تناقش الحلقة طبيعة العلاقة بين المملكة العربية السعودية وتنظيم "داعش"، وتحاول تسليط الضوء على الأبعاد التاريخية والفكرية واللوجستية لهذه العلاقة.
ففي حين تنفي المملكة الاتهامات بتقديم الدعم للتنظيم الإرهابي، وتتحدث عن ملاحقتها لعناصره والمتعاطفين معه في الداخل، تتوالى الاتهامات لها بأنها الداعم الرئيسي للتنظيم في حروبه وعملياته في عدد من بلدان المنطقة والعالم.
في هذا السياق، لم تتردد السعودية في قطع الطريق على مبادرة "داعش أولا" التي روج وما يزال لها المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، إذ أنها ترى أن هذه المبادرة تحقق رغبة الحكومة السورية،.
بل تضغط الرياض كي لا يكون للرئيس السوري بشار الأسد أي دور في المرحلة المقبلة، وتخطط بذلك لإفقاد طهران إحدى أهم أوراق نفوذها في المنطقة.
فضلاً عن ذلك، وصلت الاتهامات إلى حد إدانة النظام السعودي بالاشتراك مع تنظيم "داعش" في هدم الآثار في الدول العربية.
وقد أشار نادر فرجاني أستاذ العلوم السياسية، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن تدمير الآثار قاسم مشترك بين آل سعود و"داعش"، واعتبر أن السعودية تشترك مع من وصفهم بفاشيي "داعش" في موقفهم المتصلّب من الآثار.
تساؤلات كثيرة تطرح حول مستقبل هذه العلاقة، مع بروز تحولات تمثلت في تخفيف عدد من الدول الغربية، خاصة فرنسا وبريطانيا وأمريكا، مواقفها بشأن الأزمة في سوريا، من التمسك بشرط رحيل الرئيس بشار الأسد إلى التفاوض حول رحيله في مرحلة لاحقة، مبررين ذلك بزيادة خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على بلادهم ، وذلك في الوقت الذي تحظى فيه الدولة السورية بدعم روسي — إيراني على كافة الصعد السياسية والعسكرية والاقتصادية.
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني