فبعد أربعة أشهر على اختفائه عن الأنظار، تمكنت الشرطة البلجيكية من رصد بصماته على كوب ماء كان قد استعمله في منزل مجاور لمكان إلقاء القبض عليه.
وبعد عملية رصد للمعلومات توصل المحققون إلى مخبئه الآخر في شارع بمولنبيك من خلال تتبع إشارات الهواتف وملاحقة طلبية بيتزا غير معتادة، طلبتها سيدة إلى أحد المنازل.
تفاصيل القصة بدأت، يوم الثلاثاء الماضي، بحسب صحيفة "بوليتيكو"، حين داهمت الشرطة إحدى الشقق في منطقة فورست البلجيكية في بروكسل، لكن العناصر فوجئوا بإطلاق نيران الكلاشينكوف بوجههم، وقد تمكن شخصان من الفرار ولم يكن صلاح عبدالسلام بينهما.
إلا أن طرف الخيط كان هنا، فقد تمكن رجال الشرطة من رفع بصمات لعبدالسلام من على كأس ماء. لكن من خلال تلك الصمات تأكدت الشرطة من أن صلاح لا زال في بروكسيل.
وهنا بدأ التركيز، يوم الأربعاء، على منزل في شارعRue Quatres vents، وهو شارع موصوف باحتضانه للعديد من العمال المهاجرين.
ومن هذا المنزل بالذات انطلقت أول إشارة حقيقية على احتمال وجود المتهم الرئيسي في هجمات باريس داخله. فقد تبين للشرطة أن مجموعة كبيرة تقطن المنزل لاسيما بعد أن طلبت امرأة عدداً كبيرا من البيتزا. وبعد أن داهمت الشرطة المنزل رأت عبدالسلام جالساً بين أفراد تلك العائلة، فأصابته في رجله.
ويبقى الأكيد، أن الشرطة البلجيكية قطعت شوطاً رئيسياً وأساسياً في تفكيك خلية هجمات باريس، إلا أنها ألقت القبض على صيد ثمين قد يكشف الكثير من المعلومات عن خبايا التنظيمات الإرهابية لاسيما داعش، وطرق عمله في أوروبا، فضلاً عن بعض خلاياه النائمة.