مبادرة خيرية لإطعام النازحين في غزة تصارع الحصار لكسر الجوع
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
في الوقت الذي يشهد فيه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، لا تزال المبادرات الإنسانية القائمة تتصدّر الواجهة في سعيها للاستمرارية رغم انعدام كل المقومات، وكسر الجوع والحصار المفروض على أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.
الشاب كامل محسن، واحد من النازحين الموجودين في منطقة المواصي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، الذي أقام قبل عام مبادرة لإطعام النازحين، ولا يزال حتى اليوم يحاول الصمود في وجه الحصار لمواجهة المجاعة، وتقديم الطعام للنازحين الذين لم يعد بإمكانهم الحصول على المساعدات الإنسانية.
ويقول محسن لوكالة "سبوتنيك": "بات الحصول على الطعام أمر صعب، وفي ظل تزايد حاجة الناس إلى القليل من الطعام ليطعموا أولادهم، قررت أن أقوم بهذه المبادرة، لتقديم ما أستطيع من طعام للنازحين"، مشيرا إلى مساعدة "بعض الأصدقاء وأهل الخير في هذه المبادرة".
وأضاف: "تقوم المبادرة على تجهيز وجبات طعام بسيطة، وتوزيعها على النازحين بشكل شبه يومي، بالإضافة للمال وبعض المتطلبات الأساسية للأيتام". وأوضح أن "استمرار هذه المبادرة جاء استجابة لحاجة ملحة، حيث العائلات بلا طعام، ولا أدوات طهي، ولا مصادر وقود".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأكد محسن أن "استمرار هذه المبادرة يواجه اليوم صعوبات كثيرة، بسبب انعدام أبسط مقومات الحياة، وغلاء الأسعار، وعدم توفر كثير من الأغذية، ومتطلبات العمل"، وأردف: "أتمنى أن أقدم كل يوم اللحوم والدجاج للنازحين، لكن العدس هو المتوفر فقط خلال هذه الفترة، ويكلف "قدر"، العدس حاليا مع مبلغ العمولة على التطبيق البنكي مبلغ 1100 شيكل، (323.5 دولار)، فيما كنا سابقا نحضّر 5 أضعاف الكمية بهذا المبلغ، واليوم لا نستطيع يوميا تقديم سوى قدر واحد من العدس الذي لا يكفي لكل النازحين الذين يأتون هنا".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويشير محسن إلى أن "العمل في مجال الإغاثة في قطاع غزة صعب للغاية، بسبب صعوبة التنقل بسبب الدمار، والاستهدافات المتكررة للعاملين في المجال الإنساني، وارتفاع أسعار المواد، وقلة التمويل".
وأعرب عن أمله أن "تتوقف الحرب، حتى يستطيعوا تأمين الطعام والتغلب على المجاعة"، مطالبا بـ" فتح المعابر ودخول المساعدات، للتمكن من تقديم الطعام لعدد كبير من النازحين"، وأضاف: "أتمنى من جميع الأشخاص المشاركين في المبادرات الإنسانية مواجهة الظروف الصعبة التي يعملون فيها، لتوفير الطعام للنازحين".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول النازح محمود سالم لـ "سبوتنيك": "كل يوم آتي إلى هنا، أحمل وعاء وأنتظر دوري لأحصل على بعض الطعام الذي لا يكفي عائلتي"، ويضيف: "لا يوجد طعام ولا نستطيع تأمين أبسط مقومات الحياة، واليوم لا أعرف أن كنت سأحصل على وجبة طعام أم لا، فالعدد كبير، ويوجد "قدر" واحد للجميع، وأتمنى أن يتم دعم مثل هذه المبادرات لمساعدات الناس على مواجهة الجوع".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
الحال نفسه لدى النازحة جميلة محمد، التي لا تملك الطعام لعائلتها وجاءت للحصول على شوربة العدس، وتقول جميلة لوكالة "سبوتنيك": "لا يوجد طعام، والوضع صعب جدا، وأنتظر الحصول على بعض الطعام، وأتمنى أن تستمر المبادرة، فلا نستطيع تأمين الطعام في ظل هذه الظروف".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
بدوره، يقول النازح أحمد عابد: "المبادرة جيدة، لكن حجم النازحين كبير، والطعام قليل ولا يكفي"، ويضيف: "اليوم حصلت على الطعام الذي لا يكفي عائلتي المكونة من 10 أفراد، لكنه يساعدنا على تحمل الجوع قليلا، وهناك كثير من النازحين لم يحصلوا على طعام اليوم، ولا يستطيعون تأمين القليل منه".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وصنّف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قطاع غزة بأنه "أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض"، مؤكدًا أن "100% من سكان القطاع معرّضون لخطر المجاعة بسبب عرقلة السلطات الإسرائيلية لوصول المساعدات الإنسانية".
واعتبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أن "تحويل الغذاء إلى أداة عسكرية في قطاع غزة يعد جريمة حرب، داعية إسرائيل إلى وقف فوري لإطلاق النار على المدنيين الساعين للحصول على الطعام، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيود".
مبادرة خيرية للنازحين في قطاع غزة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضافت: "المدنيون الجائعون في غزة يواجهون معضلة غير إنسانية، إما الموت جوعا، أو المجازفة بحياتهم للوصول إلى الغذاء"، في وقت تفرض فيه إسرائيل قيودا خانقة على دخول المساعدات إلى قطاع غزة.
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع إلى 56,156 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 132,139 آخرين.
