https://sarabic.ae/20250917/مع-تزايد-إقبال-السياح-الصينيين-عليها-تونس-تعزز-حضورها-في-السوق-الصينية-1104958762.html
مع تزايد إقبال السياح الصينيين عليها.. تونس تعزز حضورها في السوق الصينية
مع تزايد إقبال السياح الصينيين عليها.. تونس تعزز حضورها في السوق الصينية
سبوتنيك عربي
تشهد العلاقات الدبلوماسية بين تونس والصين في الآونة الأخيرة حركة لافتة، يصفها المتابعون للشأن الاقتصادي بأنها خطوة إيجابية نحو إحداث نقلة نوعية في مستوى... 17.09.2025, سبوتنيك عربي
2025-09-17T17:51+0000
2025-09-17T17:51+0000
2025-10-30T09:04+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
تونس
الصين
العالم العربي
الأخبار
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/11/1104957986_0:296:768:728_1920x0_80_0_0_e4a241ccc1e8417882cf6215b2ec5696.jpg
يأتي ذلك في إطار التأكيد المتواصل على وجود شراكة استراتيجية تمهّد لإعادة توجيه البوصلة التونسية بعيدا عن الارتباط التقليدي بالأسواق الغربية والانفتاح أكثر على السوق الصينية.وخلال هذه الفترة، تكثفت الزيارات الثنائية بين مسؤولي البلدين، إذ استقبل كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم 11 أيلول/سبتمبر 2025 سفير الصين لدى تونس.وتم خلال اللقاء استعراض ما تشهده العلاقات الثنائية من تطوّر والنتائج المتميزة لتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على نسق هذه الديناميكية ومتابعة تنفيذ بنود الشراكة الاستراتيجية. كما شكّل اللقاء مناسبة للتباحث بشأن تسهيل دخول المنتجات التونسية إلى السوق الصينية.وفي السياق ذاته، يشارك مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة منذ 10 سبتمبر الجاري، وتحت إشراف وزارة السياحة، في عدد من أبرز التظاهرات السياحية الكبرى بالصين، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى تعزيز تنافسية الوجهة التونسية واستقطاب السياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية، ومن بينهم السائح الصيني.وقد مثّل هذا الحضور منصة مهمة للتعريف بتونس كوجهة سياحية متميزة تجمع بين الثقافة والتاريخ والطبيعة المتنوعة والأنشطة البديلة. وتحرص وزارة السياحة على تكثيف حضورها في السوق الصينية عبر الدمج بين الترويج الرقمي والمشاركة المهنية والدبلوماسية الاقتصادية والثقافية، بما يعزز إشعاع الوجهة التونسية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع كبريات المؤسسات السياحية الصينية والدولية.وشهد معرض "غوانزو" السياحي في الصين منتصف شهر سبتمبر الجاري حضورا تونسيا لافتا، حيث عقد مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة سلسلة من اللقاءات المهنية الثنائية مع كبار منظمي الرحلات الصينية وشركات الطيران، إلى جانب مقابلات مع وسائل إعلام صينية للتعريف بالعرض السياحي التونسي وتوسيع دوائر الترويج.تعزيز للمجال السياحيوفي حديث لـ"سبوتنيك"، اعتبر الخبير في المجال السياحي، لطفي الكبير، أن التقارب التونسي الصيني انعكس إيجابًا على القطاع السياحي في تونس.وقال الكبير، إن التزايد النسبي لعدد السياح الصينيين يمثل "بشائر طيبة" لموسم سياحي واعد، لافتا إلى أن قدومهم خارج الفترات التقليدية للموسم السياحي يفتح المجال لتسويق منتوجات بديلة، مثل السياحة الثقافية والصحراوية، إلى جانب العروض الشاطئية التقليدية.