ادعى الموقع الاستخباراتي الإسرائيلي "ديبكا"، صباح اليوم الخميس، أن روسيا سترد، وبقوة، على الهجمات الإسرائيلية على سوريا، عبر مد مجال منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 300" الموجودة في سوريا لتشمل الأجواء اللبنانية، أيضا.
صواريخ إس 300
ورجح الموقع الاستخباراتي أن تصريحات المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، الجنرال إيغور كوناشينكوف، حول الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، التي قامت بها طائرات الجيش الإسرائيلي مساء أول أمس الثلاثاء، بشأن الاستفزاز الإسرائيلي، يسير في هذا الطريق حول ترجيح أن موسكو ستعمل على توسيع المجال الجوي لبطاريات صواريخ "إس 300" الروسية ليشمل لبنان.
وسبق أن قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إن سلاح الجو الإسرائيلي استخدم خلال الضربة الموجهة لسوريا، أول أمس الثلاثاء، 16 صاروخا موجها من طراز "جي بي يو-39"، مشيرا إلى أن الدفاع الجوي السوري نجح في اعتراض 14 صاروخا. مشيرا إلى أن سقوط الصاروخين الإسرائيليين على المركز اللوجستي، التابع للواء 138 للجيش السوري، أسفر عن إصابة 3 جنود سوريين.
المجال الجوي اللبناني
وتزامنت العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا مع هبوط طائرات مدنية في مطار بيروت، إذ من المعروف أن الطائرات الإسرائيلية اخترقت المجال الجوي اللبناني لتصل إلى أهدافها في الداخل السوري.
وأوضح الموقع الاستخباراتي العبري أن سلاح الجو الإسرائيلي قرر إرسال طائرات من طراز "إف 35" لاستكمال الضربات السورية أو الأهداف في الداخل السوري، كدفعة ثانية من الهجمات، بعدما فشلت الدفعة الأولى من الهجمات، التي جاءت عبر طائرات "إف 16"، والتي تعني وجود فشل حقيقي في ضرب الأهداف السورية خلال الطلعة الجوية الأولى داخل سوريا.
غضب روسي
وأوضح الموقع الاستخباراتي العبري، وثيق الصلة بجهاز الموساد الإسرائيلي، أنه للمرة الأولى يتحدث مسؤول روسي عن اختراق الطائرات الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني خلال هجماتها على سوريا، وبأنه كان من الممكن أن تحدث أو تقع كوارث في حال اصطدام طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بالطائرات المدنية التي هبطت في مطار بيروت، بالتزامن مع قيام تل أبيب بعملياتها العسكرية في الداخل السوري. مشيرا إلى أن هذا التصريح يعني دراسة موسكو لرد قوي وفعال على الهجمات الإسرائيلية على سوريا، وكيفية اختراق المجال الجوي اللبناني.
ورجح الموقع الاستخباراتي قيام روسيا بتوسيع مجال منظومة صواريخ "إس 300"، و"إس 400" الموجودتين في سوريا لتشمل لبنان، وبأن موسكو تستعد لرد روسي آخر، وقوي، على الهجمات الإسرائيلية على سوريا. وهو ما يشمل حزب الله اللبناني، أيضا، وإن توقع ألا يكون هذا القرار أو رد الفعل فوريا، وإنما يستمر التوقع لعدة أيام قادمة.
الأسد والاتفاق الروسي
وعزى الموقع الاستخباراتي العبري الغضب الروسي من إسرائيل إلى سببين، الأول يعود إلى أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على سوريا استهدف قيادة عسكرية سورية مهمة ترجع إلى الرئيس السوري نفسه، بشار الأسد، وهو ما ترفضه موسكو، دوما، من استهداف إسرائيل لأية أهداف تعوق حركة الأسد أو تزلزل مكانته في الداخل السوري، كما هو متفق بين الطرفين، الروسي والإسرائيلي، حسب الموقع المذكور.
ويرجع السبب الثاني إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي كان مصرا على القيام بعمليته العسكرية، بدليل قيامه بدفعة ثانية من قواته الجوية للقيام بضرب أهداف في الداخل السوري، خاصة وأنها أهدافا قريبة من العاصمة السورية، دمشق، وهو ما تسبب في إثارة غضب روسيا، كما سبق وأن أغضبت تل أبيب روسيا باحتمائها بالطائرة الروسية "إيل 20"، في سبتمبر/ أيلول الماضي.