وقال بوتين خلال مؤتمر "رحلة عالم الذكاء الاصطناعي 2025" الذي نظمه "سبيربنك"، أكبر مصرف في روسيا: "أهمية تقييم ما نقوم به تكمن في أهمية المضي قدما باستمرار. بعد تحقيق نتيجة معينة، يجب ألا نتوقف، بل أن نرفع عملنا المشترك إلى مستوى جديد نوعيا لمواكبة سرعة التغيير ونطاقه".
وأشار بوتين إلى أن الشباب في روسيا يستخدمون الشبكات العصبية بنسبة كبيرة، مؤكدا أن روسيا لن تسمح لنفسها بالاعتماد على "الشبكات العصبية" الأجنبية وهذه مسألة سيادية.
وأوضح بوتين أن تطوير الأنظمة المحلية باستخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون تحت سيطرة المتخصصين الروس بالكامل.
وأضاف بوتين أنه ينبغي لروسيا أن تمتلك مجموعة خاصة بها من التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، موضحا أن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المحلية يجب أن يخضع لسيطرة كاملة من المتخصصين الروس.
وأضاف: "من الواضح أن تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية أصبحت محورية واستراتيجية. ليس فقط أكبر الشركات، بل حتى دول رائدة بأكملها، تتنافس على نماذجها اللغوية الأساسية الخاصة".
وتابع :"أكرر، ليس فقط توافر تقنياتنا الخاصة هو المهم، بل من الضروري أيضا ضمان استخدامها العملي على نطاق واسع، لتحقيق التنفيذ العملي في الصناعة والنقل والرعاية الصحية والإدارة العامة وغيرها من القطاعات".
وأكد بوتين أن استهلاك مراكز البيانات للكهرباء سيتضاعف ثلاث مرات خلال العقد الحالي.
وأوعز بوتين لمجلس الوزراء والإدارة الرئاسية بالعمل على إنشاء مقر لإدارة جميع الأنشطة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في روسيا.
وطلب من الحكومة ورؤساء الأقاليم وضع خطة وطنية لتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على مستوى البلاد، قائلا: "تحدد الاستراتيجية الوطنية لتطوير الذكاء الاصطناعي هدفًا يتمثل في أن تتجاوز المساهمة الإجمالية لهذه التقنية الحيوية في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 11 ترليون روبل بحلول عام 2030".
وأضاف: "لتحقيق هذا الهدف، أطلب من الحكومة ورؤساء الأقاليم وضع خطة وطنية لتطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على المستوى الوطني، وكذلك في مختلف القطاعات والمناطق".
وتابع: "يجب أن نضع في اعتبارنا أن هناك مجالات عمل - جزئيا في الإدارة العامة، وجزئيا في عمل أجهزة الاستخبارات، وجزئيا في عمل وكالات إنفاذ القانون، حيث يجب أن نعتمد حصريا على تطوراتنا الأساسية".
وأوضح بوتين أن روسيا ستعزز التعاون الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي مع الشركاء بما في ذلك داخل مجموعة "بريكس" و"منظمة شنغهاي للتعاون".
وفي السياق ذاته، أكد بوتين أن روسيا تخطط للانتقال إلى الإنتاج الضخم لمحطات الطاقة النووية الصغيرة، وأنه من المقرر تشغيل 38 وحدة طاقة نووية في سيبيريا وجبال الأورال والشرق الأقصى.
وخلال جولته في المعرض، عرض على بوتين أول روبوت ذكاء اصطناعي مجسم، يشبه في بنيته الإنسان يُدعى "غرين"، والذي صممه وجمعه مهندسو سبيربنك ليصبح مساعدا عالميا.