00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
06:00 GMT
183 د
عرب بوينت بودكاست
09:37 GMT
23 د
المقهى الثقافي
10:44 GMT
17 د
عرب بوينت بودكاست
13:03 GMT
16 د
عرب بوينت بودكاست
13:48 GMT
12 د
مدار الليل والنهار
14:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
20:00 GMT
60 د
مدار الليل والنهار
21:00 GMT
87 د
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
149 د
مدار الليل والنهار
البرنامج الصباحي
06:00 GMT
183 د
من الملعب
حصاد الجولة الأولى من كأس العرب.. بداية نارية ومفاجآت بالجملة
09:16 GMT
29 د
المقهى الثقافي
حوار مع الشاعر الأردني محمد محمود العزام
09:46 GMT
14 د
نبض افريقيا
ختام فعاليات مؤتمر جرائم الاستعمار في القارة الأفريقية في الجزائر مع توصيات لتحديد آليات لجبر الضرر
10:03 GMT
45 د
خطوط التماس
إيران من الحكم القاجاري الى الحكم البهلوي وعهد رضا شاه
12:03 GMT
45 د
عرب بوينت بودكاست
الفنانة التونسية أميرة دخلية في ضيافة عرب بوينت بودكاست
12:49 GMT
10 د
صدى الحياة
"الرأسمالية المتوحشة" تُغذي الحقد الطبقي وتفكك المجتمعات
13:03 GMT
30 د
مساحة حرة
التنمر الالكتروني .. ظاهرة تهدد حياة الفتيات في العالم العربي؟
13:33 GMT
18 د
مرايا العلوم
مجموعة فريدة من النجوم وصيد البشر الأوائل وثقوب سوداء متباعدة بسرعة هائلة
13:51 GMT
9 د
مدار الليل والنهار
البرنامج المسائي
14:00 GMT
183 د
ملفات ساخنة
ماذا بعد سيطرة القوات الجنوبية على حضرموت والمهرة
17:03 GMT
29 د
عرب بوينت بودكاست
الوحدة عند كبار السن وتأثيرها على سلوكياتهم اليومية
17:33 GMT
22 د
أمساليوم
بث مباشر

"دار الجدود" التونسية.. ذاكرة تراثية تحفظ روح قبلي القديمة.. صور وفيديو

© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
تابعنا عبر
حصري
في قلب الجنوب التونسي، حيث تمتد الواحات الخضراء في حضن الصحراء، وتتشابك أشجار النخيل مع عبق التاريخ، تنتصب "دار الجدود" صرحًا يحاكي ذاكرة مدينة بكاملها، ويحتضن ملامحها التي كادت أن تندثر مع الزمن.
وعلى مساحة تقدر بنحو 300 هكتار، تقع هذه الدار في محافظة قبلي، كفضاء ترفيهي تراثي يروي قصص أجيال مضت، عاشت الأفراح والأحزان تحت سقف واحد، قبل أن تذروها رياح الهجرة وتُخلّف المباني القديمة أطلالًا متناثرة فوق أرض جرداء.
"دار الجدود" ليست مجرد مبنى، بل هي تجسيد حي لروح الأجداد القبلاويين، الذين شيّدوها من الطين على درب حضارتهم العريقة، ورغم أن جيوش البايات الأولى دمرت معظم بيوت المنطقة في منتصف القرن الـ18، ثم عادت جيوش الباي الثاني سنة 1857 لتُكمل الهدم، صمدت الدار في وجه الزمن، شاهدة على عناد الذاكرة.
© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
"دار الجدود" التونسية
ومع مجيء الاستعمار الفرنسي، قررت السلطات آنذاك بناء مدينة جديدة على بعد كيلومترين من قبلي القديمة، فانتقل السكان تدريجيا إلى منازل حديثة، واستمر هذا التحول حتى تسعينيات القرن الماضي، ووحدها "دار الجدود" بقيت شامخة في الموقع القديم، تؤوي في زواياها من يحنّ إلى الماضي، وتُعيد إلى الزائرين صدى الحياة التي كانت.
وكانت مباني قبلي القديمة تُبنى وسط الواحات بأسلوب معماري فريد، لا تفتح واجهاتها على الخارج، بل تتراص لتشكّل سورًا منيعًا يصعب اختراقه. يغلب على منازلها البساطة، بطابع مستطيل التصميم، تتوسطها ساحات داخلية، وتُشيّد بجمع الحجارة الكبيرة والصغيرة والجبس وخشب النخيل، الذي يستخدم كذلك في صناعة الأبواب، فتصبح البيوت جزءًا من النسيج البيئي والتراثي للمكان.
"دار الجدود"... عبق التاريخ الذي لا يغيب
بين جدران نقشتها أيادي الأجداد، وفي زوايا تنطق بصدى الأزمنة البعيدة، يتجول عبد القادر حمادي، رجل تسعيني يحمل في ملامحه ملامح مدينة بأكملها، يرفع عينيه نحو السقيفة أعلى الدار، فيغمره دفء الذكريات، لَمّة الأهل، ضحكات الأصدقاء وأحاديث الليل الطويل. كل ذلك ما يزال حيًّا في ذاكرته، رغم أن معظم من شاركه تلك اللحظات قد رحلوا، أو هجروا المدينة بحثًا عن بدايات جديدة.
يقول عبد القادر في حديثه لـ"سبوتنيك"، بصوت متردد تحجبه العبرة: "هذا المكان هو بيت كل قبلاوي عاش هنا.. هو عمرنا الجميل".
ثم يضيف، وقد استسلم لحنين لا يهدأ: "كنا نعيش هنا كعائلة واحدة. نجتمع تحت هذه السقيفة، ننام على ذات الأرضية، ونتقاسم الطعام والفرح والوجع، كما لو كنا قلبا واحدا ينبض بالحياة".
© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
"دار الجدود" التونسية
عبد القادر، ابن قبلي القديمة، وُلد وسط نخيلها، وسنوات عمره انقسمت بين جني التمور في الواحات والعمل في المقاهي. ورغم أن عائلته هجرت المنطقة منذ زمن، إلا أن قدماه لا تزالان تقودانه كل صباح إلى المكان ذاته، وكأن الأرض تناديه.
تراه جالسا بين الحجارة المتناثرة، يحاول أن يُلملم ذاكرته، يستحضر وجوه أبناء عمومته ورفاق دربه الذين تقاسم معهم دروب الحياة.
وما يربط عبد القادر بمدينة قبلي القديمة ليس مجرّد انتماء إلى مسقط رأس، بل هو عشق دفين، تلخّصه قصة عشق لوطن وتاريخ، تسكنه بقدر ما يسكنها.

