وبحسب المصادر التي تحدثت لـ "سبوتنيك"، اليوم تمكنت القبائل من إغلاق أكثر من 300 بئر في المناطق النفطية وأن المناطق الغربية تجهز لعملية الإغلاق على مدار اليوم والغد.
المعلومات ذاتها أكدها الشيخ السنوسي الحليق شيخ مشايخ قبيلة زوية بقوله إن العمل والتنسيق لإغلاق كافة حقول وآبار النفط في كامل التراب الليبي مستمر على مدار الساعة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" الأحد، أن الخيار الشعبي الآن أمام أي تدخل أجنبي هو حمل السلاح من جميع فئات الشعب ومواجهة أي تدخل أجنبي.
وأشار إلى أن البعض كان يريد تدمير الحقول والآبار النفطية إلا أن بعض القبائل دفعت دون ذلك والاكتفاء بالإغلاق فقط.
وأشار إلى أنه عمليات الإغلاق مستمرة بشكل تدريجي، وأن الآبار التي أغلقت حتى اليوم بلغت 372 بئر لشركة الخليج المنتجة للنفط، وأنه يتم العمل للوصول للإغلاق النهائي.
من ناحيته قال مفتاح أبو خليل عميد بلدية الكفرة، إن جميع القبائل متفقة على رفض أي قوات أجنبية على الأراضي الليبية.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، الأحد، أن المطالبة بقوات حماية دولية، يعبر عن مطالب جماعة "الإخوان" التي شعرت بأن الشعب الليبي لن يقبل بها مرة أخرى في المشهد.
وشدد على أن الشعب الليبي مستعد بشكل كامل الآن لحمل السلاح وخوض معركة مفتوحة ضد أي قوات أجنبية تدخل إلى الأراضي الليبية.
وبشأن تأثير إغلاق الحقول النفطية على الاقتصاد الليبي، أشار إلى أن الاقتصاد الليبي ينهار بشكل متتابع منذ عام 2011 حتى الأن، وأن معظم الاستثمارات الليبية في الخارجة تم بيعها بمباركة الأطراف الحاكمة.
وأشار إلى أن جميع القبائل تعمل الأن على إغلاق جميع بما يعني أن ليبيا ستصبح دون أي إنتاج للنفط، ما يعني أن إنتاجها اليومي يساوي" صفر" حال تنفيذ التهديدات.
دعا رئيس حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، فايز السراج، إلى نشر "قوة حماية دولية" في البلاد، في حال استأنفت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملياتها العسكرية.
وقال السراج، في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانية، قبل المؤتمر الدولي حول ليبيا، الذي يعقد في برلين اليوم الأحد: "إذا لم ينه خليفة حفتر هجومه، يتعين على المجتمع الدولي التدخل عبر قوة دولية لحماية السكان المدنيين الليبيين".
وأضاف: "سنرحب بقوة حماية ليس لأنه يجب أن نكون محميين بصفتنا حكومة، بل من أجل حماية السكان المدنيين الليبيين الذين يتعرضون باستمرار للقصف منذ تسعة أشهر".
واعتبر السراج، أن مهمة قوة مسلحة كهذه يجب أن تكون برعاية الأمم المتحدة، قائلاً "إنه يتوجب تحديد الجهة التي ستشارك فيها، سواء كان الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الأفريقي أو جامعة الدول العربية".
وانتقد رئيس حكومة الوفاق الليبية، مستوى انخراط الأوروبيين حتى الآن، قائلا "للأسف، كان دور الاتحاد الأوروبي حتى الآن متواضعا جدا، على الرغم من أن بعض دول الاتحاد الأوروبي لديها علاقة خاصة مع ليبيا، وعلى الرغم من أننا جيران ولدينا مصالح مشتركة كثيرة".
إعلان القوة القاهرة
قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن إغلاق موانئ النفط بشرق ليبيا سيؤدي إلى خسائر في إنتاج النفط الخام بمقدار 800 ألف برميل يوميا، ما يعادل نحو 55 مليون دولار.
فرص الحل في برلين
وشدد سلامة، في حديث مع صحيفة "الشرق الأوسط" أمس السبت، على أن "قمة برلين لا تسعى إلى حل المشكلة الليبية بكل جوانبها، هي فقط تسعى إلى إنشاء مظلة دولية حامية لما سيتفق عليه الليبيون"، مؤكدا أن "القمة ستكون المظلة الواقية لما سيتفق عليه الليبيون في مسارات ثلاثة، اقتصادية وسياسية وعسكرية".
وأعرب المبعوث الأممي عن أمله في "إنشاء حكومة وحدة وطنية يفرزها الحوار الليبي ـ الليبي خلال الأسابيع المقبلة بحيث نضع حدا لوجود حكومة في طرابلس وحكومة موازية أخرى".
قائلا: "نسعى لتوحيد الحكومتين، وإنشاء حكومة وحدة وطنية".
وشدد على أنه "هناك عدد كبير من غير الليبيين الذين يقاتلون في الجبهات الليبية، هناك مقاتلون من أكثر من 10 دول، آخرهم كان وصول عدد من المقاتلين السوريين"، مفيدا بأنه "جرى وضع خطة أمنية تقضي بخروج كل المقاتلين الأجانب من ليبيا مهما كانت جنسياتهم".
وتعاني ليبيا التي لديها أكبر احتياطات نفط في القارة الأفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط معمر القذافي، في 2011 ، في أعقاب انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إنّ أكثر من 280 شخصا قتلوا إضافة إلى أكثر من ألفي مقاتل، فضلا عن نزوح 146 ألفا، ولا يزال اتفاق وقف إطلاق النار وفق المبادرة التركية - الروسية الذي بدأ الأسبوع الماضي، ساريا رغم تبادل الطرفان اتهامات بخرقه.