https://sarabic.ae/20250511/ضابط-سابق-بالاستخبارات-الأمريكية-أوكرانيا-والغرب-لا-يريدون-سلاما-حقيقيا-1100407271.html
ضابط سابق بالاستخبارات الأمريكية: أوكرانيا والغرب لا يريدون سلاما حقيقيا... فيديو
ضابط سابق بالاستخبارات الأمريكية: أوكرانيا والغرب لا يريدون سلاما حقيقيا... فيديو
سبوتنيك عربي
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، وذلك دون أي شروط مسبقة، حيث أشار إلى أن المفاوضات يمكن أن تبدأ في 15... 11.05.2025, سبوتنيك عربي
2025-05-11T16:03+0000
2025-05-11T16:03+0000
2025-05-11T18:57+0000
حوارات
حصري
روسيا
سلاح روسيا
أخبار روسيا اليوم
فلاديمير بوتين
أخبار أوكرانيا
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/05/07/1100257043_0:0:1280:721_1920x0_80_0_0_2ae288cccccff8c5ead7fc89818a31e7.jpg
حول ذلك العرض، أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع ضابط الاستخبارات السابق في مشاة البحرية الأمريكية سكوت ريتر. وإلى نص الحوار:كيف يغير عرض بوتين موازين القوى في المفاوضات؟ وما دوره في ظل إصرار الغرب وأوكرانيا على هدنة 30 يوما؟هذا العام يصادف الذكرى الـ80 لهزيمة ألمانيا النازية بقيادة تحالف ضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ودولًا أخرى، كما جاءت هذه الاحتفالات في خضم جهود دبلوماسية مكثفة من روسيا لضمان دعم حلفاء أساسيين مثل الصين والهند (رغم غياب الأخيرة بسبب توتراتها مع باكستان).الآن، بعد انتهاء احتفالات يوم النصر - والتي شملت دبلوماسية مكثفة من بوتين مع الحضور - أعاد الرئيس الروسي طرح المبادرة، ففي مؤتمره الصحفي، أشار إلى أهمية الحوار (رغم عدم الكشف عن تفاصيل المناقشات)، ومن الواضح أن العملية العسكرية الخاصة والحل الدبلوماسي كانا محل نقاش.بإعلانه استئناف مفاوضات إسطنبول 2022 دون شروط، انتزع بوتين المبادرة من الغرب، فلم يعد الطرح الغربي حول "الهدنة المؤقتة" هو محور النقاش، بل تحول التركيز إلى عرض روسيا الذي يقترح العودة إلى نقطة التوقف السابقة، مع مراعاة المتغيرات الجديدة منذ انسحاب أوكرانيا آنذاك. وقد ذكّر بوتين بهذا الخيار منذ يونيو الماضي، لكنه هذه المرة قدمه عمليًا بتحديد موعد (15 مايو) ومكان (إسطنبول) بوساطة تركية.بهذه الخطوة، تمتلك روسيا الآن المبادرة والموقع الأخلاقي الأعلى، لن يعود الحديث عن هدنات اصطناعية، وسيضطر الطرف الأوكراني إلى الاختيار بين التفاوض أو الكشف عن عدم جدّيته. لكن المشكلة الكبرى لأوكرانيا هي أن قوانينها تمنع حكومتها من التفاوض المباشر مع روسيا. وهكذا، يكشف بوتين تناقضات كييف والغرب، فضلًا عن عدم جدية الولايات المتحدة في السعي لحل دبلوماسي.ما هي مزايا الأسلوب الروسي في المفاوضات؟في الغرب، لدينا مفهوم يُسمى "حلقة OODA"، وهي دورة صنع القرار التي بدأت كفكرة عسكرية ثم تبنتها الشركات كأداة إدارية فعالة. لا أعرف إذا كانت روسيا تتبع هذا النموذج، لكنه يعني: "المراقبة، التوجيه، القرار، الفعل". الفكرة الأساسية هي أن من يصنع القرارات أسرع من خصمه يسيطر على السردية، ويجعل الطرف الآخر في موقف المُتفاعل.