واعتبر أن السوق الصينية يمكن أن تكون بديلا مهما لتونس ليس فقط سياحيا، بل أيضا على مستوى عقد شراكات اقتصادية وتجارية أوسع.وتترجم الأرقام هذا التوجه الجديد، فقد ارتفع عدد السياح الصينيين الوافدين على تونس بنسبة 15.3% خلال الفترة بين يناير ويوليو 2025 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، إذ استقبلت البلاد حينها نحو 24 ألف سائح.أما في شهر يوليو وحده، فقد بلغت الزيادة 30.9% مقارنة بالعام الماضي، رغم غياب خط جوي مباشر، وفق بيانات رسمية صادرة عن الديوان الوطني التونسي للسياحة.هذه المؤشرات، وفق الخبير في المجال السياحي لطفي الكبير، لا تعكس فقط انتعاشا سياحيا ظرفيا، بل تؤشر على تحوّل استراتيجي في التوجه التونسي نحو سوق سياحية ضخمة قادرة على تعويض التراجع الأوروبي، شريطة أن تواكبها سياسات لوجستية أكثر مرونة، من بينها فتح خطوط طيران مباشرة وتطوير البنية التحتية والخدمات بما يتلاءم مع تطلعات السائح الصيني.التحرر من الغربويرى الخبير الاقتصادي ماهر قعيدة، أن توجّه تونس نحو تنويع شراكاتها وزيادة حضورها في آسيا يندرج ضمن سياسة استراتيجية تهدف إلى تقليص اعتمادها التاريخي على الغرب، الذي غالبا ما يربط مساعداته الاقتصادية بشروط وإصلاحات داخلية.ومن هذا المنطلق، يقول قعيدة في تصريح لـ "سبوتنيك"، إن "السلطات التونسية تتجه بشكل متزايد إلى قوى مثل الصين وروسيا لإقامة شراكات وفتح آفاق تعاون أقل تقييدا".وأوضح قعيدة أن تونس تحتاج بشكل ملحّ إلى الاستثمارات الأجنبية لدفع النمو، معتبرا أن الصين تمثل مصدرا رئيسيا للتمويل بفضل مبادرة "الحزام والطريق"، التي تتيح فرصا ضخمة لمشاريع البنية التحتية.كما أشار إلى أن تونس تبحث عن أسواق بديلة لتصريف منتجاتها الزراعية، على غرار زيت الزيتون والتمور، خاصة بعد فرض رسوم جمركية إضافية من شركاء تقليديين مثل الولايات المتحدة. في هذا الإطار، تبدو السوق الصينية المتنامية فرصة تصديرية كبيرة لم تُستغل بعد.وأضاف قعيدة أن بكين تنظر إلى تونس باعتبارها "محورا إقليميا" وبوابة استراتيجية نحو أفريقيا والمغرب العربي والعالم العربي، ما يعزز حضورها في البحر الأبيض المتوسط.ويرى محللون أن هذا التموضع الجديد قد يتيح لتونس إعادة رسم خارطة علاقاتها الاقتصادية، والانتقال من الارتباط الأحادي بالغرب إلى الانفتاح على أقطاب متعددة، وهو ما يمنحها هامش مناورة أوسع في صياغة سياساتها الاقتصادية والدبلوماسية.مساع لتقليل العجز التجاري مع الصينوكشف الخبير في الشأن الاقتصادي ماهر قعيدة، أن حجم المبادلات التجارية بين تونس والصين بلغ سنة 2024 نحو 9.2 مليار دينار تونسي، بزيادة قدرها 8% مقارنة بسنة 2023.وأوضح أن صادرات تونس إلى الصين تحقق نموا سنويا بمتوسط 5%، وهو ما يعكس حجم الفرص المتاحة في هذه السوق الضخمة، لكنه أكد في المقابل أن الميزان التجاري ما زال يميل بشكل واضح لصالح الصين، مما يطرح تحديا أمام تونس ويضعها في منافسة مباشرة مع دول أخرى تسعى بدورها لتعزيز حضورها في السوق التونسية.وأشار قعيدة إلى أن الشراكة الاستراتيجية الموقعة سنة 2024 بين البلدين لم تقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، بل شملت مجالات الصحة عبر مشروع مستشفى جامعي، والتكنولوجيا، والتعليم، والطاقة والسياحة، ما يعكس رغبة مشتركة في تنويع مجالات التعاون.