عاصفة المدمرات: منظومة "خيبيني"
إنها عبارة عن حاوية غير كبيرة نسبياًعلى شكل طوربيد تثبّت عادة على أطراف جناح الطائرة.
وهي تجعل الطائرات منيعة تماماً على كافة وسائط الدفاع الجوي المعاصرة ومقاتلات العدو. فبعد إبلاغ طاقم الطائرة عن الهجوم الصاروخي تبدأ " خيبيني" بالعمل؛ فتقوم فوراً بحجب الطائرة المقاتلة بواسطة "غطاء واقٍ راديو-إلكتروني" يحول دون وصول الصاروخ إلى هدفه ويحرفه عن مساره. ترفع منظومة "خيبيني" من قدرة الطائرة على النجاة وتزيد عمر خدمتها بـ (25-30) مرة. وحسب فلاديمير ميخييف، نائب المدير العام لمؤسسة"كريت" (وهي الشركة المصممة والمصنعة للمنظومات الخاصة بالحرب الإلكترونية) فإن كافة الطائرات التي فقدتها روسيا في جورجيا كانت غير مجهزة بوسائط الحرب الإلكترونية. وهذا العامل بالذات أدى إلى فقدان هذه الطائرات.
بالمناسبة، يتم تركيب منظومات "خيبيني" حالياً على طائرات "سوخوي-30" و"سوخوي-34" و"سوخوي- 35". أما الزعم بأن "هجوم نيسان الشهير"على المدمرة الأمريكية "دونالد كوك" من قبل القاذفة "سوخوي-24" في مياه البحر الأسود، قد تم بفضل استخدام منظومة "خيبيني"، فهو لا يتعدى عن كونه مجرد أوهام من مخيلات الصحفيين. وبالرغم من أن التحليق حول هذه المدمرةقد حدث فعلاً، ولكن طائرة "سوخوي- 24" لم تكن مزودة بمنظومة الحرب الراديو-إلكترونية "خيبيني"، والتي بوسعها أن تبطل عمل رادارات العدو تماماً.
منظومة الاستطلاع السلبي "موسكو-1"
إن مجموعة الرادارات الحديثة التي ستحصل عليها القوات المسلحة الروسية قريباً قادرة على "رؤية" ومرافقة كافة الأهداف الجوية على مسافة 400 كم (بوسع منظومة" أفتوبازا" السابقة مرافقة الأهداف والمواقع على مسافة قصوى تبلغ 150 كم). أما "موسكو-1" فإنها تعمل حسب مبدأ الرادار السلبي.
وهذا يعني أنها لا تبث أي إشارات وإنما تقتصر على استقبال وتحليل الإشارات الغريبة. وخلافاً للرادارت التقليدية تبقى هذه المنظومة الرادارية غير مرئية بالنسبة للعدو. وهي تستطيع من خلال مسحها للمجال الجوي أن تحدد نوع الهدف وتصنفه بكل دقة وتظهر ما إذا كان طائرة أم صاروخ. وتقوم المحطة بنقل هذه المعلومات القيمة إلى مركز القيادة. وهناك يتخذ المشغّل القرار اللازم بخصوص تدمير الهدف أوعدم تدميره. وبالإضافة إلى ذلك فإن "موسكو-1" يمكن أن ترشد منظومات الدفاع الجوي إلى الأهداف المعادية دون أن تضطر هذه الأخيرة إلى تشغيل راداراتهاالخاصة، مما ببقيها حتى النهاية غير مكشوفة لنيران العدو.
"كراسوخا — 2": منظومة حماية صواريخ " اسكندر"
على الرغم من التسمية المضحكة فإن هذا المجمع الأرضي للحرب الإلكترونية يعدّ العدو اللدود للطائرات المجهزة بنظام الإنذار المبكر والتحكم عل غرار "أواكس". وتتجلى المهمة الرئيسة لـ "كراسوخا" في حماية وسائط الدفاع الجوي والمواقع الأرضية الهامة وكذلك ضمان أمن مجموعات القوات اثناء المسيرة.
وحيث أن المنظومة الصاروخية العملياتية — التكتيكية "اسكندر" وغيرها من المجموعات المشابهة غير محمية أثناء المسيرة فإن "كراسوخا" تتيح لها امكانية بلوغ الهدف المحدد والقيام بنشر الطاقم القتالي دون مواجهة أي مشاكل. فإذا اكتشفت المنظومة الطائرات المجهزة بنظام الإنذار المبكر والتحكم التابعة للعدو فإنها تؤمن تأثير أجهزة الرادار عليها من خلال إطلاق إشعاع مشوش يسري مفعوله ضمن دائرة قطرها 250 كم. وبفعل هذا الإخماد الإلكتروني يتعذر على العدو تسديد سلاحه الذكي. وثمة خاصية أخرى لمنظومة" كراسوخا" وهي التأثير على"دماغ" الصاروخ بعد إطلاقه وتبديل مسار تحليقه. ونتيجة ذلك يرى الصاروخ هدفاً زائفاً ويقوم بضربه دون أن يلحق الضرر بالمواقع الصديقة.
المظلة الواقية من صواريخ "غراد": منظومة "رتوت-بي إم"
تعدّ منظومة الحرب الإلكترونية هذه من أحدث المنظومات في العالم. فهي مدعوة لحماية الجنود والمعدات العسكرية من نيران المدفعية إذا كانت القذائف المدفعية مزودة بصواعق تفجير لاسلكي عن بعد. ولإنزال أكبر ضرر بالقوة البشرية والأسلحة ينبغي أن تنفجر القذيفة المزودة بصواعق تفجير على ارتفاع 3-5 أمتار.
تؤثر منظومة "رتوت- بي إم" على مثل هذه الصواعق بحيث تجعلها تنفجر على ارتفاع آمن دون إلحاق أي ضرر بالجنود والعتاد.
ولا تقتصر قدرات هذه المنظومة فقط على مواجهة صواعق التفجير اللاسلكي، إذ يمكن استخدامها عند الضرورة لإخماد الذبذبات التي يجري العدو اتصالاته اللاسلكية عن طريقها.
إن المجموعة الواحدة، التي تشبه عربة مصفحة مجهزة بهوائي تلفزيوني، قادرة على حماية منطقة بمساحة 40 هكتاراً. وحسب أقوال مصممي" رتوت- بي إم" فإن لها آفاق تصديرية كبيرة ويمكن توريدها إلى الأسواق التقليدية في بلدان آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأمريكا اللاتينية.
كاسر الإبرة: منظومة" بريزيدنت- اس"
تمثل هذه المنظومة مجمع إخماد بصري إلكتروني قادر على أن يحمي من التدمير أي مركبة جوية تتعرض لهجمات الصواريخ التي تطلقها منظومات الدفاع الجوي المحمولة والمزودة برؤوس حرارية ذاتية التسديد إذ تتبع مصدر الحرارة المنبعثة من محركات الطائرة أو المروحية.
وخلال عمليات الإطلاق التجريبي على مروحية"مي-8"المثبتة على برج خاص جرى إطلاق صواريخ "إيغلا" (الإبرة) من مسافة 1000 متر ولم يصب أي من هذه الصواريخ الهدف، إذ كانت القذائف تحيد عن المروحية وتدمر نفسها. وعليه فإن نظام تسديد الصاروخ يخفق في أداء مهمته من جراء التشويش الإلكتروني الذي تحدثه منظومة " بريزيدنت- اس".