هذا بالضبط ما فعله الرئيس بوتين في عرضه الأخير؛ فقد دخل دورة صنع القرار الغربية، وأصبح هو الطرف الفاعل، بينما اضطرت أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة للرد على خطوته. قبل ذلك، كان الغرب يتحكم في السردية عبر فرض وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، لكن روسيا جاءت باقتراح مختلف تمامًا يتضمن إجراءات عملية، مما عزز مصداقيتها.وكانت هذه خطوة مفاوضات عبقرية من بوتين. فقد عين يوري أوشاكوف، مستشاره للشؤون الخارجية، كرئيس للوفد المفاوض، وهو خبير في هذا الملف. روسيا ليست كمن يدعي الاستعداد دون فعل؛ فهي جاهزة للتفاوض في إسطنبول يوم 15 مايو، بينما لا تستطيع أوكرانيا المشاركة إلا إذا غيرت دستورها — وهو ما يرفضه زيلينسكي.الغرب الآن في موقف صعب، لأن اقتراح روسيا غير اللعبة. حتى ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، قد وجد أن نقاطه التفاوضية لم تعد ذات صلة بعد الرد الروسي الحاسم، هذه الخطوة تظهر براعة بوتين في تحويل المسار لصالحه دبلوماسيًا وسياسيًا.أي دول أو قوى سياسية من المرجح أن تحاول تقويض أو تخريب مقترح السلام للرئيس بوتين؟لا أعتقد أن روسيا تضع نفسها في موقف يمكن تقويضه، مقترح روسيا للمفاوضات في 15 مايو يفترض، برأيي، أن أوكرانيا لن توافق عليه، لكن هذا لا يقلل من شرعية الموقف الروسي.روسيا تبني على منصة مفاوضات موجودة بالفعل. هذه ليست مناقشات نظرية، فقد عقدت أوكرانيا عدة جولات من المفاوضات مع روسيا في "غوميل" ببيلاروسيا بعد أقل من أسبوع من بدء العملية العسكرية الخاصة، ثم انتقلت المحادثات إلى تركيا، حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام في إسطنبول كان جاهزًا للتوقيع، لكن أوكرانيا والغرب هم من انسحبوا منه.ما تقوله روسيا هو أنها مستعدة لاستئناف شيء حقيقي، وليس نظريًا أو افتراضيًا، وهذا لا يمكن تقويضه، لأن كل ما يمكن لأوكرانيا فعله هو الرفض، مما يضعف موقفها على الفور، بينما يمكن لأوروبا أن تكرر أنها "غير جادة في التفاوض". أما الولايات المتحدة، فستجد نفسها في مأزق مرة أخرى.هذه خطوة عبقرية من فلاديمير بوتين، لأنه لا يقدم شيئًا نظريًا أو غير مسبوق، بل نموذجًا ناجحًا للمفاوضات كان يمكن أن ينهي الأزمة لو نُفذ في مارس 2022. روسيا تقدم حقيقة لا يمكن تقويضها، بل تؤكد أن أوكرانيا والغرب والولايات المتحدة غير جادين بشأن السلام.إذا كانت أوكرانيا وأوروبا تدعوان حقًا للسلام، فلماذا تعارضان مقترحًا يبدو أنه يؤدي إليه؟ وكيف تفيد أوروبا إطالة الصراع أو فرض شروطها في المفاوضات رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا فيه؟الحقيقة المأساوية هي أن أوكرانيا ليست دولة مستقلة أو ذات سيادة، والغرب لا يهتم بمستقبلها، إنها أداة يستخدمها الناتو وأوروبا والولايات المتحدة لإضعاف روسيا، وهذا هو الهدف الحقيقي من الصراع.الغرب سيستمر في استخدام أوكرانيا حتى تنكسر، وبالاستمرار في الحرب، يعتقدون أنهم يضعفون روسيا سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، رغم أن هذه المعتقدات خاطئة.لا يريد أي من أوكرانيا أو أوروبا أو أمريكا سلامًا حقيقيًا، بل يسعون لكسب الوقت لإعادة ترتيب أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا لمواصلة الحرب، هدف أوكرانيا المدعوم غربيًا ليس الاستقرار، بل استعادة حدود 1991، بما فيها القرم والمناطق التي ضمتها روسيا، كيف يمكن تحقيق سلام واقعي بهذه الشروط؟