https://sarabic.ae/20251019/بعد-فرض-رسوم-دراسية-باهظة-على-الطلاب-هل-يتحول-التعليم-إلى-كابوس-جديد-للأسرة-السودانية؟-1106187415.html
بعد فرض رسوم دراسية باهظة على الطلاب.. هل يتحول التعليم إلى كابوس جديد للأسرة السودانية؟
بعد فرض رسوم دراسية باهظة على الطلاب.. هل يتحول التعليم إلى كابوس جديد للأسرة السودانية؟
سبوتنيك عربي
منذ اندلاع الحرب في البلاد تعاني العملية التعليمية في السودان من الانهيار الكلي سواء في مناطق الصراع أو غيرها، فقد تسرب ملايين الأطفال من التعليم إما نتيجة... 19.10.2025, سبوتنيك عربي
2025-10-19T17:23+0000
2025-10-19T17:23+0000
2025-10-19T17:23+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
أخبار السودان اليوم
الجيش السوداني
قوات الدعم السريع السودانية
العالم العربي
منظمة الأمم المتحدة
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/0a/1104716412_0:28:540:332_1920x0_80_0_0_15896801f4100198e8000540b0d37914.jpg
بعد أن بلغت المصروفات الحكومية أرقاما فلكية..العملية التعليمية في السودان تحولت إلى كابوس..هل تتدخل الحكومة لانقاذ التعليم وتخفيف الأعباء عن المواطنين وتصحيح السمار؟بداية تقول، أمين التدريب بمنظمات المجتمع المدني السودانية، د.شيماء خالد عجب،" إن ارتفاع المصروفات الدراسية في المدارس الحكومية والخاصة لم يكن قرارا مقصودا، بل هو انعكاس مباشر لارتفاع تكاليف التشغيل، مثل أجور المعلمين، وطباعة الكتب، وصيانة المدارس، إلى جانب التضخم الكبير الذي يشهده الاقتصاد الوطني".صعبة للغايةوأضافت في حديثها لـ"سبوتنيك" :" إننا في نعمل جاهدين، بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين، لتخفيف العبء عن الأسر عبر مبادرات لدعم التعليم، وتقديم المساعدات للطلاب المحتاجين، والمساهمة في تأهيل المدارس والمرافق التعليمية".وتابعت عجب،" نؤكد أن التعليم حق أساسي لكل طفل، وأننا نأمل في تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية من أجل ضمان العملية التعليمية وأن تصل لكافة المواطنين، فالمناطق المتأثرة بالنزاعات أو التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين تشهد ضغطا كبيرا على المدارس، ونقصا في المعلمين، وبيئة تعليمية صعبة للغاية، بينما تكون الأوضاع أقل حدة في بعض المناطق المستقرة نسبيا".المصروفات الدراسيةوأشارت أمين التدريب، إلى أن" ارتفاع المصروفات الدراسية زاد من معاناة الأسر، خصوصا في المناطق التي تعاني من ضعف الدخل أو فقدان مصادر الرزق بسبب النزاع، مما أدى إلى تسرب عدد كبير من الأطفال من المدارس، خاصة البنات، هذا الوضع يشكل تهديدا مباشرا لمستقبل العملية التعليمية في السودان، ويزيد من الفجوة بين الأطفال في المناطق المختلفة".وقالت عجب،" نحن نعمل على رصد هذه التحديات عن قرب، و نتدخل من خلال مبادرات لدعم التعليم المجتمعي، وتوفير المستلزمات الدراسية، وتنظيم حملات توعية لأولياء الأمور بأهمية استمرار تعليم الأطفال رغم الصعوبات، كما أننا نؤمن بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء السلام والتنمية، وأن الحفاظ عليه في ظل هذه الظروف مسؤولية جماعية، تتطلب دعما محليًا ودوليا متواصلا من أجل استمرارية العملية التعليمية في بيئة آمنة وميسرة للجميع".أعباء متزايدةمن جانبه، دعا الخبير الاقتصادي والأكاديمي السوداني، د.محمد الناير،" الحكومة السودانية إلى ضرورة مراعاة الأعباء المتزايدة على المواطنين فيما يتعلق بالمصروفات الحكومية، خاصة في قطاع التعليم، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد".