لقد أعلنت دول حلف شمال الأطلسي عن مناورات في البحر الأسود: إلى شواطئ رومانيا تقترب مدمرة أمريكية، في البحر الأبيض المتوسط — مجموعة حاملة طائرات، وإلى شبه جزيرة القرم — تتجه حاملة الصواريخ الأمريكية "دونالد كوك" المزودة بصواريخ كروز.
على شاشات رادار الطراد "موسكو"، السفينة الأساسية في أسطول البحر الأسود الروسي، بدت المدمرة الأمريكية بشكل واضح، وهي تتجه بثقة نحو شواطئ شبه جزيرة القرم، وتغطي سواحل القرم بمجموعة واسعة من صواريخها "توماهوك".
يقول الأدميرال ألكسندر فيتكو، قائد أسطول البحر الأسود: في ذلك الوقت، كان عندنا الطراد "موسكو"، والذي كان مسلحا بصواريخ ذات مدى أقل من مدى "باستيون". تلك صواريخ صممت في السبعينيات، أما "باستيون" — أحدث تصميم، صاروخ فريد من نوعه لم يكن موجود في شبه جزيرة القرم.
لم يكن أحد يعرف أن روسيا نقلت إلى ساحل شبه جزيرة القرم على البحر الأسود، منظومات الصواريخ الساحلية المضادة للسفن "باستيون".
في الفيلم الروسي "القرم- الطريق إلى الوطن" يتوجه الصحفي أندريه كوندراشوف إلى الرئيس بوتين بسؤال: سيادة الرئيس هل كان قرار نصب "باستيون" في القرم قراركم؟
فلاديمير بوتين: نعم. لا يمكن اتخاذ مثل هذا القرار إلا من قبل القائد العام للجيش والقوات المسلحة. باستيون — منظومة دفاعية، تحمي السواحل، وتحمي البر. هي لا تهاجم أحد، منظومة فعالة وحديثة، وسلاح على درجة عالية من الدقة، لا أحد يمتلك مثلها، اليوم هي أفضل منظومة ساحلية في العالم. نعم، في مرحلة من المراحل، كان علينا أن نوضح للعالم أن شبه جزيرة القرم محمية بشكل جدي، فنقلنا إلى هناك هذه المنظومة الساحلية "باستيون". وعمدا قمنا بنشرها، بحيث يمكن رؤيتها من الفضاء.
أندريه كوندراشوف يسأل الأدميرال ألكسندر فيتكو، قائد أسطول البحر الأسود: ماذا فعلتم عندما رأيتم حاملة الصواريخ الأمريكية "دونالد كوك" تتجه نحو القرم؟
ألكسندر فيتكو: فعَّلَنا منظومة باستيون.
كوندراشوف: عندما شعرت المدمرة "دونالد كوك" بالموجات الصادرة عن رادار المنظومة كيف تصرفت؟
ألكسندر فيتكو: انعطفت بشكل سريع وحاد نحو الجنوب، وبسرعة قصوى اتجهت نحو مضيق البوسفور.
أندريه كوندراشوف: إشارات رادار باستيون أخبرتهم أنهم في مرمى صواريخنا؟
ألكسندر فيتكو: نعم. في المرمى، وفي أي لحظة نستطيع تدميرهم.
وفقا لقائد الأسطول ألكسندر فيتكو، المسار المتعرج على شكل Ϩ الذي رسمته المدمرة الأمريكية "دونالد كوك"، وهي خارجة من مرمى صواريخ "باستيون" لم يُشاهَدْ مثله في البحر الأسود من قبل.
أندريه كوندراشوف: سيادة الرئيس، في الواقع، لقد جعلتم من شبه جزيرة القرم قلعة.
بوتين: نعم، جعلنا من شبه جزيرة القرم قلعة: من البر ومن البحر.
فما هي منظومة الصواريخ المضادة للسفن "باستيون"؟
هي منظومة صاروخية ساحلية ذاتية الحركة، مزودة بصواريخ "ياخونت" التي سرعتها تفوق سرعة الصوت بمقدار 2.6 مرة الموجهة المضادة للسفن، هدفها تدمير السفن من جميع الفئات والأنواع بما فيها سفن الإنزال، ومجموعات السفن، وحاملات الطائرات، ومحطات الرادار البرية. منظومة "باستيون" تحمي ساحل امتداده أكثر من 600 كم من عمليات الإنزال المعادية.
تتألف منظومة "باستيون" من:
— صواريخ مضادة للسفن "ياخونت"
— قاذفات ذاتية الحركة K-340P بطاقم من 3 أفراد
— مركبة قيادة K-380R بطاقم من 5 أفراد
— معدات تقنية معلوماتية لوصل الأجزاء القتالية للمنظومة مع مقر القيادة الرئيسي
— نظام تحكم قتالي أتوماتيكي
— مجموعة صيانة
كما يمكن تزويد منظومة "باستيون" بالمعدات الإضافية التالية:
— مركبة للشحن والنقل
— مركبة لتأمين المناوبة القتالية
— وسائل للتدريب
— نظام مروحي للاستهداف.