الهدنة فخ، إذا وافقت روسيا على هدنة 30 يومًا، سيتدفق آلاف الجنود الأوروبيين إلى أوكرانيا لإنشاء "آلية أمنية" تمنع روسيا من استئناف القتال، بينما تعزز الولايات المتحدة الدعم الاقتصادي. لذلك، تصر روسيا على معالجة الأسباب الجذرية للصراع أولًا، لتجنب حرب جديدة بعد سنوات.هدف روسيا هو سلام دائم يمكن بناء إطار أمني أوروبي جديد عليه. لكن هدف أوكرانيا وأسيادها الغربيين هو كسب الوقت لاستمرار الحرب التي تشن على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة، بهدف تدميرها وإضعافها.روسيا تملك المبادرة الاستراتيجية وتتحرك بحكمة، بينما سيتفكك التحالف الغربي قريبًا. حتى لو رفض الغرب التفاوض، فإن روسيا تثبت أنها تبذل كل جهد للسلم قبل تصعيد الصراع.بعض الروس يعبرون عن استيائهم من مقترح بوتين ويريدون حلاً عسكريًا حاسمًا، لكن الحرب امتداد للسياسة، ودون ضمان الظروف السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، قد تخسر روسيا ميزتها الاستراتيجية. بوتين وحكومته لا يتخذون قرارات متسرعة، بل يخططون بعناية لتحقيق النصر بشموليته.نأمل أن تختار أوكرانيا والغرب طريق السلام، لكن إن رفضوا، فروسيا مستعدة للحل العسكري بعد تأمين كل المتطلبات المسبقة. علينا التفكير استراتيجيًا، وليس عاطفيًا.
https://sarabic.ae/20250511/خبير-أمني-بعض-الرؤى-الأوروبية-تدعم-مبادرة-بوتين-للتفاوض-مع-أوكرانيا-ووقف-الاستنزاف-1100402945.html
https://sarabic.ae/20250511/الخارجية-الروسية-كييف-أخطأت-فهم-مقترح-بوتين-بشأن-المفاوضات-بين-روسيا-وأوكرانيا-1100399827.html
https://sarabic.ae/20250511/باحث-في-العلاقات-الدولية-دعوة-بوتين-كييف-للتفاوض-بشكل-مباشر-ودون-شروط-هي-دعوة-المنتصر--1100401559.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حوارات, حصري, روسيا, سلاح روسيا, أخبار روسيا اليوم, فلاديمير بوتين, أخبار أوكرانيا
حوارات, حصري, روسيا, سلاح روسيا, أخبار روسيا اليوم, فلاديمير بوتين, أخبار أوكرانيا
ضابط سابق بالاستخبارات الأمريكية: أوكرانيا والغرب لا يريدون سلاما حقيقيا... فيديو
16:03 GMT 11.05.2025 (تم التحديث: 18:57 GMT 11.05.2025) حصري
اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، استئناف المفاوضات المباشرة مع أوكرانيا، وذلك دون أي شروط مسبقة، حيث أشار إلى أن المفاوضات يمكن أن تبدأ في 15 مايو/أيار في مدينة إسطنبول، داعياً إلى إجراء محادثات بناءة بين الجانبين.
حول ذلك العرض، أجرت وكالة "سبوتنيك" حوارا مع ضابط الاستخبارات السابق في مشاة البحرية الأمريكية سكوت ريتر.
كيف يغير عرض بوتين موازين القوى في المفاوضات؟ وما دوره في ظل إصرار الغرب وأوكرانيا على هدنة 30 يوما؟
هذا العام يصادف الذكرى الـ80 لهزيمة ألمانيا النازية بقيادة تحالف ضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ودولًا أخرى، كما جاءت هذه الاحتفالات في خضم جهود دبلوماسية مكثفة من روسيا لضمان دعم حلفاء أساسيين مثل الصين والهند (رغم غياب الأخيرة بسبب توتراتها مع باكستان).