وقال في حديثه لـ"سبوتنيك" :" المواطنين السودانيين قد عانوا بشكل كبير جراء الحرب والتمرد، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة وفقدان الممتلكات والأموال، وأكد أن حجم الضغوطات على الأسر كبير جدا، مما يستدعي تدخل الدولة للتخفيف من هذه الأعباء في المرحلة القادمة".وفيما يخص التعليم الخاص، "أعرب الناير عن قلقه إزاء الرسوم الدراسية المرتفعة التي تعلنها الجامعات والمدارس الخاصة، مؤكدا أن هذه الأرقام تفوق قدرة تحمل غالبية المواطنين، وحمل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي مسؤولية تحجيم هذه الرسوم وتحديد فئات مناسبة للجامعات والمدارس، لضمان أن يكون التعليم في متناول الجميع".البيئة التعليميةوأشار الناير، إلى أن،" هناك حل بديل في حال عدم رغبة الدولة في التدخل المباشر في التعليم الخاص، يتمثل في الاهتمام بالمدارس والجامعات الحكومية، داعيا إلى تهيئة البيئة التعليمية في هذه المؤسسات ورفع قدرتها الاستيعابية في جميع المراحل التعليمية، من الابتدائية إلى الجامعية".وشدد الخبير الاقتصادي،" على أن توسيع السعة الاستيعابية للمؤسسات الحكومية سوف يضمن فرصة التعليم لغير القادرين والفئات البسيطة، مما يحول دون تراجع العملية التعليمية في المستقبل أو اقتصارها على فئة معينة، محذرا من أن قلة عدد المستفيدين من مقاعد التعليم في المراحل المختلفة ينعكس سلبا على الأوضاع العامة للدولة".واختتم الناير،" بالتأكيد على أن التعليم يمثل ركيزة أساسية للتنمية وتحقيق النهضة الاقتصادية، مشددا على ضرورة إدارة العملية التعليمية بنهج مختلف، وتخصيص نسبة مقدرة من الموازنة العامة للدولة لدعم التعليم، خاصة وأن عدد الجامعات والمدارس التي افتتحت في السودان قبل الحرب كان كبيرا".رسوم فلكيةبدوره يقول، رئيس المركز العربي الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية بالسودان،د.محمد مصطفى،"كنا نعتقد أن هناك أزمة عقول وأزمة نفوس تسيطران على النفس السياسية السودانية، لكن ما يحدث الآن قد فاق التوقعات، حيث أن راعي الإبل في صحاري جبال ميدوب قد تضرر من هذه الحرب اللعينة وفقد مقوماته الإقتصادية، وأصبح يسعى بالقليل الذي يملك لأجل توفير لقمة العيش لأسرته، أما سكان المدن فقد تساووا جميعا تحت خط الفقر ينتظرون إعانات المنظمات الإنسانية"وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" :" في ظل هذه الظروف القاهرة كان المواطن ينتظر من الحكومة السودانية إعفاء الطلاب من الرسوم الدراسية وحتى بعد اعفائهم من الرسوم قد يفشل الكثير من الطلاب مواصلة التعليم، لكن على الأقل كانوا يشعرون بارتياح كبير تجاه الحكومة، وقد يساعد ذلك في التعبئة لمصلحة الوحدة خلف القوات المسلحة وهي تؤدي أعظم واجب وطني وأخلاقي، لكن أن يقوم وزير أو مدير أو أي مسئول بفرض رسوم فلكية استثنائية غير مسبوقة في مثل هذه الظروف، فذلك يدل على أن هناك تفكير إستراتيجي مخالف للواقع وهناك هدف خاص يعلمه الفاعل".رسالة إلى البرهانوتابع مصطفى،" لن يتوقع أي مواطن أن يكون رسوم التسجيل لجامعة ما تساوي 250 ألف جنيه والرسوم الدراسية 700 ألف جنيه الجملة 950 ألف جنيه، وهناك رسوم أعلى بكثير من التي ذكرتها، فهل من العدل أن تفرض رسوم فلكية باهظة كهذه لوالد طالب أو طالبة قد فقد حتى أثاثات منزله".وأشار مصطفى، إلى أنه" والد لطالبة في جامعة النيلين كلية الدراسات الإقتصادية الدفعة 2025 _ 2026 حتى اللحظة لم استطع استيعاب أن تدفع إبنتي 950 ألف وهي ضمن طالبات القبول الحكومي العام، فمثل هذه الرسوم لم تفرض على طلاب وطالبات القبول العام حتى عندما كان السودان في سلام واستقرار أمني واقتصادي، وقد أرسلنا رسالة للرئيس البرهان ووزير التعليم ونتوقع أن يتدخلا فورا بقرار يعفي الطلاب والطالبات من الرسوم الدراسية".