبونيكتين المرتفعة قد تلعب بشكل معتدل دورًا وقائيًا في الحفاظ على الطاقة أثناء الصيام، وقد تكون المستويات المرتفعة للغاية مفيدة في الاضطرابات الأيضية الشديدة المميزة لفقدان الشهية.
وقالت ستيلا إيفستينييفا، الأستاذة المشاركة في قسم الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية في جامعة "ساراتوف" الطبية الحكومية: "يمكن اعتبار المستويات المرتفعة من هذا الهرمون مفيدة، لأنه يتمتع بخصائص مضادة للالتهابات ويساعد على تحسين عملية التمثيل الغذائي".
وأضافت: "إن نقص الأديبونيكتين يمكن أن يؤدي إلى ضعف حساسية الخلايا للأنسولين، وزيادة ترسب الدهون والتغيرات العامة في التركيب الدهني للدم".
وفي هذه المرحلة، يخطط المتخصصون في الجامعة لمواصلة البحث في الدور الكيميائي الحيوي للأديبونيكتين، وهذا سيسمح لنا بتطوير أساليب فعالة لتشخيص اضطرابات الأكل وإنشاء أنظمة اختبار جديدة لتحديد مستوى هذا الهرمون في الدم بسرعة، مؤكدين أن نتائج الدراسة قد تفتح آفاقا جديدة لتطوير علاجات فعالة تهدف إلى تطبيع مستويات الأديبونيكتين واستعادة التمثيل الغذائي الصحي.