الآن، بعد انتهاء احتفالات يوم النصر - والتي شملت دبلوماسية مكثفة من بوتين مع الحضور - أعاد الرئيس الروسي طرح المبادرة، ففي مؤتمره الصحفي، أشار إلى أهمية الحوار (رغم عدم الكشف عن تفاصيل المناقشات)، ومن الواضح أن العملية العسكرية الخاصة والحل الدبلوماسي كانا محل نقاش.
بإعلانه
استئناف مفاوضات إسطنبول 2022 دون شروط، انتزع بوتين المبادرة من الغرب، فلم يعد الطرح الغربي حول "الهدنة المؤقتة" هو محور النقاش، بل تحول التركيز إلى عرض روسيا الذي يقترح العودة إلى نقطة التوقف السابقة، مع مراعاة المتغيرات الجديدة منذ انسحاب أوكرانيا آنذاك. وقد ذكّر بوتين بهذا الخيار منذ يونيو الماضي، لكنه هذه المرة قدمه عمليًا بتحديد موعد (15 مايو) ومكان (إسطنبول) بوساطة تركية.
بهذه الخطوة، تمتلك روسيا الآن المبادرة والموقع الأخلاقي الأعلى، لن يعود الحديث عن هدنات اصطناعية، وسيضطر الطرف الأوكراني إلى الاختيار بين التفاوض أو الكشف عن عدم جدّيته. لكن المشكلة الكبرى لأوكرانيا هي أن قوانينها تمنع حكومتها من التفاوض المباشر مع روسيا. وهكذا، يكشف بوتين تناقضات كييف والغرب، فضلًا عن عدم جدية الولايات المتحدة في السعي لحل دبلوماسي.
ما هي مزايا الأسلوب الروسي في المفاوضات؟
في الغرب، لدينا مفهوم يُسمى "حلقة OODA"، وهي دورة صنع القرار التي بدأت كفكرة عسكرية ثم تبنتها الشركات كأداة إدارية فعالة. لا أعرف إذا كانت روسيا تتبع هذا النموذج، لكنه يعني: "المراقبة، التوجيه، القرار، الفعل". الفكرة الأساسية هي أن من يصنع القرارات أسرع من خصمه يسيطر على السردية، ويجعل الطرف الآخر في موقف المُتفاعل.
هذا بالضبط ما فعله
الرئيس بوتين في عرضه الأخير؛ فقد دخل دورة صنع القرار الغربية، وأصبح هو الطرف الفاعل، بينما اضطرت أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة للرد على خطوته. قبل ذلك، كان الغرب يتحكم في السردية عبر فرض وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا، لكن روسيا جاءت باقتراح مختلف تمامًا يتضمن إجراءات عملية، مما عزز مصداقيتها.
وكانت هذه خطوة مفاوضات عبقرية من بوتين. فقد عين يوري أوشاكوف، مستشاره للشؤون الخارجية، كرئيس للوفد المفاوض، وهو خبير في هذا الملف. روسيا ليست كمن يدعي الاستعداد دون فعل؛ فهي جاهزة للتفاوض في إسطنبول يوم 15 مايو، بينما لا تستطيع أوكرانيا المشاركة إلا إذا غيرت دستورها — وهو ما يرفضه زيلينسكي.
الغرب الآن في موقف صعب، لأن اقتراح روسيا غير اللعبة. حتى ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، قد وجد أن نقاطه التفاوضية لم تعد ذات صلة بعد الرد الروسي الحاسم، هذه الخطوة تظهر براعة بوتين في تحويل المسار لصالحه دبلوماسيًا وسياسيًا.
أي دول أو قوى سياسية من المرجح أن تحاول تقويض أو تخريب مقترح السلام للرئيس بوتين؟
لا أعتقد أن روسيا تضع نفسها في موقف يمكن تقويضه، مقترح روسيا للمفاوضات في 15 مايو يفترض، برأيي، أن أوكرانيا لن توافق عليه، لكن هذا لا يقلل من شرعية الموقف الروسي.
روسيا تبني على منصة مفاوضات موجودة بالفعل. هذه ليست مناقشات نظرية، فقد عقدت أوكرانيا عدة جولات من المفاوضات مع روسيا في "غوميل" ببيلاروسيا بعد أقل من أسبوع من بدء العملية العسكرية الخاصة، ثم انتقلت المحادثات إلى تركيا، حيث تم التوصل إلى اتفاق سلام في إسطنبول كان جاهزًا للتوقيع، لكن أوكرانيا والغرب هم من انسحبوا منه.
ما تقوله روسيا هو أنها مستعدة لاستئناف شيء حقيقي، وليس نظريًا أو افتراضيًا، وهذا لا يمكن تقويضه، لأن كل ما يمكن لأوكرانيا فعله هو الرفض، مما يضعف موقفها على الفور، بينما يمكن لأوروبا أن تكرر أنها "غير جادة في التفاوض". أما الولايات المتحدة، فستجد نفسها في مأزق مرة أخرى.
هذه
خطوة عبقرية من فلاديمير بوتين، لأنه لا يقدم شيئًا نظريًا أو غير مسبوق، بل نموذجًا ناجحًا للمفاوضات كان يمكن أن ينهي الأزمة لو نُفذ في مارس 2022. روسيا تقدم حقيقة لا يمكن تقويضها، بل تؤكد أن أوكرانيا والغرب والولايات المتحدة غير جادين بشأن السلام.
إذا كانت أوكرانيا وأوروبا تدعوان حقًا للسلام، فلماذا تعارضان مقترحًا يبدو أنه يؤدي إليه؟ وكيف تفيد أوروبا إطالة الصراع أو فرض شروطها في المفاوضات رغم أنها ليست طرفًا مباشرًا فيه؟
الحقيقة المأساوية هي أن أوكرانيا ليست دولة مستقلة أو ذات سيادة، والغرب لا يهتم بمستقبلها، إنها أداة يستخدمها الناتو وأوروبا والولايات المتحدة لإضعاف روسيا، وهذا هو الهدف الحقيقي من الصراع.
الغرب سيستمر في استخدام أوكرانيا حتى تنكسر، وبالاستمرار في الحرب، يعتقدون أنهم يضعفون روسيا سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، رغم أن هذه المعتقدات خاطئة.
لا يريد أي من أوكرانيا أو أوروبا أو أمريكا سلامًا حقيقيًا، بل يسعون لكسب الوقت لإعادة ترتيب أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا لمواصلة الحرب، هدف أوكرانيا المدعوم غربيًا ليس الاستقرار، بل استعادة حدود 1991، بما فيها القرم والمناطق التي ضمتها روسيا، كيف يمكن تحقيق سلام واقعي بهذه الشروط؟
الهدنة فخ، إذا وافقت روسيا على هدنة 30 يومًا، سيتدفق آلاف الجنود الأوروبيين إلى أوكرانيا لإنشاء "آلية أمنية" تمنع روسيا من استئناف القتال، بينما تعزز الولايات المتحدة الدعم الاقتصادي. لذلك، تصر روسيا على معالجة الأسباب الجذرية للصراع أولًا، لتجنب حرب جديدة بعد سنوات.
هدف روسيا هو سلام دائم يمكن بناء إطار أمني أوروبي جديد عليه. لكن هدف أوكرانيا وأسيادها الغربيين هو كسب الوقت لاستمرار الحرب التي تشن على روسيا منذ نهاية الحرب الباردة، بهدف تدميرها وإضعافها.
روسيا تملك المبادرة الاستراتيجية وتتحرك بحكمة، بينما سيتفكك التحالف الغربي قريبًا. حتى لو رفض الغرب التفاوض، فإن روسيا تثبت أنها تبذل كل جهد للسلم قبل تصعيد الصراع.
بعض الروس يعبرون عن استيائهم من مقترح بوتين ويريدون حلاً عسكريًا حاسمًا، لكن الحرب امتداد للسياسة، ودون ضمان الظروف السياسية والاقتصادية والدبلوماسية، قد تخسر روسيا ميزتها الاستراتيجية. بوتين وحكومته لا يتخذون قرارات متسرعة، بل يخططون بعناية لتحقيق النصر بشموليته.
نأمل أن تختار أوكرانيا والغرب طريق السلام، لكن إن رفضوا، فروسيا مستعدة للحل العسكري بعد تأمين كل المتطلبات المسبقة. علينا التفكير استراتيجيًا، وليس عاطفيًا.
