ونقلت القناة "12" الإسرائيلية، عن مصدر أمني قوله إن "القوات العاملة في المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، أنهت عمليًا تطهير معظم المساحة بين "الخط الأصفر" والسياج الحدودي، بعد نحو شهرين ونصف من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ".
وأوضح الجيش، بحسب إعلام محلي، أن "6 ألوية شاركت خلال الأشهر الماضية في تنفيذ عمليات واسعة شملت تدمير عشرات الكيلومترات من البنى التحتية فوق الأرض وتحتها، بما في ذلك أنفاق تابعة لفصائل مسلحة في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أنّه "خلال الأسبوع الماضي فقط، جرى استهداف نحو 90 موقعًا ضمن نطاق هذه المنطقة".
في المقابل، حذّر جهاز الـ"شاباك" (الأمن الداخلي) من تطورات داخل قطاع غزة خارج نطاق "الخط الأصفر"، معتبرًا أن حركة حماس الفلسطينية تفرض، وفق تقديره، "حالة من الخوف وتعيد ترسيخ نفوذها، رغم ما ينصّ عليه اتفاق وقف إطلاق النار بشأن نزع السلاح وعدم مشاركتها في إدارة القطاع".
وأكد مصدر في الـ"شاباك"، لوسيلة إعلام إسرائيلية، أن "إسرائيل ترفض الانتقال إلى المرحلة التالية أو الانسحاب من "الخط الأصفر"، ما لم يتم نزع سلاح قطاع غزة بشكل كامل".
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال إيال زامير، ذكر أن ما يعرف بـ"الخط الأصفر" في قطاع غزة، يشكل الآن "خطا حدوديا جديدا" لإسرائيل.
وذكر أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان له، أن تصريحات الجنرال زامير، جاءت خلال جولة وتقييم للوضع في غزة، برفقة قائد المنطقة الجنوبية الجنرال يانيف آسور، وقادة آخرين.
وقال زامير لجنود الاحتياط: "الخط الأصفر"، الذي يحدد موقع انسحاب الجيش كجزء من الاتفاق، هو خط حدودي جديد"، مؤكدًا استعداد بلاده لما وصفه بـ"سيناريو حرب مفاجئة".
وأوضح القائد العسكري الإسرائيلي أن "الخط الأصفر في قطاع غزة خط حدودي جديد وخط دفاعي أمامي للتجمعات السكانية وخط هجومي"، مشيرًا بالقول: "نستعد لاندلاع حرب مفاجئة ويجب أن نكون على أهبة الاستعداد في كل الجبهات".
وأضاف زامير أن "المناورات السنوية ستحاكي احتمال وقوع حرب مفاجئة"، مشددًا: "نحن نعمل على إحباط وإزالة التهديدات في جميع الساحات. سنواصل التقدم إلى الأمام وتعزيز قدرات الجيش في مواجهة تحديات المستقبل".
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس"، حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2025، وفي الـ13 من الشهر ذاته، وقّع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إعلانًا بشأن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
وبموجب الاتفاق، أفرجت حركة حماس عن جميع الرهائن الـ20، الذين بقيوا على قيد الحياة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، مقابل إفراج إسرائيل عن نحو 2000 معتقل فلسطيني من غزة، بينهم محكومون لفترات طويلة.