إن حجر الأساس في منظومة "باستيون" هوالصاروخ المجنح المضاد للسفن "ياخونت"، الذي يقوم بتدمير السفن والأساطيل وحاملات الطائرات، من خلال اختراق وسائل الدفاع الصاروخي والتشويش الإلكتروني.
من السمات المميزة للصاروخ "ياخونت" هي: مدى إطلاق إلى ما وراء الأفق؛ توجيه قتالي ذاتي كامل (على مبدأ "أطلق وانسَ")؛ مسار تحليق متغير (من المنخفض إلى العالي ثم إلى المنخفض)؛ سرعة عالية أسرع من الصوت على جميع مراحل الطيران؛ الإطلاق من شتى الوسائل (بما فيها السفن بكافة أنواعها والغواصات والمنصات الأرضية والطائرات)؛ قدرة عالية على التخفي من الرادارات الحديثة (تكنولوجية "ستيلس")، مزود برأس راداري موجه ذاتيا.
الصاروخ مجهز بنظام توجيه مركب. احداثيات الهدف تُؤخذ من مصدر الاستهداف المستقل. الرادار الموجه للصاروخ يمكنه التقاط الهدف العائم مثلا "طراد" على مسافة 75 كيلومترا.
بعد الالتقاط الأولي للهدف يُفعّل الصاروخ راداره، وينزل إلى ارتفاع منخفض جدا (حوالي 5-10 م). ونتيجة لذلك، في المرحلة الوسطى من التحليق يكون خارج الحد الأدنى لوسائل الدفاع الصاروخية. لاحقا، عندما يخرج الصاروخ من هذه الوضعية، يفعل راداره مرة أخرى، ويلتقط الهدف ويتتبعه، في هذه المرحلة من التحليق، القصيرة نسبيا، سرعة صاروخ "ياخونت" التي تفوق سرعة الصوت، تجعل من الصعب على وسائل الدفاع الجوي القصيرة المدى إصابته، والتشويش عليه.
والميزة الرئيسية للصاروخ "ياخونت" — برنامج الاستهداف ، الذي يسمح له بتدمير سفن وحيدة على مبدأ "صاروخ واحد — سفينة واحدة" أو مجموعة سفن مبدأ "القطيع" عندها يتم استخدام وابل من الصواريخ. الصواريخ أثناء التحليق توزع نفسها وتصنيفها وفقا لأهمية الأهداف، وتختار تكتيك الهجوم وخطته. أدرجت في نظام التوجيه الذاتي للصاروخ، ليس فقط كيفية مواجهة وسائل العدو الإلكترونية، وإنما طرق التهرب من نار أنظمة الدفاع الجوي. بعد تدمير الهدف الرئيسي في مجموعة السفن، الصواريخ المتبقية تهاجم السفن الأخرى من المجموعة، متجنبة توجه صاروخين إلى نفس الهدف. لاستبعاد الأخطاء عند القيام بالمناورات وتدمير الهدف المقصود، حملت في كمبيوتر الصواريخ صور إلكترونية لجميع أنواع السفن الحديثة. وبالإضافة إلى ذلك، حملت أيضا معلومات تكتيكية بحتة، على سبيل المثال، عن فئات السفن، مما يسمح للصاروخ بتحديد فئة الهدف الذي أمامه — هل هو حاملة طائرات، أم سفينة إنزال، أم قافلة سفن، ومهاجمة الهدف الرئيسي فيها.
أن انخفاض الصاروخ المبكر إلى دون الأفق الراداري بالإضافة إلى السرعة الهائلة، فوق سرعة الصوت، والارتفاع المنخفض للغاية، والقدرة على تغيير مسار التحليق، يقلل من احتمال اعتراض صاروخ "ياخونت" حتى من قبل الدفاعات الجوية الأكثر تطورا.
أهم الصفات الفنية للصاروخ ياخونت:
سرعة التحليق: 750 متر/ ثانية — على ارتفاع 14كم، 680 متر/ ثانية على ارتفاع منخفض
ارتفاع التحليق: 14-15 كم، ارتفاع التحليق قبل إصابة الهدف: 5-10 أمتار
مدى الصاروخ: من 120 إلى 300 كم، وزن الرأس الحربي: 200- 250 كغ.
الطول: 8 أمتار، الوزن عند الإطلاق: 3 طن
عدد الصواريخ في المنظومةالواحدة: المتحركة- 24 صاروخا، الثابتة- 36 صاروخا.
وقت الاستعداد للإطلاق 5 دقائق.