كشف تقرير صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال"،سبتمبر/أيلول الماضي، أن ثلاثة أرباع أطفال السودان في سن التعليم، أي نحو 13 مليون طفل من أصل 17 مليونا، محرومون من الدراسة بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ أبريل 2023، التي تُعد واحدة من أسوأ أزمات التعليم عالميا.وقال محمد عبد اللطيف، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في السودان: "في ظل الأزمات، قد يهمل التعليم كأولوية، لكن استمرار النزاع يحرم الأطفال من سنوات دراسية حاسمة لن تُعوض، مما يعني أن البعض قد لا يتعلم القراءة والكتابة أبدًا".وحذر عبد اللطيف من أن استمرار الحرب قد يعرض ملايين الأطفال لمخاطر طويلة وقصيرة المدى، بما في ذلك التجنيد في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والنزوح المستمر.وأشار تقرير المنظمة إلى أن نحو 4 ملايين طفل عادوا إلى التعليم أخيرا، لكن الأغلبية الساحقة لا تزال محرومة بسبب النزوح، نقص المعلمين، ومحدودية الموارد التعليمية، إضافة إلى القيود على الحركة نتيجة العنف.وفي نيسان/أبريل عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.
https://sarabic.ae/20251011/عشرات-القتلى-ومئات-الجرحى-في-هجوم-بمسيرة-على-الفاشر-غربي-السودان-1105868941.html
https://sarabic.ae/20251018/وزير-الخارجية-المصري-نسعى-لإنهاء-الأوضاع-المأساوية-في-السودان-1106161540.html
https://sarabic.ae/20250826/هل-أغلق-البرهان-الطريق-أمام-وقف-الحرب-المدمرة-في-السودان-بعد-تصريحاته-حول-التعايش-مع-الدعم-السريع؟-1104162831.html
https://sarabic.ae/20250824/الخلافات-بين-حركات-جوبا-المسلحة-والجيش-السوداني-هل-تتحول-إلى-صراع-عسكري-1104094464.html
https://sarabic.ae/20250825/خبير-لـسبوتنيك-الصدام-بين-الجيش-السوداني-والحركات-المسلحة-غير-وارد-1104125787.html
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2025
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e9/09/0a/1104716412_30:0:510:360_1920x0_80_0_0_efd1547711d06d945a4689d469621abe.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, العالم العربي, منظمة الأمم المتحدة
حصري, تقارير سبوتنيك, أخبار السودان اليوم, الجيش السوداني, قوات الدعم السريع السودانية, العالم العربي, منظمة الأمم المتحدة
بعد فرض رسوم دراسية باهظة على الطلاب.. هل يتحول التعليم إلى كابوس جديد للأسرة السودانية؟
حصري
منذ اندلاع الحرب في البلاد تعاني العملية التعليمية في السودان من الانهيار الكلي سواء في مناطق الصراع أو غيرها، فقد تسرب ملايين الأطفال من التعليم إما نتيجة التهجير والنزوح أو لقلة الدخل في المناطق المستقرة نسبيا، وبعد سيطرة الجيش على الخرطوم وعودة بعض المدارس أصبحت الرسوم الدراسية تعجيزية
بعد أن بلغت المصروفات الحكومية أرقاما فلكية..العملية التعليمية في السودان تحولت إلى كابوس..هل تتدخل الحكومة لانقاذ التعليم وتخفيف الأعباء عن المواطنين وتصحيح السمار؟
بداية تقول، أمين التدريب بمنظمات المجتمع المدني السودانية، د.شيماء خالد عجب،" إن ارتفاع المصروفات الدراسية في المدارس الحكومية والخاصة لم يكن قرارا مقصودا، بل هو انعكاس مباشر لارتفاع تكاليف التشغيل، مثل أجور المعلمين، وطباعة الكتب، وصيانة المدارس، إلى جانب التضخم الكبير الذي يشهده الاقتصاد الوطني".
