ونشرت مجلة "لايف ساينس" تقريرا متخصصا حول محاولات إصلاح الفشل الأكبر الذي واجهه أينشتاين في مسيرته العلمية، وجعله يموت بخيبة الأمل، بحسب المجلة.
وكان أنيشتاين في سنوات الأخيرة، يحاول إمالة طواحين الهواء، ويسعى لتوحيد كل قوى الطبيعة، ومات بخيبة الأمل، ودخلت محاولته تلك باعتبارها أكبر فشل له.
ولكن يمكن أن يكون حلم أينشتاين الفاشل هذا انتصارا في النهاية، بعد محاولة مجموعة من الفيزيائيين إعادة صياغة أفكاره القديمة، لجمع كل قوى الكون معا، مستفيدة من العلوم الحديثة.
وتعتبر حتى الآن أنجح نظرية للجاذبية عرفتها البشرية، هي نظرية أينشتاين الشهيرة للنسبية العامة، والتي أمضى العالم الأمريكي أكثر من 7 سنوات في تطويرها، ولكن نظرية النسبية رغم بساطتها الخادعة إلا أنها تعبر عن مسرح الكون رباعي الأبعاد، أو ما يسمى "الزمكان".
واكتشف العلماء أن المادة والطاقة يركضان بالفعل في خطوط متوازية، ما يسبب في تشوه الزمكان وتقوسه، وهذا التقوس والتشوه يخبر بدوره المادة والطاقة كيف تتحرك وتتصرف في الزمكان، وهو ما يفسر مثلا انحناء الضوء حول الأجسام الضخمة، وتكوين الثقوب السوداء في الفضاء السحيق.
ولاحظ علماء الفيزياء ظاهرتين، لم يتم تفسيرها بشكل كامل في نظرية النسبية العامة، الأولى هي أن "معظم المادة في الكون (ما يسمى بالمادة المظلمة) لا تتفاعل مع الضوء"، أما الثانية فهي أنه "يتسارع توسع الكون كل يوم (والذي يُعتقد أنه ناتج عن طاقة مظلمة غير معروفة حتى الآن)".
ولشرح المادة المظلمة والطاقة المظلمة، لدينا خياران. إما أن تكون النسبية العامة صحيحة تمامًا، لكن كوننا مليء بمواد جديدة غريبة، أو النسبية العامة خاطئة تمامًا.
واكتشف العلماء مصطلح "الجاذبية الموازية" تلك النظرية التي تخلى عنها أينشتاين نفسه في نهاية أيامه، والتي تفسر كيفية تأثير الانحناءات والالتواءات على الزمكان وحركة المادة والطاقة.
وفي الآونة الأخيرة، بدأ الفيزيائيون يربطون "الجاذبية الموازية عن بُعد" بـ"نظرية الأوتار الفائقة" التي سبق وأعدها أينشتاين نفسه أيضا، وهو ما فسر بصورة كبيرة كيفية تسيير الأمور في هذا الكون.
وقال العلماء إنه "رغم أن الطريق لا يزال طويلا، إلا أننا وضعنا يدنا على بداية الخيط، الذي سيمكننا من توحيد نظريات النسبية العامة، ومعالجة كافة أوجه القصور الحالية بها، وتحقيق حلم أينشتاين في توحيد طول قوى الطبيعة والذي يمكننا في النهاية من التحكم في الزمكان والمادة والطاقة".