إلى جانب أنظمة المراقبة الصوتية والمدافع الضوئية الكاشفة المنتشرة على مساحة واسعة بمحيطها، بنت حامية قاعدة "حيميمم" الروسية في سوريا عشرات الحظائر الحديدية لإيواء مقاتلات الأسطول الجوي.
والهدف من الإجراء الأخير ليس فقط تأمين الحظائر للمقاتلات، ولكن ثمة أهداف مباشرة أولها إزاحة كل مصادر الخطر عن الطائرات المنتشرة في مدرج القاعدة وتجنيبها مواجهة الدرونات الانتحارية التي لاتمتثل لقوانين أنظمة الدفاع الجوي المتطورة.
في سماء الريف الجبلي الممتد من القاعدة الواقعة قرب مدينة اللاذقية وحتى إدلب، لا يزال خطر الدفع بالصواريخ والدرونات المفخخة قائما، فيما لم تلغ السيطرة على ريف حماة احتمالات وقوع هجمات انتحارية،
ومع هذا فإن الخطر الحقيقي يأتي من منطقة خفض التصعيد في ريف اللاذقية، فالفصائل التركستانية الآسيوية الأكثر شراسة في الحرب السورية والتي تنشط قرب بلدة (كباني) وتتخذ من جسر الشغور مقرا لها، تبحث جاهدة عن طريق آمنة لعشرات الدرونات بغية إيقاع خسائر ثمينة لإزعاج موسكو.
وتفيد المعلومات التي حصل عليها مراسل "سبوتنيك" أن روسيا إلى جانب بناء حظائر للطائرات نشرت قبل أيام سلاحا نوعيا جديدا لمجابهة المسيرات والصواريخ, كبديل عن أنظمة الدفاع الجوي المتطورة المكلفة ماديا والتي كانت تتولى صواريخها مهمة تدمير الأهداف، ومهمة السلاح المتوسط الجديد، التصدي لكافة الأجسام الطائرة بما فيها الدرونات الخشبية المغطاة بالفلين والقادرة على امتصاص إشارة الرادار من خلال كثافة الغطاء الناري الذي يمنحه وبشكل أوتوماتيكي عند وجود أي خطر.
ويشار إلى أن عشرات الكيلومترات فقط هي المسافة التي تفصل القاعدة الروسية في "حميميم" عن الجبهتين الشرقية والشمالية لريف اللاذقية والمتصلتين بالحدود التركية من جهة و مواقع الفصائل الآسيوية المتشددة من جهة أخرى .
وكانت مصادر مطلعة في ريف إدلب، كشفت لوكالة "سبوتنيك"، أن هيئة "تحرير الشام" والحزب "الإسلامي التركستاني" حصلا خلال الأشهر الماضية على مئات الطائرات المسيرة وصلتها عبر الحدود التركية.
جدير بالذكر أن عشرات الطائرات من دون طيار تم إطلاقها خلال الأشهر الماضية باتجاه الساحل السوري وباتجاه مواقع الجيش في ريف حماة الشمالي، حيث قامت الدفاعات الجوية الروسية والسورية بإسقاطها جميعا وإحباط محاولات هجومها باتجاه قاعدة حميميم الروسية وباتجاه المواقع العسكرية السورية.