وفي هذا الجانب، يؤكد الخبير في السياحة لطفي الكبير، أن الاهتمام الصيني المتزايد بتوسيع الشراكات مع تونس يحمل بعدا مزدوجا: اقتصادي وسياحي.واعتبر أن مشاركة تونس في الآونة الأخيرة في المعرض السياحي الصيني قد تشكل مقدمة لفتح خط جوي مباشر بين تونس وبكين، مشيرا إلى أن غياب هذا الخط يُعتبر عائقا حاليا أمام تنمية السوق، إذ يضطر السائح الصيني للمرور عبر عدة وجهات وسيطة، سواء من خلال الشرق الأوسط أو تركيا أو مصر، قبل الوصول إلى تونس.ويرى محللون أن فتح خط مباشر، إلى جانب تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية، قد يسهم في زيادة أعداد السياح الصينيين بشكل مضطرد، بما يساعد تونس على تنويع مصادر مداخيلها من العملة الصعبة، وبالتالي تقليص جزء من العجز التجاري المزمن.فالانفتاح على السوق الصينية، وفق الخبراء، لم يعد خيارا تكميليا بل ضرورة استراتيجية لاقتصاد يبحث عن بدائل أكثر استقرارا واستدامة.
https://sarabic.ae/20250106/الصين-تؤكد-استعدادها-لمواصلة-دعم-تونس-اقتصاديا-ما-آفاق-العلاقات-الثنائية-بين-البلدين-1096517505.html
https://sarabic.ae/20240904/ما-أبعاد-مشاركة-تونس-في-منتدى-التعاون-الصيني-الأفريقي-1092396850.html
https://sarabic.ae/20240707/زيارة-المبعوث-الصيني-الخاص-للشرق-الأوسط-إلى-تونس-خطوة-جديدة-لتوطيد-العلاقات-1090561027.html
https://sarabic.ae/20230410/الخارجية-الصينية-تعلق-على-إمكانية-انضمام-تونس-إلى-بريكس-1075732661.html
تونس
الصين
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/11/1104957986_0:224:768:800_1920x0_80_0_0_a65cdeb6f705d07bd8fc1d462d1bca8d.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
مريم جمال
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/09/13/1067959987_214:0:1067:853_100x100_80_0_0_d9daf8f3185987a92d0b81bcec5c00e3.jpg
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, الصين, العالم العربي, الأخبار
حصري, تقارير سبوتنيك, تونس, الصين, العالم العربي, الأخبار
مع تزايد إقبال السياح الصينيين عليها.. تونس تعزز حضورها في السوق الصينية
17:51 GMT 17.09.2025 (تم التحديث: 09:04 GMT 30.10.2025) مريم جمال
مراسلة "سبوتنيك" في تونس
حصري
تشهد العلاقات الدبلوماسية بين تونس والصين في الآونة الأخيرة حركة لافتة، يصفها المتابعون للشأن الاقتصادي بأنها خطوة إيجابية نحو إحداث نقلة نوعية في مستوى الاستثمارات والمبادلات التجارية.
يأتي ذلك في إطار التأكيد المتواصل على وجود شراكة استراتيجية تمهّد لإعادة توجيه البوصلة التونسية بعيدا عن الارتباط التقليدي بالأسواق الغربية والانفتاح أكثر على السوق الصينية.
وخلال هذه الفترة، تكثفت الزيارات الثنائية بين مسؤولي البلدين، إذ استقبل كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج يوم 11 أيلول/سبتمبر 2025 سفير الصين لدى تونس.
وتم خلال اللقاء استعراض ما تشهده العلاقات الثنائية من تطوّر والنتائج المتميزة لتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين، مع التأكيد على أهمية الحفاظ على نسق هذه الديناميكية ومتابعة تنفيذ بنود الشراكة الاستراتيجية. كما شكّل اللقاء مناسبة للتباحث بشأن تسهيل دخول المنتجات التونسية إلى السوق الصينية.
