هو الاتفاق الوحيد في عمر الحرب السورية الذي جمع موافقة السوريين على اختلاف مواقفهم السياسية لكن تبايناً بالآراء حول جدوى هذه الهدنة بدا جلياً على مواقع التواصل الاجتماعي التي عبر فيها السوريون عن شعورهم في هذه الليلة المنتظرة فمنهم من وصل إلى أقصى درجات التفاؤل واعتبرها بداية النهاية وأن موعد الفرج قد اقترب منهم ليندا التي كتبت على صفحتها الشخصية على الفيس بوك:"شعور غريب ينتابني بعد الهدوء الذي تعيشه العاصمة واعتقد أن الهدنة هي الحل المنتظر والفرج قادم وقريباً سنقول للحرب وداعاً".
"هدنة ؟؟؟ شر البلية مايضحك" هذا رأي نسبة قليلة لا يمكن إنكارها كانت رافضة لفكرة الهدنة انطلاقاً من إيمانها أن الحرب لن تنتهي والنصر لن يتحقق إلا بقدرة الجيش العربي السوري المخلّص الوحيد بنظرهم.
إحدى السيدات السوريات وهي أم لثلاثة ابناء أحدهم يحارب في صفوف الجيش السوري في الغوطة الشرقية ترفض وقف إطلاق النار وترى أنه كلما حقق الجيش السوري وحلفائه تقدماً ميدانياً يحصل تطور دولي لفرملة هذا التقدم، تقول تلك السيدة لـ سبوتنيك وتبدو عليها علامات الغضب: لا أوافق على وقف إطلاق النار إنه فخ من أمريكا وحلفاءها الإقليميين لأنهم شعروا أن الجيش السوري سيقلب الموازين في الميدان، انه أمر غير جيد، يجب على الجيش أن يستمر بعملياته العسكرية بنفس الزخم السابق ودون أي توقف.
جدّية على الأرض في التعاطي مع قرار وقف إطلاق النار رصدها المراسل الصحفي ماهر المونس الذي تجول في أغلب مناطق العاصمة متابعاً هذه المسألة وكتب صباح اليوم على صفحته الشخصية:"ما حصل حتى الآن يوضّح الجدّية من قبل الدول الكبرى في التعاطي مع "وقف العمليات القتالية" وإن سجلت خروقات، والهدوء النسبي هو سيد الموقف كحالة عامة في دمشق وكامل محيطها"
لم تغب التعليقات الساخرة وروح النكتة التي تميز بها السوريون في كل حدث مهما كان جدياً ومن أكثر التعليقات المنتشرة: "ترقبوا اطلاق الرصاص ابتهاجاً بقرار وقف اطلاق النار".
ظهر التشاؤم في آراء البعض الذين اتجهوا إلى التحليل العسكري واعتبروا أن هذه الهدنة لعبة أمريكية هدفها تحقيق مصالح الغرب وفرصة لتستجمع الفصائل الارهابية قوتها من جديد هذا. ماكتبته رهام على صفتحها، آخرون مزجوا الفكاهة بموقفهم المتشائم حيث علقوا: "عندما تعود جدتي صبية حينها ستنجح الهدنة" .
كثيرة هي المنشورات والصور المترافقة مع هاشتاغ #هدنة الذي سيطر على مواقع التواصل الاجتماعي سواء مع الأخبار المتعلقة بالمواقف السياسية من الاتفاق أو حتى رسومات الكاريكاتير التي عبرت عن الواقع السوري وحالة الاشتياق للهدوء والأمل الضعيف بنجاح الاتفاق بطريقة فكاهية وهادفة.
ومع مرور اليوم الأول في عمر الهدنة يبقى السؤال هل ستلاقي الحرب السورية نهايتها وتتوقف أم أن وقف إطلاق النار هو استراحة قصيرة ليس إلا.