ويعيش في قطاع غزة قرابة 2 مليون نسمة، يعاني معظمهم من أوضاع اقتصادية صعبة بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من عشر سنوات، حيث يعتاش معظمهم على الإعانات المقدمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
أبو محمد الغرابلي، أحد البائعين في سوق الرمال وسط مدينة غزة أكد لـ"سبوتنيك"، أن الناس ملّت من الاكتئاب والتذمر من كل شيء في الحياة، فنزلت لكي تجوب الشوارع وتشعر بقليل من السعادة ولو لفترة قصيرة.
وأوضح الغرابلي أن موسم البيع والشراء متواضع بسبب أوضاع السكان في غزة، مضيفاً "نسعى قدر المستطاع أن نوفر قوت يومنا وملابس أطفالنا للعيد لكي ندخل ولو قليلاً من السرور إلى قلوبهم".
وأشار إلى أن "أسواق غزة اشتاقت للبضائع المصرية التي تدخل عن طريق معبر رفح، لأن البضائع التي تأتي من الجانب الإسرائيلي تكون أسعارها مضاعفة بسبب الجمارك، مما يؤدي إلى تكبد التجار والبائعين هذا الفرق في الأسعار، الذي يؤدي إلى خسارتهم في معظم المواسم".
في حي الشجاعية وأمام منزلها، اجتمعت الحاجة أم جبر عوكل وجارتها لكي تحضرا كعك العيد والمعمول، ومن حولهما الأطفال ينتظرون على أحر من الجمر أن يخرج حصادهم من الفرن لكي يأكلونه ساخناً.
وتقول عوكل لـ"سبوتنيك"، إن "الأيام أصبحت متشابهة بشكل كبير فلم يعد العيد له بهجة كبيرة مثل الماضي بسبب أوضاع الناس السيئة، حيث أن لحظات الفرحة أصبحت تسرق سرقة من هذه الحياة".
وشددت على أن سكان قطاع غزة رغم كل ما مرّ بهم من معاناة وأزمات، إلا أنهم قادرين على الوقوف من جديد، واستقبال الأعياد والمواسم بروح جديدة وأمل من أجل تعويض ما فاتهم، أملا في أن يكون القادم أفضل للناس ويخفف من معاناتهم.
وأشارت أم جبر بيدها إلى منزلها وأضافت، "هذا المنزل الصغير يسكن فيه أكثر من 20 فرداً من أبنائي وأبنائهم، ورغم الفقر الذي نعاني منه إلا أننا نشعر بالسعادة والدفء عندما نجتمع مع بعض ونستقبل الأعياد بحب رغم كل الظروف".
من الأشياء التي لا تنفك أن تراها في استقبال عيد الفطر هي بسطات "الفسيخ"، ويعتبر الفسيخ وهو سمك مملح من أهم الوجبات التي يأكلها سكان قطاع غزة في فطور أول يوم في عيد الفطر السعيد.
أحد بائعي الفسيخ تيسير أبو عبدو، أكد أن موسم العيد هو الموسم الوحيد تقريباً لأسماكه المملحة، حيث أن الناس معتادة على أكله مهما كانت الظروف في أول أيام العيد.
وأوضح أن البائعين يحضرون الأسماك قبل فترة من العيد، ثم يقومون بإضافة الملح لها وتخزينها فترة معينة، مضيفاً "طعم الفسيخ علامة لا يمكن الاستغناء عنها في غزة".
وتابع، "رغم الانتهاكات الإسرائيلية الكبيرة بحق الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة، إلا أن هذه المهنة تجري في دمائنا ونحبها، ويكافئنا الناس دوماً بالإشادة ببضاعتنا وجودتها".