وفي السياق ذاته، يشارك مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة منذ 10 سبتمبر الجاري، وتحت إشراف وزارة السياحة، في عدد من أبرز التظاهرات السياحية الكبرى بالصين، في إطار رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى
تعزيز تنافسية الوجهة التونسية واستقطاب السياح ذوي القدرة الإنفاقية العالية، ومن بينهم السائح الصيني.
وقد مثّل هذا الحضور منصة مهمة للتعريف بتونس كوجهة سياحية متميزة تجمع بين الثقافة والتاريخ والطبيعة المتنوعة والأنشطة البديلة. وتحرص وزارة السياحة على تكثيف حضورها في السوق الصينية عبر الدمج بين الترويج الرقمي والمشاركة المهنية والدبلوماسية الاقتصادية والثقافية، بما يعزز إشعاع الوجهة التونسية ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون مع كبريات المؤسسات السياحية الصينية والدولية.
وشهد معرض "غوانزو" السياحي في الصين منتصف شهر سبتمبر الجاري حضورا تونسيا لافتا، حيث عقد مكتب الديوان الوطني التونسي للسياحة سلسلة من اللقاءات المهنية الثنائية مع كبار منظمي الرحلات الصينية وشركات الطيران، إلى جانب مقابلات مع وسائل إعلام صينية للتعريف بالعرض السياحي التونسي وتوسيع دوائر الترويج.
وفي حديث لـ"
سبوتنيك"، اعتبر الخبير في المجال السياحي، لطفي الكبير، أن التقارب التونسي الصيني انعكس إيجابًا على القطاع السياحي في تونس.
وقال الكبير، إن التزايد النسبي لعدد السياح الصينيين يمثل "بشائر طيبة" لموسم سياحي واعد، لافتا إلى أن قدومهم خارج الفترات التقليدية للموسم السياحي يفتح المجال لتسويق منتوجات بديلة، مثل السياحة الثقافية والصحراوية، إلى جانب العروض الشاطئية التقليدية.
وأضاف: "ارتفاع أعداد السياح الصينيين مقابل تراجع الإقبال الأوروبي يفرض على تونس إحداث ديناميكية جديدة وتوجيه بوصلتها نحو هذه السوق الواعدة".
واعتبر أن السوق الصينية يمكن أن تكون بديلا مهما لتونس ليس فقط سياحيا، بل أيضا على مستوى
عقد شراكات اقتصادية وتجارية أوسع.
وتترجم الأرقام هذا التوجه الجديد، فقد ارتفع عدد السياح الصينيين الوافدين على تونس بنسبة 15.3% خلال الفترة بين يناير ويوليو 2025 مقارنة بنفس الفترة من سنة 2024، إذ استقبلت البلاد حينها نحو 24 ألف سائح.
أما في شهر يوليو وحده، فقد بلغت الزيادة 30.9% مقارنة بالعام الماضي، رغم غياب خط جوي مباشر، وفق بيانات رسمية صادرة عن الديوان الوطني التونسي للسياحة.
هذه المؤشرات، وفق الخبير في المجال السياحي لطفي الكبير، لا تعكس فقط انتعاشا سياحيا ظرفيا، بل تؤشر على تحوّل استراتيجي في التوجه التونسي نحو سوق سياحية ضخمة قادرة على تعويض التراجع الأوروبي، شريطة أن تواكبها سياسات لوجستية أكثر مرونة، من بينها فتح خطوط طيران مباشرة وتطوير البنية التحتية والخدمات بما يتلاءم مع تطلعات السائح الصيني.
ويرى الخبير الاقتصادي ماهر قعيدة، أن توجّه تونس نحو تنويع شراكاتها وزيادة حضورها في آسيا يندرج ضمن سياسة استراتيجية تهدف إلى تقليص اعتمادها التاريخي على الغرب، الذي غالبا ما يربط مساعداته الاقتصادية بشروط وإصلاحات داخلية.
