بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية... خطة ترامب ترسم هيكل غزة الجديدة
11:00 GMT 28.11.2025 (تم التحديث: 11:08 GMT 28.11.2025)

© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
حصري
يترقب الفلسطينيون، مستقبل قطاع غزة بعد وقف الحرب، وكلما تزايدت الخروقات الإسرائيلية ازدادت التخوفات الفلسطينية من قدرة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تثبيت وقف إطلاق النار، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تبناه مجلس الأمن.
يترقب الفلسطينيون، مستقبل قطاع غزة بعد وقف الحرب، وكلما تزايدت الخروقات الإسرائيلية ازدادت التخوفات الفلسطينية من قدرة خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على تثبيت وقف إطلاق النار، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق الذي تبناه مجلس الأمن.
ويغذي التخوف الفلسطيني منذ وقف إطلاق النار خروقات إسرائيلية تلازم الاتفاق، وتنبع من الخيارات المطروحة والمفضلة للحكومة الإسرائيلية للعودة إلى الحرب، ويظهر ذلك من التشدد والتصميم الإسرائيلي على نزع السلاح في غزة بالطريقة السهلة أو الصعبة، مما جعل الواقع الميداني يسير في طريق بعيد عن مسار الخطة الأمريكية.
تخوّف فلسطيني من رسم غزة الجديدة داخل قفص السيطرة الدائمة
ومنذ وقف إطلاق النار خلال أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أصبح الفلسطينيون في القطاع أمام بداية جديدة لمرحلة لم تتضح ملامحها، فرؤية ترامب التي تم التصويت عليها في مجلس الأمن، لم تظهر غزة الجديدة بشكل دقيق، ولم تعط تفاصيل عن المناطق شرقي الخط الأصفر التي باتت تحت السيطرة الإسرائيلية بعد الدخول في المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويشير المحلل السياسي عاهد فراونة، في حديث لوكالة "سبوتنيك"، إلى أن "التخوف الفلسطيني مبرر، في ظل واقع لا تتضح فيه صورة المستقبل القريب للقطاع، وما يقلق الفلسطينيين هو احتمالية تقسيم القطاع أو جعله منطقة تابعة وخاضعة للسيطرة بالكامل، وتقسيمه إلى مناطق متفرقة".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأضاف: "هناك الكثير من الملاحظات حول خطة ترامب، لكنها تبقى المتاحة في الوقت الحالي، والملاحظات حول الخطة ستلازمها لفترة أطول، حتى لا نصل إلى مرحلة الرفض الكامل الذي له تداعيات كبيرة وخطيرة، وقد يعيد القطاع وسكانه إلى فوهة الحرب مرة آخرى".
وتابع فروانة: "المسار الفلسطيني حاليا، يتجه نحو الحصول على بعض التعديلات، وإمكانية ممارسة بعض الضغوط من الأطراف العربية والدولية، لجعل خطة ترامب أكثر قبولا، لرسم شكل الواقع والمستقبل بدقة، ما يؤدي إلى وقف إطلاق نار دائم، وإعادة الإعمار وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ورصد مكتب الإعلام الحكومي في غزة 500 خرق للاتفاق منذ بدء تنفيذه قبل 48يوما، وأسفرت الخروقات عن مقتل 350 فلسطينيا وإصابة أكثر من 900 واعتقال نحو 40 آخرين، ويستهدف الجيش الإسرائيلي مناطق متفرقة من القطاع، من خلال الغارات الجوية والقصف، وتنفيذ عمليات تجريف ونسف منازل جنوب القطاع وشماله.