وأضافت في حديثها لـ"
سبوتنيك" :" إننا في نعمل جاهدين، بالتعاون مع شركائنا المحليين والدوليين،
لتخفيف العبء عن الأسر عبر مبادرات لدعم التعليم، وتقديم المساعدات للطلاب المحتاجين، والمساهمة في تأهيل المدارس والمرافق التعليمية".
وتابعت عجب،" نؤكد أن التعليم حق أساسي لكل طفل، وأننا نأمل في تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية من أجل ضمان العملية التعليمية وأن تصل لكافة المواطنين، فالمناطق المتأثرة بالنزاعات أو التي تستضيف أعدادا كبيرة من النازحين تشهد ضغطا كبيرا على المدارس، ونقصا في المعلمين،
وبيئة تعليمية صعبة للغاية، بينما تكون الأوضاع أقل حدة في بعض المناطق المستقرة نسبيا".
وأشارت أمين التدريب، إلى أن" ارتفاع المصروفات الدراسية زاد من معاناة الأسر، خصوصا في المناطق التي تعاني من ضعف الدخل أو فقدان مصادر الرزق بسبب النزاع، مما أدى إلى تسرب عدد كبير من الأطفال من المدارس، خاصة البنات، هذا الوضع يشكل تهديدا مباشرا لمستقبل العملية التعليمية في
السودان، ويزيد من الفجوة بين الأطفال في المناطق المختلفة".
وقالت عجب،" نحن نعمل على رصد هذه التحديات عن قرب، و نتدخل من خلال مبادرات لدعم التعليم المجتمعي، وتوفير المستلزمات الدراسية، وتنظيم حملات توعية لأولياء الأمور بأهمية استمرار تعليم الأطفال رغم الصعوبات، كما أننا نؤمن بأن التعليم هو حجر الأساس لبناء السلام والتنمية، وأن الحفاظ عليه في ظل هذه الظروف مسؤولية جماعية، تتطلب دعما محليًا ودوليا متواصلا من أجل استمرارية العملية التعليمية في بيئة آمنة وميسرة للجميع".
من جانبه، دعا الخبير الاقتصادي والأكاديمي السوداني، د.محمد الناير،"
الحكومة السودانية إلى ضرورة مراعاة الأعباء المتزايدة على المواطنين فيما يتعلق بالمصروفات الحكومية، خاصة في قطاع التعليم، في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد".
وقال في حديثه لـ"
سبوتنيك" :"
المواطنين السودانيين قد عانوا بشكل كبير جراء الحرب والتمرد، مما أدى إلى موجات نزوح واسعة وفقدان الممتلكات والأموال، وأكد أن حجم الضغوطات على الأسر كبير جدا، مما يستدعي تدخل الدولة للتخفيف من هذه الأعباء في المرحلة القادمة".
وفيما يخص التعليم الخاص، "أعرب الناير عن قلقه إزاء الرسوم الدراسية المرتفعة التي تعلنها الجامعات والمدارس الخاصة، مؤكدا أن هذه الأرقام تفوق قدرة تحمل غالبية المواطنين، وحمل وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي مسؤولية تحجيم هذه الرسوم وتحديد فئات مناسبة للجامعات والمدارس، لضمان أن يكون التعليم في متناول الجميع".
وأشار الناير، إلى أن،" هناك حل بديل في حال عدم رغبة الدولة في التدخل المباشر في التعليم الخاص، يتمثل في الاهتمام بالمدارس والجامعات الحكومية، داعيا إلى تهيئة البيئة التعليمية في هذه المؤسسات ورفع قدرتها الاستيعابية في جميع المراحل التعليمية، من الابتدائية إلى الجامعية".
وشدد الخبير الاقتصادي،" على أن توسيع السعة الاستيعابية للمؤسسات الحكومية سوف يضمن فرصة التعليم لغير القادرين والفئات البسيطة، مما يحول دون تراجع العملية التعليمية في المستقبل أو اقتصارها على فئة معينة، محذرا من أن قلة عدد المستفيدين من مقاعد التعليم في المراحل المختلفة ينعكس سلبا على
الأوضاع العامة للدولة".
واختتم الناير،" بالتأكيد على أن التعليم يمثل ركيزة أساسية للتنمية وتحقيق النهضة الاقتصادية، مشددا على ضرورة إدارة العملية التعليمية بنهج مختلف، وتخصيص نسبة مقدرة من الموازنة العامة للدولة لدعم التعليم، خاصة وأن عدد الجامعات والمدارس التي افتتحت في السودان قبل الحرب كان كبيرا".
