وقال بيسكوف للصحفيين: "في الواقع، لم نتوقع أي تقدم. من غير المرجح حدوث تقدم. كما ترون، أكد أمس، ميدينسكي (رئيس الوفد الروسي في المحادثات الروسية الأوكرانية) عقب الجولة الثالثة وجود تباين جذري في وجهات النظر بشأن مسودات مذكرات التفاهم التي تم تبادلها سابقًا".
وأضاف بيسكوف أن جدول الأعمال الذي اقترحته روسيا في المحادثات مع أوكرانيا يهدف إلى عمل جوهري، ويمكن أن يفضي إلى تحقيق نتائج ملموسة، وتابع:
"قدّم رئيس الوفد الروسي في المحادثات الروسية الأوكرانية، ومساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، أمس، جدول الأعمال الذي اقترحه الجانب الروسي تفصيليًا. جدول الأعمال بنّاء ومحدد، ويهدف إلى عمل جوهري، يمكن أن يفضي إلى تحقيق نتائج ملموسة. وبعد ذلك، يمكن مناقشة تنظيم الاجتماعات".
وأشار بيسكوف إلى أن "المقترحات المقدمة من الجانب الروسي محددة وبناءة وضرورية لمواطني كلا البلدين: سواءً لمواصلة تبادل الأسرى أو عودة المدنيين المحتجزين كرهائن، واستمرار إعادة جثث الجنود القتلى. كل هذا جانب إنساني بالغ الأهمية، ومن وجهة نظرنا، ينبغي إدراجه على جدول الأعمال".
وتابع: "بالنظر إلى أنه، في ظل هذه الظروف المعقدة لأوكرانيا، من المستحيل توقع أي تقدم فوري، فمن المحتمل أن يكون من المفيد تقييم مناقشة هذه المجموعة من المواضيع الإنسانية، وكذلك صياغة الجانب الروسي لمقترح محدد لتشكيل ثلاث مجموعات عمل يمكنها بدء التواصل عن بعد. أنتم تدركون أن التواصل عن بعد يمكن أن يكون مكثفًا ومنتظمًا بقدر استعداد الأطراف له. من هذا المنظور، هذا أمر إيجابي".
وشدد بيسكوف على أن الجيش الروسي يبذل قصارى جهده لإنشاء مناطق عازلة على الحدود مع أوكرانيا. وقال: "إن محاولتهم (نظام كييف) نقل عناصر حربية مختلفة إلى أراضينا ليست بالأمر الجديد. ولذلك، يبذل جيشنا قصارى جهده لإنشاء مناطق عازلة محددة، وما إلى ذلك، والأهم من ذلك، تدمير البنية التحتية العسكرية وشبه العسكرية".
ونوّه بيسكوف إلى أن نظام كييف يواصل استهداف البنية التحتية المدنية، وأن القوات المسلحة الروسية تتخذ إجراءات لتقليل المخاطر.
وأشار بيسكوف إلى أن كييف تضطر باستمرار إلى طلب الأسلحة من الغرب، وقال: "نرى الآن أن الوضع مع توفير الذخيرة والأسلحة، على الرغم من أنها ديناميكية للغاية، متناقضة. لذلك، تضطر كييف باستمرار إلى طلب الأسلحة قدر الإمكان".
وقال بيسكوف للصحفيين ردًا على سؤال حول إمكانية إجراء اتصال بين موسكو وواشنطن: "إذا لزم الأمر، يمكن تنظيم هذا الاتصال بسرعة كبيرة، لأن نظام الحوار قد أنشئ بالفعل الآن. وأكرر، إذا دعت الحاجة، فسيتم التواصل".
وأشار إلى أنه لم تجري أي مناقشات محددة حول اجتماع محتمل بين الرئيسين الروسي والأمريكي، فلاديمير بوتين ودونالد ترامب، في الصين، وأن الكرملين لم يتلق أي معلومات عن خطط الرئيس الأمريكي لزيارة الصين.
وأوضح بيسكوف للصحفيين، تعليقا على إمكانية لقاء بوتين وزيلينسكي: "أولاً، يجب إنجاز كل العمل، ثم يجب منح رئيسي الدولتين فرصة لتسجيل التقدم المحرز". وأضاف: "نعيش في زمن يستحيل فيه الجزم بحدوث أمر ما. ولكن بالنظر إلى حجم العمل المطلوب لتقريب وجهات النظر، يصعب علينا، من أجل ضمان مصالحنا، تصور كيفية تجاوز هذا التباعد بخطوة واحدة".
وانعقدت الجولة الثالثة من المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، أمس الأربعاء، في قصر سيراجان في إسطنبول، واستمرت نحو ساعة. وقبل ذلك، أفاد مصدر لوكالة "سبوتنيك" أن رئيسي الوفدين الروسي والأوكراني تحدثا على انفراد.
وترأس الوفد الروسي مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، وضمّ أيضًا نائب وزير خارجية روسيا الاتحادية ميخائيل غالوزين، ورئيس إدارة الاستخبارات الرئيسية في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.