ومن هذا المنطلق، يقول قعيدة في تصريح لـ "سبوتنيك"، إن "السلطات التونسية تتجه بشكل متزايد إلى قوى مثل الصين وروسيا لإقامة شراكات وفتح آفاق تعاون أقل تقييدا".
وأوضح قعيدة أن تونس تحتاج بشكل ملحّ إلى الاستثمارات الأجنبية لدفع النمو، معتبرا أن الصين تمثل مصدرا رئيسيا للتمويل بفضل مبادرة "الحزام والطريق"، التي تتيح فرصا ضخمة لمشاريع البنية التحتية.
كما أشار إلى أن تونس تبحث عن أسواق بديلة لتصريف منتجاتها الزراعية، على غرار زيت الزيتون والتمور، خاصة بعد فرض رسوم جمركية إضافية من شركاء تقليديين مثل الولايات المتحدة. في هذا الإطار، تبدو السوق الصينية المتنامية فرصة تصديرية كبيرة لم تُستغل بعد.
وأضاف قعيدة أن بكين تنظر إلى تونس باعتبارها "محورا إقليميا" وبوابة استراتيجية نحو أفريقيا والمغرب العربي والعالم العربي، ما يعزز حضورها في البحر الأبيض المتوسط.
ويرى محللون أن هذا التموضع الجديد قد يتيح لتونس إعادة رسم خارطة علاقاتها الاقتصادية، والانتقال من الارتباط الأحادي بالغرب إلى الانفتاح على أقطاب متعددة، وهو ما يمنحها هامش مناورة أوسع في صياغة سياساتها الاقتصادية والدبلوماسية.
مساع لتقليل العجز التجاري مع الصين
وكشف الخبير في الشأن الاقتصادي ماهر قعيدة، أن حجم المبادلات التجارية بين تونس والصين بلغ سنة 2024 نحو 9.2 مليار دينار تونسي، بزيادة قدرها 8% مقارنة بسنة 2023.
وأوضح أن
صادرات تونس إلى الصين تحقق نموا سنويا بمتوسط 5%، وهو ما يعكس حجم الفرص المتاحة في هذه السوق الضخمة، لكنه أكد في المقابل أن الميزان التجاري ما زال يميل بشكل واضح لصالح الصين، مما يطرح تحديا أمام تونس ويضعها في منافسة مباشرة مع دول أخرى تسعى بدورها لتعزيز حضورها في السوق التونسية.
وأشار قعيدة إلى أن الشراكة الاستراتيجية الموقعة سنة 2024 بين البلدين لم تقتصر على الجانب السياسي والاقتصادي فحسب، بل شملت مجالات الصحة عبر مشروع مستشفى جامعي، والتكنولوجيا، والتعليم، والطاقة والسياحة، ما يعكس رغبة مشتركة في تنويع مجالات التعاون.
وفي هذا الجانب، يؤكد الخبير في السياحة لطفي الكبير، أن الاهتمام الصيني المتزايد بتوسيع الشراكات مع تونس يحمل بعدا مزدوجا: اقتصادي وسياحي.
واعتبر أن مشاركة تونس في الآونة الأخيرة في المعرض السياحي الصيني قد تشكل مقدمة لفتح خط جوي مباشر بين تونس وبكين، مشيرا إلى أن غياب هذا الخط يُعتبر عائقا حاليا أمام تنمية السوق، إذ يضطر السائح الصيني للمرور عبر عدة وجهات وسيطة، سواء من خلال الشرق الأوسط أو تركيا أو مصر، قبل الوصول إلى تونس.
ويرى محللون أن فتح خط مباشر، إلى جانب
تحسين البنية التحتية والخدمات السياحية، قد يسهم في زيادة أعداد السياح الصينيين بشكل مضطرد، بما يساعد تونس على تنويع مصادر مداخيلها من العملة الصعبة، وبالتالي تقليص جزء من العجز التجاري المزمن.
فالانفتاح على السوق الصينية، وفق الخبراء، لم يعد خيارا تكميليا بل ضرورة استراتيجية لاقتصاد يبحث عن بدائل أكثر استقرارا واستدامة.