بدوره يقول، رئيس المركز العربي الأفريقي لثقافة السلام والديمقراطية بالسودان،د.محمد مصطفى،"كنا نعتقد أن هناك أزمة عقول وأزمة نفوس تسيطران على النفس السياسية السودانية، لكن ما يحدث الآن قد فاق التوقعات، حيث أن راعي الإبل في صحاري جبال ميدوب قد تضرر من هذه الحرب اللعينة وفقد مقوماته الإقتصادية، وأصبح يسعى بالقليل الذي يملك لأجل توفير لقمة العيش لأسرته، أما سكان المدن فقد تساووا جميعا تحت خط الفقر ينتظرون إعانات المنظمات الإنسانية"
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك" :" في ظل هذه الظروف القاهرة كان المواطن ينتظر من
الحكومة السودانية إعفاء الطلاب من الرسوم الدراسية وحتى بعد اعفائهم من الرسوم قد يفشل الكثير من الطلاب مواصلة التعليم، لكن على الأقل كانوا يشعرون بارتياح كبير تجاه الحكومة، وقد يساعد ذلك في التعبئة لمصلحة الوحدة خلف القوات المسلحة وهي تؤدي أعظم واجب وطني وأخلاقي، لكن أن يقوم وزير أو مدير أو أي مسئول بفرض رسوم فلكية استثنائية غير مسبوقة في مثل هذه الظروف، فذلك يدل على أن هناك تفكير إستراتيجي مخالف للواقع وهناك هدف خاص يعلمه الفاعل".
وتابع مصطفى،" لن يتوقع أي مواطن أن يكون رسوم التسجيل لجامعة ما تساوي 250 ألف جنيه والرسوم الدراسية 700 ألف جنيه الجملة 950 ألف جنيه، وهناك رسوم أعلى بكثير من التي ذكرتها، فهل من العدل أن تفرض
رسوم فلكية باهظة كهذه لوالد طالب أو طالبة قد فقد حتى أثاثات منزله".
وأشار مصطفى، إلى أنه" والد لطالبة في جامعة النيلين كلية الدراسات الإقتصادية الدفعة 2025 _ 2026 حتى اللحظة لم استطع استيعاب أن تدفع إبنتي 950 ألف وهي ضمن طالبات القبول الحكومي العام، فمثل هذه الرسوم لم تفرض على طلاب وطالبات القبول العام حتى عندما كان السودان في سلام واستقرار أمني واقتصادي، وقد أرسلنا رسالة للرئيس البرهان ووزير التعليم ونتوقع أن يتدخلا فورا بقرار يعفي الطلاب والطالبات من الرسوم الدراسية".
كشف تقرير صادر عن منظمة "أنقذوا الأطفال"،سبتمبر/أيلول الماضي، أن ثلاثة أرباع أطفال السودان في سن التعليم، أي نحو 13 مليون طفل من أصل 17 مليونا، محرومون من الدراسة بسبب الحرب المستمرة في البلاد منذ أبريل 2023، التي تُعد واحدة من أسوأ أزمات التعليم عالميا.
وقال محمد عبد اللطيف، مدير منظمة "أنقذوا الأطفال" في السودان: "في ظل الأزمات، قد يهمل التعليم كأولوية، لكن استمرار النزاع يحرم الأطفال من سنوات دراسية حاسمة لن تُعوض، مما يعني أن البعض قد لا يتعلم القراءة والكتابة أبدًا".
وحذر عبد اللطيف من أن استمرار الحرب قد يعرض ملايين الأطفال لمخاطر طويلة وقصيرة المدى، بما في ذلك التجنيد في الجماعات المسلحة، والعنف الجنسي، والنزوح المستمر.
وأشار تقرير المنظمة إلى أن نحو 4 ملايين طفل عادوا إلى التعليم أخيرا، لكن الأغلبية الساحقة لا تزال محرومة بسبب النزوح، نقص المعلمين، ومحدودية الموارد التعليمية، إضافة إلى القيود على الحركة نتيجة العنف.
وفي نيسان/أبريل عام 2023، اندلعت اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني
وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة بالسودان، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، إلا أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل لوقف دائم لإطلاق النار.