يحدّثنا العم بشير، أحد سكان قبلي القديمة، عن قساوة الرحيل منها، ويقول بصوت يحمل رنة أسى: "الخروج من المدينة كان أصعب امتحان نعيشه... قبلي القديمة ليست مكانا فقط، بل حياة كاملة".

وتابع بشير حديثه، في إشارة إلى الجذور العميقة للمدينة: "من يبحث عن هوية قبلي، إنما يبحث عن ذاته. هذه المدينة حملت شواهد حضارات متعاقبة، وكانت مطمورًا رومانيًا في زمن مضى، وما تزال آثارها تسرد تلك الحكاية القديمة بصمتها العميق".
© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
"دار الجدود" التونسية
"دار الجدود"... منارة تُنير دروب الذاكرة والتبادل الثقافي
في قلب قبلي القديمة، حيث تنام الأزمنة وتستيقظ الحكايات، تقف "دار الجدود" لا كمجرد مبنى تقليدي، بل كوحدة ترفيهية وثقافية نابضة بالحياة، تستقبل زوارها من كل فج، حاملة رسالة بقاء وذاكرة.

تحدثنا جميلة مبروك، رئيسة جمعية صيانة المدينة بقبلي القديمة، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، عن رمزية هذا الفضاء، قائلة: "دار الجدود ليست فقط مقهى ثقافيًا، بل فضاء يحتضن الفنون، يستقطب العروض والمبادرات الثقافية من داخل تونس وخارجها، في محاولة لإحياء روح المدينة".

© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
"دار الجدود" التونسية
وتضم الدار مقهى تقليديا مفروشا بالقماش المحلي الذي اعتاد أهالي قبلي ارتداءه في الماضي، ما يضفي على المكان طابعا حميميا يعيد الزائر إلى زمن البساطة، كما تحتوي على متحف فني صغير يضم أدوات الطبخ واللباس التي استخدمها السكان القدامى، فتبدو كل قطعة وكأنها تحكي فصلًا من سيرة مدينة لم تنقطع عن الحياة رغم الغياب.
وتوضح جميلة أن "العمارة في قبلي القديمة تعكس بوضوح ملامح الهوية المحلية، بتفاصيلها المعمارية الأصيلة ولمستها التقليدية التي تبرز خصوصية المكان وثقافته المتجذرة".
"المكان ما يزال يحتفظ بمثمنات النخيل، والأواني النحاسية التي كان يُطهى فيها الطعام وتُجلَب بها المياه من الآبار... حين تتجول في أرجاء الدار، يخيل إليك أنك تعيش في زمن مضى، لم تلمسه يد النسيان"، تضيف جميلة مبروك بنبرة اعتزاز.
© Sputnik . Mariam Gadera"دار الجدود" التونسية
دار الجدود التونسية - سبوتنيك عربي, 1920, 25.05.2025
"دار الجدود" التونسية
وترى أن قبلي القديمة، أو كما يُطلق عليها أهلها "قبلي لوطة"، تحوّلت اليوم إلى رمز حي من رموز التاريخ المحلي. وتؤكد أن "دار الجدود" تسعى لأن تُعيد نبض الحياة إلى هذه المنطقة، وأن تُنشط حركتها الثقافية والسياحية من جديد.

وتُذكّر بأن هذه المدينة كانت في قلب الواحة، تشكّل مصدر غذاء وعيش لأهلها، حيث كان التمر هو الكنز الحقيقي، يُخزن ويُبادَل مع القوافل القادمة من خارج المنطقة، في دورة اقتصادية بسيطة وعميقة في آن، قائلة: "التمر مقابل بضائع، في تبادل كان يحفظ الحياة ويديم الحضور".

واختتمت حديثها، قائلة: "نريد أن تظل دار الجدود منارة حية للتبادل الثقافي والتجاري، ونافذة يُطل منها الزائرون على تراث أجدادنا، وعلى قبلي القديمة، المدينة التي لا تزال تنبض رغم كل ما مر بها".
شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала