وقالت بو داغر خراط "الاستثنائي اللي صار السنة هو عدد الفراشات المهاجرة اللي تعدى الملايين والملايين منهن يا اللي قطعت فوق لبنان، ما بس قطعت بالمناطق اللي فيها أزهار، وبالحقول وبالغابات، بس قطعت حتى بالمناطق، ببيروت، بالبترون، بجبيل، بكل المناطق".
وتابعت "عدد ملايين من الفراشات قطعت فوق المنطقة متل الشيء اللي عم نشهده اليوم، هيدا شيء صراحة كتير استثنائي".
وأكسبت الأجنحة المميزة بألوانها الأبيض والأسود والخمري هذه الفراشات اسم "السيدة الملونة" ويمكن رؤيتها في قريتي مروج والزعرور في الشمال وهي تحلق فوق المراعي الشاسعة من الزهور البرية.
يقول روني خراط من الزعرور "كانوا عم بيغطوا ع الورد، كان شيء كتير حلو، العالم كلها صارت توقف ع الطرقات تتفرج عليهن، كان حدث غريب بالنسبة لنا مش شايفين هيك شيء هون، هاي أول مرة كانت".
لكن بالنسبة لبعض القرويين أعاد هذا التدفق للأذهان ذكريات غزو الجراد للبنان خلال المجاعة الكبرى بين 1915 و1918 والتي راح ضحيتها الآلاف كما دفعت كثيرين آخرين للهجرة.
وقال نسيب العلم، هو مزارع مسن ظل يحرث حقوله على مدى السنوات الستين الماضية، إنه في البداية أعتقد بعض الناس أن الجراد قد عاد.
وأضاف "صار يقولوا إن هيدا متل الجراد وبده يبخ وبده يعمل دود، لأ لأ، مارق (عابر) هيدا، هيداك الجراد أجا، ما بيجي بها القوة هاي. إذا أجا بها القوة بيطرش (لا يطير) مطرح ما بيغط بيحلق، ما بيخلي شيء، ليك هون قبالك كلها خضار بعدها، هيدا بيمرق، فترة بتمرق. (مراسل يسأل: حبيت الفراشات؟) إيه، إيه حلوين، حلوين كلهن ع فرد لون".