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وأكد فروانة، أن ما يهدد خطة ترامب حاليا، هي الخروقات الإسرائيلية المستمرة، من خلال القصف المتكرر للقطاع، وهدم مباني وتنفيذ اغتيالات، وكذلك توسيع المنطقة الصفراء التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي بمسافة تقدر بحوالي 300 متر، وتغيير أماكن تموضع العلامات الصفراء، وكل هذه الخروقات وغيرها تشكل عقبة كبيرة وتحد أمام الخطة الأمريكية، وتجعل الوضع في القطاع في حالة توتر دائم".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويتطلع المواطنون في القطاع إلى تثبيت وقف إطلاق النار بشكل نهائي، ولكنهم يعبرون عن قلقهم وتخوفهم من واقع جديد قد يفرض عليهم، تكون فيه غزة مقسمة ضمن ما يشاع عن "منطقة جغرافية غنية من رفح إلى شمالي غزة ولكن على مساحة لا تتجاوز 50% من مساحة القطاع".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول المواطن محمد حمدان لوكالة "سبوتنيك": "حتى اليوم لم تتضح خطة ترامب، وعدم الوضوح يثير لدينا القلق والتخوف، وإذا كانت هذه الخطة قناعا لصالح إسرائيل على حساب حقوق الفلسطينيين، وتضمن الأمن الإسرائيلي ولا تضمن الأمن الفلسطيني فأتوقع عدم نجاحها".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
بينما يتساءل المواطن أسامة دولة عن مصير المناطق الغربية لقطاع غزة في خطة ترامب، وهل سيبقى النازحون في تلك المنطقة يعانون في الخيام لفترة طويلة، ويواجهون الأزمات المتراكمة والمتصاعدة دون إعمار.
ويقول دولة لـ "سبوتنيك": "يمكن أن نعتبر زيادة دخول المساعدات تقدما جيدا، ولكنها لا تشمل المواد اللازمة لإعادة الإعمار، وبالتالي يبقى الوضع الصعب الذي نعيشه على حاله، ونتمنى أن نعيش في قطاع غزة في أمان وسلام".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
بدوره، يشير المواطن محمود سليم إلى أن "ما يطرح من الخطة حول بقاء المناطق الشرقية للقطاع تحت السيطرة الإسرائيلية، مع السماح للمواطنين بالعودة إلى تلك المناطق دون تملك الأراضي أو جعلها خاضعة لغير الفلسطينيين، هو أمر مرفوض".
ويضيف سليم لوكالة "سبوتنيك": "من حق الشعب الفلسطيني أن يدير شؤون قطاع غزة، ولا بأس من وجود قوات عربية تساعدنا وتساندنا في إدارة القطاع، وليس قوات دولية تتلقى الأوامر من الإدارة الأمريكية والإسرائيلية، وفي حال استمرت الخطة في مسارها الحالي، فإني أطالب بأن تكون القوات الدولية موجودة في القطاع لصالح الفلسطينيين وليس ضدهم".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
المرحلة الثانية من خطة ترامب
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أنه في سياق الضغوط الأمريكية، "يعتزم الجيش الإسرائيلي إدخال معدات هندسية ثقيلة إلى مدينة رفح جنوبي القطاع، لإزالة الأنقاض تمهيدا للمرحلة الثانية من خطة الرئيس دونالد ترامب، ويستعد الجيش الإسرائيلي لإنشاء منطقة إنسانية جديدة تستوعب عددا كبيرا من الفلسطينيين".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وتنص المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب على انتقال إدارة غزة إلى هيئة حكم مدنية تتكون من مستقلين فلسطينيين، وانتشار قوة استقرار دولية فيها، واستكمال انسحاب الجيش الإسرائيلي من الخط الأصفر، ونزع سلاح حركة "حماس".

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ومنذ صدور القرار الأممي لصالح خطة ترامب، تركز إسرائيل على الجوانب التي في صالحها من البنود العشرين للخطة، مثل نزع سلاح حركة "حماس" وتفكيكها، وربط إعادة الإعمار بالضمانات الأمنية، ومنح إسرائيل مرونة في الحفاظ على وجودها في القطاع، من خلال عدم حسم خطة ترامب لانسحاب الجيش الإسرائيلي وربطه بالتقدم في باقي البنود.

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
ولكن إسرائيل لا تخفي الانتقادات الداخلية التي توجه من شركاء نتنياهو، حول بعض البنود التي أشارت إلى الدولة الفلسطينية، وكذلك وجود القوة الدولية في القطاع، وقضية التدويل التي حاربها نتنياهو وشركاؤه على مدار ثلاثة عقود عادت مجددا، ومن خلال إدارة أمريكية تهتم بمصالحها بالأساس، وربما لا تتشابه نتائج خطته مع ما تصبو إليه الحكومة الإسرائيلية، مما يفتح الباب أمام احتمالية التملص الإسرائيلي خلال مراحل الخطة.

بين التخوف الفلسطيني والخروقات الإسرائيلية ترسم خطة ترامب هيكل غزة الجديدة
© Sputnik . Ajwad Jradat
وعلى الجانب الفلسطيني، يبقى التخوف من إنشاء إدارة استعمارية جديدة، وتحول غزة إلى مناطق منفصلة ومشروع اقتصادي يعتمد على الأمن، مع بعض نفحات الحياة للفلسطينيين.
وبين هذا وذاك يصر الرئيس دونالد ترامب على رسم هيكل غزة الجديدة، وفق رؤيته للحل والتي لم تتضح صورتها بشكل كامل حتى اليوم، وإنما ستشهد الأيام المقبلة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، التي ستواجه تحديات وصعوبات كبيرة بسبب الخلافات الجوهرية بين أطراف الاتفاق.
